«ضربة أخيرة» من دونالد ترامب لإيران بتصنيف «الحوثيين» إرهابية

الحكومة اليمنية والرياض ترحبان وطهران تندد ... ومخاوف من تأثيرات على السلام والمساعدات

نشر في 12-01-2021
آخر تحديث 12-01-2021 | 00:05
مسلحون حوثيون يزورون ضريح أحد قادتهم في صنعاء 	(رويترز)
مسلحون حوثيون يزورون ضريح أحد قادتهم في صنعاء (رويترز)
حسمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرارها بتصنيف حركة «أنصار الله» المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء «جماعة إرهابية أجنبية»، لتختتم بذلك سلسلة ضغوط ضد إيران والجماعات المتحالفة معها قبل مغادرتها البيت الأبيض 20 الجاري، وبينما رحبت حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالخطوة نددت طهران بـ«الإفلاس الأميركي».
في ختام سلسلة من الضغوط التي تبنتها إدارة الرئيس المنتهي ولايته دونالد ترامب ضد إيران والجماعات المتحالفة معها في المنطقة، قررت وزارة الخارجية الأميركية تصنيف جماعة «أنصار الله» المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء والمدعومة من طهران «منظمة إرهابية أجنبية».

وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، في بيان صدر ليل الأحد ـ الاثنين، إن القرار الأميركي يهدف إلى تحميل جماعة الحوثي المتمردة «مسؤولية أعمالها الإرهابية»، ومن بينها هجمات عابرة للحدود تهدد مدنيين، وبنى تحتية والشحن التجاري.

وأوضح أن القرار، الذي اتخذ قبل أقل من عشرة أيام على مغادرة إدارة ترامب البيت الأبيض، يهدف إلى تعزيز «الردع ضد النشاطات الضارّة التي يقوم بها النظام الإيراني» الداعم للحوثيين في مواجهة حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي المدعومة من «تحالف دعم الشرعية» العسكري بقيادة السعودية.

وأشار بومبيو إلى هجوم وقع في نهاية ديسمبر الماضي على مطار في مدينة عدن، لدى استقباله «حكومة المناصفة» الجديدة بين فريق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي. واتهمت الحكومة المعترف بها دوليا الحوثيين بتنفيذ الاعتداء على المطار الذي أدى إلى مقتل 26 شخصاً.

وضم الوزير ثلاثة قياديين بالحركة اليمنية إلى القائمة السوداء الأميركية هم زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، وعبدالخالق بدرالدين الحوثي، وعبدالله يحيى الحكيم.

وسعى بومبيو إلى تهدئة المخاوف من تأثير الخطوة على إمدادات الإغاثة الإنسانية إلى البلد العربي الفقير وسط الصراع الدائر به، وأكد بومبيو علم الإدارة الأميركية بتلك المخاوف، وأنها سوف تعمل مع منظمات غير حكومية ومع الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات وتقليص أثر الخطوة على الأنشطة الإنسانية وبعض الواردات إلى اليمن.

وستدخل العقوبات حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري، ما لم يرفض «الكونغرس» المنشغل حالياً بأزمة كبيرة، قرار بومبيو، أي قبل يوم من تولي بايدن الذي تراهن عليه حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني لـ»تحسن الظروف» منصبه.

وتعارض منظمات إغاثة إنسانية الخطوة من جانب بومبيو، والتي تأتي في اللحظات الأخيرة من عمر إدارة ترامب، وتقول إن القرار قد يحيل الأوضاع الإنسانية في اليمن إلى مزيد من التردّي.

وتحذر المنظمات من وضع الحوثيين على «القائمة السوداء»، وتقول إنه لا بديل أمامها للتعامل مع حكومة الأمر الواقع شمالي اليمن.

وأخطر مشرعون أميركيون من الحزب الديمقراطي، حزب الرئيس المنتخب بايدن، بومبيو أن الإقدام على الخطوة قد يقوض أعمال الإغاثة الإنسانية، وكذلك الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي في اليمن.

لكن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية من المتوقع أن يعوق أطرافاً خارجية عن التعامل مع السلطات الحوثية، مما قد يحول دون وصول تحويلات بنكية، ويعوق عمليات شراء مواد غذائية ووقود، وذلك خوفاً من الملاحقة الأميركية.

وكان القرار منتظراً منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفمبر الماضي، في حين كانت منظمات غير حكومية وهيئات دولية تخشى أن يعمد ترامب بعد هزيمته إلى تسديد ضربة دبلوماسية لإيران قبل انتقال السلطة إلى بايدن الذي أبدى رغبته في معاودة الحوار مع طهران.

وتستهدف إدارة ترامب في أيامها الأخيرة تصعيب الأمور لوجستياً وسياسياً على إدارة بايدن، الذي يريد تخفيف العقوبات على إيران والعودة إلى «الاتفاق النووي» الذي انسحب منه ترامب.

الحوثي وإيران

في المقابل، قال رئيس المكتب الثوري في «أنصار الله» محمد علي الحوثي، إن الحركة المتحالفة مع إيران تحتفظ بحق الرد على أي تحرك أميركي لإدراجها في القائمة السوداء، بعد إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب عزمها تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية.

وذكر الحوثي عبر «تويتر»: «سياسة إدارة ترامب إرهابية وتصرفاتها إرهابية… نحتفظ بحق الرد أمام أي تصنيف ينطلق من إدارة ترامب وأي إدارة».

في موازاة ذلك، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الخطوة تعبيراً عما أسماه «إفلاس إدارة ترامب».

وقال زادة: «جهود أميركا لوضع أنصار الله على قائمة الإرهاب تعبر عن إفلاس إدارة دونالد ترامب في أيامها الأخيرة».

وفي سياق قريب، أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، قيام الخزانة الأميركية الجمعة الماضي، بوضع رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي فالح الفياض على لائحة العقوبات، معتبراً أن «القرار محكوم عليه بالفشل، لاستهداف الولايات المتحدة لرئيس مؤسسة تديرها الدولة بالكامل في العراق».

ترحيب حكومي

في غضون ذلك، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بقرار واشنطن.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن «الحوثيين يستحقون تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، ليس فقط لأعمالهم الإرهابية ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع والتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم».

وبحسب الحكومة اليمنية، فإنه «بعد مضي ست سنوات من الحرب وفرض العديد من العقوبات بحق أفراد، نعتقد أنه ينبغي الاستمرار في تصعيد وتكثيف جميع الضغوط السياسية والقانونية على الحوثيين لتهيئة الظروف المؤاتية لحل سلمي للصراع المأساوي الذي طال أمده».

ورأى المتحدث باسم الحكومة راجح بادي أن «رد فعل إيران على الخطوة الأميركية، ينم عن وجعها الشديد، باعتبار الحوثيين ذراعاً للحرس الثوري الإيراني». وقلل المتحدث من احتمال تأثير الخطوة على جهود الإغاثة بشمال البلاد.

ولاحقاً، رحبت الحكومة السعودية بالقرار الأميركي، معتبرة أن الخطوة تنسجم مع مطالبات الحكومة اليمنية بوضع حد لتجاوزات الميليشيات المدعومة من إيران.

ضرب إسرائيل

ويأتي ذلك في وقت تتواتر تقارير عن ترقب حذر يسود الأوساط الإسرائيلية تجاه تهديدات تنطلق من سيطرة «أنصار الله» على مناطق مطلة على البحر الأحمر. وحذر عضو المكتب السياسي لـ»أنصار الله»، فضل أبوطالب، من أنه «إذا تورط العدو الإسرائيلي بأي حماقة ضد شعب اليمن، فلن يتردد الشعب بإعلان الجهاد في سبيل الله ضده وضرب الأهداف الحساسة جداً به».

back to top