سمو الرئيس والمأزق الكبير

نشر في 12-01-2021
آخر تحديث 12-01-2021 | 00:10
 قيس الأسطى سمو الرئيس، ذكرتها في مقال سابق، لا أحد يختلف على نظافة كفك، فلم يسجل على شخصك الكريم أي شبهة في قضية اعتداء على المال العام، لكن هذا وحده لا يكفي بأن نقدم لك النذور أو نشعل لك البخور، فما زال لديك طريق طويل لنيل رضا الشارع الكويتي يبدو أنك تتعثر فيه.

سمو الرئيس أعدت تشكيل حكومة بوزراء من الواضح أن عليهم ملاحظات كبيرة، يعلم الله أننا لسنا في خلاف شخصي معهم، لكن اختيارهم جعل نواب الأمة وجزءاً كبيراً من الشعب على خلاف معك.

سمو الرئيس، مجلس يرأسه سموك أبدى ارتياحاً على جلسة افتتاح لدور الانعقاد لم يكن في أحداثها أي شيء يدعو للارتياح، فانتخابات مناصبها لم تكن بالطموح المطلوب لدى أغلبية عارمة للشعب الكويتي، تم فيها التلفظ على نواب الشعب بنعوت غير مقبولة، لم يُدعَ لها وزراء ونواب سابقون، في حين شغل مقاعدها شباب بعضهم لم يدرك قدسية المكان الذي يجلسون فيه!

سمو الرئيس، هناك أغلبية من النواب تريد أن تسجل إنجازات كانت وعوداً قطعوها لناخبيهم، نذكر منها قانون العفو، وتعديل الدوائر الانتخابية، وقضايا الحريات العامة، وسجن المغردين، ويبدو للوهلة الأولى أن حكومتكم غير متحمسة لها، كما أن عدم وجود أي تقدم ظاهر في ملف اليورو "فايتر" وصندوق الجيش والصندوق الماليزي، وخسارة البلد معركته مع الطرق بدليل أن هذه الطرق ما زالت تقصفنا بحصاها وعدم استرجاع من سرق أموال المتقاعدين من بلاد الضباب كلها دلائل على ما نقول.

سمو الرئيس القائمة تطول والمستقبل القريب والبدء بحملة التطعيم يعني أن ساحات البلد بدءاً بساحة الإرادة ستستقبل تجمعات من الواضح أن اسم سموك سيذكر فيها، فبأي سياق تتمنى أن يذكر؟

قد يتحدث بعض المقربين من سموكم عن الواقعية السياسية والتوازنات التي تتطلبها المرحلة، وأن هذه المواضيع أصعب من أن يفهمها كاتب متواضع مثلي، هذا متوقع ومفهوم، لكن الحكم بيني وبينهم واقع يقول إنه في الوقت الذي نتحدث فيه في هذا البلد عن إعادة سفلتة الشوارع عانق جيراننا الفضاء، فهنيئا لكم مقاعدكم الخضراء والسوداء، ورحم الله الشيخ ناصر صباح الأحمد، فقد أحب الشعب وأحبه الشعب بالمقابل وبكاه عند مماته، وأطال الله عمر الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، فقد اختار كلاهما ترك الكراسي وفضلا محبة الشعب.

"بوخالد" من القلب مأزقك صعب وخياراتك أصعب لكن التاريخ يقول: محبة الشعب هي الثروة التي تدوم بعد رحيل الكراسي.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى

back to top