في رثاء الشهيد يوسف الزامل

نشر في 22-01-2021
آخر تحديث 22-01-2021 | 00:09
 يوسف نايف الزامل إن الحياة مستمرة والأيام تتغير والسنين تنطوي والذكرى تتجدد، ويبقى الأمل لكل بائس ينتظر اللقاء 30 عاماً بين انتظار هاتف أو مكتوب مرسل أو طرقة باب مع بزوغ الشمس أو غروبها أو بالأحرى لقطة من التلفاز يوجد فيها طرف جسم أو رأس.

نعم يوجد أمل يجعلنا ننتظر ولكن لم نتخيل اجتماعاً بلا نفس أو روح، مجرد ثياب بالية تكسو عظاماً عائدةً من أرض الغزاة، ونحمد الله أن الشهيد لا يموت أبداً بل هو حي عند رب السموات والأرض، رافع الرحمة ومنزل العذاب على الظالمين، ولا شك أنه يتنعم بنعيم الجنة، يقول جلّ وعلا في محكم تنزيله: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".

لو لم تكن تضحيات الشهداء لضاعت الأرض وسلبت الثروات وانتهكت الأعراض واستبيحت المحارم، وإن الشهيد هو الدرع الحصينة والحزام المتين لوطنه وأرضه التي يدين لها بالولاء في الشدة والرخاء، ولا ننسى أن البطل يصنع المجد والعزة والكرامة فمن قدم دمه لبلاده تضحية، وفداءً حتى إن رحلت روحه إلى الرفيق الأعلى فرسالته "شهيد سيتلوه شهيد"، وإن الوطن لا ينكسر وفيه أبناؤه البواسل الذين يحاربون لرفعته وشموخه وكرامته مهما كلفهم الأمر، لأننا نعلم أن الروح ملك لله، والأرض ملك الله وإليه مصيرنا وملتقانا، والأرض التي لم يدفن فيها شهيد يدافع عن أرضه وعرضه لا يمكن أن تدوم مهما عاشت في سلام.

تقبلك الله في الفردوس الأعلى وجعلك الله من الشهداء الأبرار شفيعاً لأبيك وأمك، وجمعنا الله بك في الفردوس الأعلى، ستكون بطلاً نفتخر به ونبراساً يضيء لنا الطريق في حب الوطن والتضحية من أجله بالغالي والنفيس بلا انتظار مدحٍ أو ثناء.

وفي الختام شهيدنا الغالي كان الانتظار يحمل الأمل ولكن قدر الله غالب، وأحمد الله أني قد أخذت إرثاً من أثرك فكنت أول من سمي باسمك، فمازال ذلك يزيدني فخراً وشموخاً ما حييت، شهيدنا الغالي يوسف زيد زامل الزامل ارقد بسلام.

يوسف نايف الزامل

back to top