بايدن لإيران: العودة للاتفاق النووي مشروطة بوقف التدخل في «الخليج»

طالبها بالاعتراف بحل الدولتين وتجفيف دعم الميليشيات
• فريق الرئيس المنتخب حذر طهران من أن رفع سقف التحديات سيأتي بنتائج عكسية

نشر في 18-01-2021
آخر تحديث 18-01-2021 | 00:15
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن
أكد مصدر في مكتب رئيس الجمهورية الإيراني، أن طهران أُبلِغت رسالة واضحة من فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، خلال الاتصالات المتواصلة بين الجانبين منذ أسابيع، تضمنت شروط العودة إلى الاتفاق النووي، وذلك قبل تسلم بايدن السلطة رسمياً بعد أيام.

وقال المصدر، الذي شارك في الاتصالات خلف الكواليس مع فريق بايدن، لـ «الجريدة»، إن أحد أعضاء الفريق، والذي من المقرر أن يشغل منصباً رفيعاً في الإدارة الديمقراطية المقبلة، هو الذي نقل هذه الرسالة إلى الإيرانيين، وطلب إبلاغها للرئيس حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي.

وأوضح، نقلاً عن المسؤول الأميركي المقبل، أن الرسالة حذّرت طهران من أن زيادة سقف التحديات على أمل الضغط على بايدن للتراجع عن الخطوات التي اتخذها سلفه الجمهوري دونالد ترامب بالملف النووي لن تجدي نفعاً، ويجب على إيران ألا تتصور أنها ستحقق مكاسب إضافية أكثر مما قرر فريق بايدن مسبقاً تقديمه مقابل العودة إلى تنفيذ الاتفاق النووي بحذافيره.

ونقل المصدر، عن المسؤول نفسه، قوله إن أولوية الإدارة المقبلة ستكون معالجة المشاكل الداخلية، وبعدها يأتي ملف إصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها، التي أوصلتها سياسات ترامب إلى الحضيض، ثم التصدي للتهديدات الصينية والروسية للأمن القومي الأميركي، قبل التفكير في الملف الإيراني، لكن بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، فإن بايدن مستعد لرفع بعض العقوبات والضغوط عن إيران مقابل عودتها للاتفاق النووي بشكل كامل.

وغداة تأنيب أوروبي متكرر لطهران بسبب خطواتها التصعيدية بالملف النووي، وتصريح وزير الخارجية الفرنسي بأن العودة إلى الاتفاق غير كافية، ويجب التفاوض على برنامج إيران البالتسي وأنشطتها الإقليمية، قال المسؤول الأميركي، إنه إذا استمرت طهران برفع سقف التحديات، فهي تعلم جيداً أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على تحمل تصرفات إيران في عهد بايدن، لأن الظروف التي كانت سائدة خلال ولاية ترامب والخلافات على ضفتي «الأطلسي» لن تكون موجودة، ولن يحتاج بايدن للعودة إلى الاتفاق لتفعيل آلية الزناد التي تسمح بإعادة فرض كل العقوبات الأممية على طهران، بل قد تتولى الدول الأوروبية الأعضاء في الاتفاق، أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بنفسها هذه المهمة، مما يعني أن طهران قد تصبح تحت العقوبات الأممية مع الإبقاء على العقوبات الأميركية.

وقال المصدر إن هذا الإنذار من فريق بايدن لطهران جاء بعد إعلانها قرار تصنيع معدن اليورانيوم والتجربة الصاروخية البالستية في المحيط الهندي، التي سقطت، بحسب فوكس نيوز، على بعد 100 ميل من حاملة الطائرات الأميركية «نيمتز».

كما نقل المصدر عن المسؤول الأميركي قوله إن بايدن سيتبع سياسة الضغط على جميع دول المنطقة، للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ربما بإشراف مجلس الأمن وأعضائه الدائمين، للوصول إلى صيغة تفاهم، مؤكداً أن إدارة بايدن لن تقبل استمرار النهج العدائي الإيراني تجاه إسرائيل، في حين بدأت الدول الإسلامية والعربية حل خلافاتها مع تل أبيب بشكل دبلوماسي.

وأضاف المسؤول الأميركي أن الإسرائيليين مطلعون على جميع الاتصالات بين فريق بايدن والحكومة الإيرانية، وأن الإدارة الديمقراطية لا تزال تعتبر دعم إسرائيل أولوية قصوى، وأنه يجب على إيران أن تفهم أن دول الخليج العربية حلفاء تاريخيون للولايات المتحدة وتهديدها يعتبر تهديداً للولايات المتحدة.

ولفت إلى أن بايدن لن يضغط بالتأكيد على إيران للاعتراف بإسرائيل، بل لوقف جميع تصرفاتها العدائية تجاه الدولة العبرية ودعمها للجماعات التي تريد تدميرها، وأن تحذو حذو الدول العربية لتبني حل الدولتين، الذي يحظى بدعم كبير من بايدن.

وأكد المصدر أن بايدن مستعد للقيام بتخفيف الضغوط والعقوبات عن إيران بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، بما في ذلك السماح لإيران ببيع نسبة معينة من النفط (بحدود المليون برميل يومياً) وتحصيل أموالها، شريطة دخولها في معاهدة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب (FATF)، وأن تكون جميع مصاريف الحكومة الإيرانية شفافة أمام المجتمع الدولي، مقابل تراجع طهران عن جميع خطواتها في نقض الاتفاق النووي.

وتابع: «أما رفع جميع العقوبات فسوف يتم بعد قبول إيران بوقف تهديداتها العسكرية لجيرانها، خاصة إسرائيل، إضافة إلى وقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى في المنطقة، وتجفيف دعمها للميليشيات».

وكان المراسل الأمني لـ «القناة 12» التلفزيونية الإسرائيلية قال، في تقرير، إن إدارة بايدن أخطرت مسؤولين إسرائيليين بأنها بدأت اتصالات سريّة وهادئة مع مسؤولين إيرانيين، للعودة إلى الاتفاق النووي.

ويجري رئيس الموساد، يوسي كوهين، مباحثات في العاصمة الأميركية، واشنطن، التقى خلالها مسؤولين في إدارة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أبرزهم وزير الخارجية، مايك بومبيو.

وتنصّ الأعراف الدبلوماسية على ألا يجري كوهين مباحثات مع الإدارة المنتخبة حديثاً قبل تسلّمها الحكم رسمياً، إلا أن القناة 12 ذكرت أن كوهين أجرى مباحثات مع الطاقم الأمني لبايدن.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top