القائم بأعمال كوريا الشمالية بالكويت يفر إلى سيول

• من النخبة السياسية في بيونغ يانغ... وصهر مدير «الغرفة 39»
• تقارير غربية ترجّح كشفه قضايا غسل أموال

نشر في 26-01-2021
آخر تحديث 26-01-2021 | 00:08
ريو في الوسط إلى جانب وزير خارجية بلاده في عام 2015 وموفد عماني في بيونغ يانغ
ريو في الوسط إلى جانب وزير خارجية بلاده في عام 2015 وموفد عماني في بيونغ يانغ
في سرّ بقي طي الكتمان حوالي عام وبضعة أشهر، كُشف النقاب، أمس، عن انشقاق دبلوماسي كوري شمالي رفيع المستوى، كان يشغل منصب القائم بالأعمال في سفارة بلاده لدى الكويت، إلى كوريا الجنوبيّة مع عائلته، حسب ما أفادت تقارير.

ووصل ريو هيون وو إلى سيول في سبتمبر عام 2019 وطلب اللجوء، وبقي الأمر سرّاً حتى، أمس.

ونقلت صحيفة «ماييل بيزنس» الكورية الجنوبية الاقتصادية عن هيون وو قوله: «قررت الانشقاق لأنني أردت أن أقدم لطفلي مستقبلاً أفضل».

وأصبح هيون وو قائماً بالأعمال في سفارة بلاده في سبتمبر 2017؛ بعد طرد الكويت السفير آنذاك سو تشانغ سيك، إثر تبنّيها قرار الأمم المتحدة بتخفيض تمثيل الدولة الشيوعية لديها بسبب برامجها لتطوير السلاح.

وحسب التقارير، فان الدبلوماسي المنشق هو صهر جون إيل تشون، الذي أشرف في وقت من الأوقات على مكتب حزب «العمال» الحاكم المسؤول عن إدارة الخزائن السرية لأسرة كيم الحاكمة والمعروفة باسم «الغرفة 39».

وأشارت صحيفة «ذا كوريا هيرالد» إلى أن زوجة هيون وو حاصلة على درجة الماجستير من جامعة كيم إيل سونغ المرموقة في الشمال، وأن والدها التحق بالمدرسة نفسها، التي التحق بها والد الزعيم الحالي كيم جونغ أون.

ووصف تاي يونغ هو، وهو منشقّ شمالي بارز آخَر ترك منصبه عندما كان نائباً لسفير كوريا الشماليّة في بريطانيا عام 2016 ولجأ إلى الجنوب حيث انتخب نائباً في البرلمان العام الماضي، هيون وو بأنّه «جزء من النخبة السياسية الأساسيّة» في بيونغ يانغ.

وأضاف: «هذا مجرد دليل على أن الزعيم كيم يفقد قاعدة دعمه على مستوى رفيع جداً».

وتُعتبر حالات فرار كبار المسؤولين نادرة، رغم أنّ وصول هيون وو إلى الجنوب جاء بعد شهرين فقط على طلب القائم بأعمال سفير كوريا الشمالية السابق لدى إيطاليا، جو سونغ جيل، اللجوء في سيول.

ووفقاً لـ «ذا كوريا هيرالد»، فهذه هي المرة الثانية التي يفر فيها مسؤول رفيع المستوى من بيونغ يانغ إلى سيول منذ عام 2012، عندما تولى كيم جونغ أون السلطة.

ويعتبر هيون وو الدبلوماسي الأعلى رتبة الذي تخلّى عن النظام منذ عام 1997، عندما فرّ سفير كوريا الشمالية في مصر إلى الولايات المتحدة.

وأكدت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أن هيون وو يعتبر أرفع منشق منذ سنوات وخطوته تشكل مصدر إحراج لزعيم كوريا الشمالية، مضيفة أن فراره يطرح أسئلة حول ولاء النخبة المحظية في الدولة الشيوعية للزعيم الذي منح نفسه أوئل الشهر الجاري لقباً جديداً وأصبح الأمين العام لحزب العمال الحاكم.

وأضافت الصحيفة، أن المنشقين الشماليين خصوصاً الدبلوماسيين يمكنهم تقديم معلومات عن عمليات النظام في الخارج، بما في ذلك غسل الأموال وأنشطة التهريب المصمّمة لتفادي العقوبات الدولية والحصول على العملة الصعبة.

وأكدت صحف كورية جنوبية أمس، أن هيون وو خضع لاستجواب مكثّف من الاستخبارات الكورية الجنوبية.

وكان نحو 30 ألف كوري شمالي فروا من القمع والفقر في ظلّ النظام الشيوعي واستقرّوا في الجنوب، معظمهم عن طريق العبور سرّاً عبر الحدود.

وشدّدت كوريا الشماليّة الأمن الحدودي في إطار محاولاتها لمنع تفشّي فيروس «كورونا» المستجدّ على أراضيها، وقد تراجع عدد مَن وصلوا إلى الجنوب العام الماضي.

ودخلت العلاقات بين الكوريّتين في حالة من الجمود العميق إثر انهيار قمّة في هانوي بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2019 تمحورت حول ما قد تكون كوريا الشماليّة المسلّحة نووياً مستعدّة للتخلّي عنه في مقابل تخفيف العقوبات عليها.

وقالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها ستراجع سياسة الرئيس السابق مع كوريا الشمالية. واتُهم ترامب باسترضاء الزعيم الكوري الشمالي وبعدم الحصول على أي مكاسب تذكر من اللقاء الشهير الذي جمعهما في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.

back to top