ماذا تعرف عن مجتمعك الأصلي؟

نشر في 17-01-2021
آخر تحديث 17-01-2021 | 00:10
ماذا يعرف جيل ما بعد الثمانينيات عن الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة قبل ذلك، وهم الذين فتحوا أعينهم على 3 حروب في الخليج أدت إلى اصطفاف اجتماعي وطائفي بغيض؟! ولماذا نغضب أحياناً أو نستغرب من عثور الجهات الأمنية على شباب صغار منتمين إلى داعش؟!
 مظفّر عبدالله أول العمود: يكثر اللغط والصخب في بلدي الكويت بسبب عدم وجود مشروع نهضة وتطوير للحالة العامة.

***

أتمنى أن تلقى مداخلتي هذه طريقاً لمواليد الثمانينيات!

الحالة الاجتماعية التي سادت الكويت قبل الثمانينيات- وأقصد هنا حياة الكويتيين العامة واليومية، وتعاطيهم مع محيطهم وما يتلقونه من رسائل مختلفة تؤثر في نمط حياتهم- كانت أقرب للفطرة الاجتماعية والتسامح وتقبل الجديد في كل ما يطرأ من تقدم في الحالة المدنية، ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها التنوع السكاني، ليس بين الكويتيين وهجراتهم فقط، بل بسبب توافد جنسيات كثيرة جاءت بثقافاتها (سلوكها العام، أطعمتها، أغانيها، رياضاتها وغير ذلك)، وقد أثّر ذلك كثيراً في زيادة نكهة الانفتاح على كل شيء جديد وحضاري.

هذه الحالة تعرضت لتخريب كبير مع دخول منطقة الخليج العربي زمن التعصب الطائفي والمذهبي وما تلاه من تغلغل عوامل التشدد الديني الذي طال الحياة العامة مع الأسف، وكان لاصطفاف النخب الحاكمة مع حركات التشدد لأغراض سياسية معروفة وقتها الدور الأكبر في تسمينها وتكبيرها لتقوم بدور الشرطي الأخلاقي على الناس.

ومن اللافت أن دول الخليج اليوم تحاول نفض الغبار عن حقبة دامت أربعة عقود من الزمن، وبدأت تدخل حالة (الفطرية) التي تحدثنا عنها، من خلال الانفتاح على حضارات العالم وتشييد المدن المنفتحة والمتطورة التي تستوعب عادات غيرنا من الشعوب، وترحب بإنشاء كل ما يساهم في تكوين بيئات طبيعية لهم، ومن بين ذلك الترخيص لمعابدهم، وإطلاق الحرية لعيشهم العادي كما لو كانوا في بلادهم.

أردت من هذه المقدمة أن أصل إلى فكرة المقال وهي: ماذا يعرف جيل ما بعد الثمانينيات عن الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة قبل ذلك، وهم الذين فتحوا أعينهم على 3 حروب في الخليج أدت إلى اصطفاف اجتماعي وطائفي بغيض؟! ولماذا نغضب أحياناً أو نستغرب من عثور الجهات الأمنية على شباب صغار منتمين إلى داعش، أو عندما نتذكر الحادث الشيطاني الذي جرى في مسجد الصادق؟

في يقيني أن هذا الجيل فاقد للهوية– وهو معذور– لأن مناهج التعليم التي خضعوا لها وليدة أجواء الثمانينيات وما تلاها، ولا علاقة لها بتحولات الحاضر ولا صلة لها بطبيعة المجتمع الحقيقية المبنية أساساً على التنوع والهجرات.

زمن ما قبل الثمانينيات كان عبارة عن (حالة حضارية عامة) في الرياضة والفن والتعليم والانفتاح بشكل عام، ولذلك كانت الكويت تُسمى دُرّة الخليج.

مظفّر عبدالله

back to top