من مثلُ أسماء؟!

نشر في 15-01-2021
آخر تحديث 15-01-2021 | 00:05
 محمد العويصي في الرابعة عصراً من يوم الثلاثاء الموافق 5 يناير 2021م، كنت أستمع إلى برنامج "أخبار جهينة" من إذاعة دولة الكويت، فاستوقفني خبر من بريطانيا عن أسباب الطلاق عندهم، ومنها النقاشات المؤذية ويقصد بها الكلام الجارح من كلا الطرفين أو من أحدهما والخيانة الزوجية، وأثناء استماعي جاءني فيديو عن طريق التواصل الاجتماعي، يحكي قصة زوجة تعيش في الشام في حكم الدولة العباسية، وهذه الزوجة طلقها زوجها مرتين، وفي أحد الأيام جاء زوجها وطلب منها أن ترجع إليه، فقالت له: أريد الذهاب إلى السوق لأشتري بعض الأغراض وسأرجع إليك، وحين كانت في السوق تشتري القماش سمعت تجار الأقمشة يقولون لصديقهم التاجر زوجتك كبرت في السن، فلماذا لا تتزوج عليها؟

فرد عليهم: وهل أجد مثل أسماء امرأة؟! فاستغربت المرأة من إجابة الرجل التاجر، فقالت في نفسها: هذا الرجل لا يرضى أن يتزوج على زوجته وأنا طُلقت مرتين، فماذا تفعل أسماء مع زوجها؟ ذهب التاجر إلى بيته والمرأة تسير خلفه، وعرفت مكان بيته، فلما خرج الرجل من بيته دخلت المرأة على زوجته، وقالت لها عندي لك بشارة بشرط أن تخبريني ماذا تفعلين مع زوجك ليرضى عنك؟

الزوجة وما البشارة؟ المرأة: سمعت زوجك في السوق يرفض الزواج عليك رغم الإلحاح الشديد من التجار، بل أثنى عليك ومدحك، وقال لهم: وهل أجد مثل أسماء امرأة؟! ضحكت أسماء وفرحت فرحاً شديداً وقالت للمرأة: اطلبي ما تشائين. المرأة: لقد طلقني زوجي مرتين ولا أريد أن يطلقني الثالثة، فماذا تفعلين مع زوجك؟ الزوجة: عندما يغضب ويثور زوجي أطأطئ رأسي وأسكت ولا أنظر إليه حتى لا يعتقد أني أسخر منه، ولا أضع عيني بعينه حتى لا يعتقد أنها نظرة استعطاف أو نظرة سخرية، فالرجل ذكي، إياك أن تضعي عينك بعينه.

المرأة: وبعد ذلك هل تخرجين من الغرفة؟ الزوجة: إياك أن تخرجي من الغرفة، فقد يعتقد أنك لا تريدين سماع كلامه أو الهروب منه، وعندما يهدأ أستأذنه بالخروج من الغرفة، وأحيانا يسمح وأحيانا لا يسمح، وإذا سمح لي بالخروج خرجت بكل هدوء.

المرأة: وكم يوم تهجرين فراشه أسبوعا شهرا؟ الزوجة: إياك أن تفعلي هذا فيتعود الرجل على فراقك. المرأة: وماذا تفعلين؟ الزوجة: أقوم بأعمالي المنزلية وعندما يرتاح زوجي ويهدأ أقدم له شراباً بارداً ليشربه، ثم أتحدث معه بشكل طبيعي، وكأن شيئا لم يحدث، ثم هو يسألني: هل أنا غاضبة، ثم يتأسف مني ويعتذر ويبدأ بالكلام الجميل.

المرأة: وهل تصدقينه؟ الزوجة: وكيف لا أصدق زوجي وهو هادئ، أتريدين أن أصدقه وهو غاضب؟ المرأة: وكرامتك. الزوجة: كرامتي برضا زوجي عني ورضا الله سبحانه وصفاء العشرة بيننا، فلا كرامة بين الزوج وزوجته.

خرجت المرأة من بيت الزوجة بعد أن شكرتها على نصيحتها الغالية، وذهبت إلى بيتها وطبقت كلام أسماء فصارت أسعد زوجة.

يقول أبو الدراء لزوجته إذا رأيتني غضبتُ فرضّني وإذا رأيتك غضبى راضيتك وإلا لم نصطحب، لذا على الزوجة العاقلة ألا تغضب في حال غضب زوجها، بل عليها التزام الصمت ولا تضع عينها بعينه تحديا وتتعوذ من الشيطان وتبادر فوراً لإرضائه، لتكون إن شاء الله تعالى من نساء الجنة، اللاتي قال فيهن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "نساؤكم من أهل الجنة العؤود الولود التي إذا غضب زوجها تقول له لا أذوق غمضا حتى ترضى".

أرجو من كل قلبي أن تقتدي الزوجات بنصيحة أسماء كي يعشن في سعادة وهناء وراحة بال، وتقل نسب الطلاق في مجتمعنا بعد استفحالها... "اللهم قد بلغت اللهم فاشهد".

محمد العويصي

back to top