حريق بأكبر مصنع لقاحات و«أوكسفورد» تطوّر طعماً لـ «المتحوّر»

• «النقل العام» في بريطانيا يتحوّل لإسعاف
• واشنطن تنضم لـ«كوفاكس» وتعيد تمويل «الصحة العالمية»

نشر في 22-01-2021
آخر تحديث 22-01-2021 | 00:00
الدخان يتصاعد من معهد «سيروم اينستيتيوت أوف إنديا» وموظفون يخلونه أمس (ا ف ب)
الدخان يتصاعد من معهد «سيروم اينستيتيوت أوف إنديا» وموظفون يخلونه أمس (ا ف ب)
في وقت يعكف علماء «جامعة أوكسفورد» على تطوير نسخ جديدة من لقاحهم لمكافحة فيروس «كورونا» المتحور، قررت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الجديد جو بايدن الانضمام إلى آلية «كوفاكس»، والعودة إلى عضوية منظمة الصحة العالمية بينما بات الوضع الصحي مأساوياً في المملكة المتحدة التي أصبحت مستشفياتها أشبه بـ «مناطق حرب» وحولت بعض حافلات النقل العام إلى سيارات إسعاف مؤقتة.
بينما يواجه العالم أربع سلالات متحوّرة جديدة، وفي وقت يتسابق العالم على إنتاج لقاحات للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد، اندلع حريق في أكبر معهد لإنتاج اللقاح في الهند والعالم "سيروم إينستيتيوت أوف إنديا" أمس، أسفر عن 5 قتلى، لكن وسائل الإعلام أوضحت أن إنتاج اللقاحات المضادة لـ"كوفيد 19" لم يتأثر.

وظهرت في لقطات بثتها القنوات التلفزيونية الهندية سحابة ضخمة من الدخان الرمادي فوق موقع المعهد "سيروم" في منطقة بوني حيث يتم حالياً إنتاج ملايين الجرعات من لقاح "كوفيشيلد" الذي طورته شركة مختبرات "أسترازينيكا" وجامعة "أوكسفورد".

وأفاد مصدر في "سيروم إنستيتيوت أوف إنديا"، بأن "منشأة إنتاج اللقاح لم تتأثر ولن يؤثر ذلك على الإنتاج" موضحاً أن الحريق "اندلع في مصنع جديد قيد الإنشاء".

وقال رئيس بلدية مدينة بوني، مورليدهار موهول للصحافيين، "قتل خمسة أشخاص إثر الحريق الذي تمت السيطرة عليه.

والهند ثاني دولة أكثر تضرراً بالوباء بعد الولايات المتحدة مع أكثر من 10 ملايين إصابة رغم أن معدل الوفيات فيها من بين الأدنى في العالم.

وفي مطلع يناير تمت الموافقة بشكل طارئ على لقاحي "أسترازينيكا" الذي طورته جامعة "أوكسفورد" وينتجه "سيروم إنستيتيوت أوف إنديا"، و"كوفاكسين" الذي تصنعه شركة "بهارات بيوتيك" المحلية.

«أوكسفورد»

إلى ذلك، أفادت صحيفة "تليغراف" البريطانية، أمس، بأن علماء "جامعة أوكسفورد" يعكفون على تطوير نسخ جديدة من لقاحهم لمكافحة "متحورات" بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل.

وكانت "جامعة أوكسفورد" أعلنت في 17 يناير الجاري، أن لقاحها يحقق استجابة مناعية أفضل عند استخدام نظام الجرعتين الكاملتين بدلاً من جرعة كاملة واحدة تليها نصف جرعة داعمة.

ولم تشر التفاصيل الخاصة بالتجارب السريرية للمرحلتين الأولى والثانية التي نشرت الخميس الماضي إلى نظام نصف الجرعة والجرعة الكاملة الذي قالت "أوكسفورد" إنه "لم يكن ضمن الخطط"، لكن المنظمين وافقوا عليه.

وأكدت الجامعة أنها استكشفت نظامين للجرعات في مرحلة التجارب المبكرة هما نظام الجرعتين الكاملتين ونظام الجرعة الكاملة ونصف الجرعة.

منطقة حرب

في غضون ذلك، عانت بريطانيا التي تخضع للإغلاق الوطني الثالث، من أسوأ يوم لها في الوباء، إذ تم تسجيل أكثر من 1800 وفاة خلال 24 ساعة.

وقال باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين للحكومة، لشبكة "سكاي نيوز"، عندما سئل عن الوضع في المستشفيات: "الوضع سيئ جداً حالياً، هناك ضغوط هائلة وبعض المستشفيات تبدو وكأنها منطقة حرب".

وأعلنت صحيفة "غارديان" أن وزارة الصحة قررت تحويل عدد من حافلات النقل العام إلى "سيارات إسعاف مؤقتة" لنقل مصابي "كورونا".

وتمت إزالة معظم المقاعد في الحافلات ذات الطابق الواحد بحيث يمكن لكل منها نقل 4 مرضى، في محاولة لتخفيف الضغط الشديد على المستشفيات وخدمة الإسعاف في لندن.

وكتبت "غادريان"، إن استخدام حافلات النقل العام لنقل المصابين هي علامة واضحة على "المأساة" التي تعيشها البلاد جراء تفشي الجائحة.

حد للشائعات

من ناحيتها، وضعت "منظمة الصحة العالمية" حداً لشائعات وتكهنات سرت عن تسبب بعض اللقاحات بوفاة عدد من الأشخاص تلقوها الشهر الماضي ويناير الجاري في عدد من الدول، فقالت مساعدة المدير العام للمنظمة، وهي الدكتورة البرازيلية ماريانجيلا سيماو، إن المنظمة لم تسجل أي وفاة نتجت عن تلقي المصابين لأي لقاح مضاد للفيروس.

وأوضحت: "لدينا لقاح واحد يتم استخدامه على نطاق واسع عالمياً، هو فايزر، ولم نرصد أي وفيات ناجمة عن أي من اللقاحات المستخدمة حالياً"، مضيفة، أن "المنظمة تتابع استخدام فايزر وتقارير عنه من دول تم توزيعه فيها" في إشارة إلى ما أعلنته السلطات النرويجية الأسبوع الماضي عن وفاة 23 مسناً من المصابين بالفيروس، تلقوا "فايزر" واتضح من السلطات نفسها عدم وجود علاقة لوفاتهم باللقاح.

الولايات المتحدة

وفي موقف معاكس لنهج إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، شكرت الولايات المتحدة أمس، منظمة الصحة العالمية لدورها القيادي في مكافحة فيروس "كورونا" المستجد مؤكدةً دعمها المالي لها، مشيرة إلى أنها ستنضم إلى مبادرة "كوفاكس"، لتوزيع اللقاحات بصورة عادلة بين الدول الغنية والفقيرة.

فبعد أقلّ من 24 ساعة على تنصيبه، أظهر الرئيس الجديد جو بايدن فوراً موقفه المختلف عن مواقف سلفه، من خلال مداخلة أجراها خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي أثناء اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة.

ودائماً قلّل ترامب من شأن الوباء وأنكر منظمة الصحة واصفاً إياها بـ"الدمية" بيد الصين، رغم أن إجمالي عدد وفيات "كورونا" في الولايات المتّحدة تخطّى الـ 400 ألف وفاة في حصيلة تزيد عن عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية.

فاوتشي

وفي خطابه، أعلن فاوتشي الذي كان عضواً في خلية الأزمة التي شكّلها ترامب وعيّنه بايدن أيضاً مستشاراً، أن الولايات المتحدة "لديها نية الإيفاء بالتزاماتها المالية حيال المنظمة" التي شكرها "لدورها القيادي في الاستجابة الصحية العامة العالمية لهذا الوباء".

وأكد أن الولايات المتحدة ستنضم إلى الجهود التي تقودها الأمم المتحدة، لتوزيع اللقاحات بصورة عادلة بين الدول الغنية والفقيرة.

وتابع أن من المقرر أن يصدر الرئيس الأميركي توجيهاً بشأن الانضمام إلى مبادرة "كوفاكس" التي تهدف إلى التوزيع العادل للقاحات بين البلدان المتقدمة والنامية.

غيبريسوس

ورحب المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس بإعلان فاوتشي، قائلاً: "هذا يوم جميل لمنظمة الصحة ويوم جميل للصحة العالمية". وقال: "منظمة الصحة عائلة من الدول ونحن جميعاً سعداء لبقاء الولايات المتحدة ضمن العائلة".

من ناحيتها، أعلنت "كوفاكس"، أمس، إنها تهدف إلى تقديم 1.8 مليار جرعة إلى البلدان الأكثر فقراً هذا العام وتأمل في الوفاء بالإمدادات للدول الأكثر ثراء في النصف الثاني من 2021.

لكن "كوفاكس"، التي يشارك في قيادتها "التحالف العالمي للقاحات والتحصين" (جافي) ومنظمة الصحة العالمية وجهات أخرى، قالت إن "هناك العديد من الأمور غير الواضحة التي تؤثر على شراء وتوريد اللقاحات، وإن شروط الصفقات عرضة للتغيير".

الإمارات ولبنان

عربياً، أكدت وزارة الصحة الإماراتية، أمس، أنها وافقت على الاستخدام الطارئ للقاح "سبوتنيك في" الروسي، ليصبح ثالث لقاح توافق عليه الإمارات.

كما قرّر المكتب الإعلامي لحكومة دبي تعليق إصدار التصاريح الترفيهية مؤقتاً في مواجهة ارتفاع عدد الإصابات.

وأعلنت هيئة الصحة في دبي أيضاً أنه تم توجيه جميع المستشفيات "بتعليق جميع العمليات الجراحية الاختيارية غير الضرورية طبياً حتى 19 من فبراير المقبل".

بدوره، قرر لبنان أمس، تمديد الإغلاق الكامل لمدة 24 ساعة الذي فرضه هذا الشهر لمكافحة التفشّي مدة أسبوعين.

وقالت الحكومة في بيان، إن القيود المشددة على الحركة في جميع أنحاء البلاد، والتي كان مقرراً أن تستمر حتى الاثنين، ستظل سارية حتى 8 فبراير.

الإمارات ترخّص لـ«سبوتنيك» ولبنان يُمدّد الإغلاق الشامل أسبوعين
back to top