الكويت تنجح في لمِّ الشمل الخليجي

الحدود بين السعودية وقطر فُتِحت بناء على اقتراح من صاحب السمو
• الأمير: «العلا» قمة مصالحة تعزز اللحمة وتقوي التضامن وتنهي العارض
• ولي العهد السعودي: ستجمع كلمة الخليجيين
• القمة تشهد توقيع اتفاق مكتوب بين الرياض والدوحة

نشر في 05-01-2021
آخر تحديث 05-01-2021 | 00:15
سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد
سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد
بعد طول انتظار وإثر جولات من المساعي الكويتية الحثيثة على مدى سنوات من أجل رأب الصدع، وإعادة نسج لحمة العلاقات الخليجية، أعلن وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر أنه بناء على اقتراح سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، تم التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه فتح الأجواء والحدود البرية والجوية والبحرية بين السعودية وقطر اعتباراً من مساء أمس، مبشراً بأن توقيع بيان «قمة العلا» سيكون صفحة جديدة في العلاقات الأخوية بين الأشقاء.

وقال الناصر، في بيان نقله تلفزيون دولة الكويت أمس، إنه بمناسبة قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي سيتم عقدها في محافظة العلا بالمملكة اليوم، أجرى صاحب السمو أمير البلاد المفدى اتصالاً هاتفياً بأخيه الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر، وأخيه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة، مبينا أن الاتصال شهد «تأكيد حرص الجميع على وحدة الصف ولم الشمل وجمع الكلمة من خلال توقيع بيان العلا الذي يعد بحول الله إيذاناً باستهلال صفحة مشرقة في علاقات أخوية خالية من أي عوارض تشوبها».

وأضاف أن سمو أمير البلاد أعرب عن بالغ شكره وامتنانه لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، على ما يوليانه من اهتمام بالغ بإنجاح أعمال القمة، مؤكداً سموه ثقته بحرص الأشقاء قادة دول مجلس التعاون ومصر على «أن تكون هذه القمة قمة مصالحة تعزز اللحمة وتقوي المسيرة المباركة للتضامن وتكفل بحول الله إنهاء هذا العارض، ومفتتحاً إلى كل ما فيه خير دول المجلس ومصر الشقيقة ومعالجة جميع الموضوعات ذات الصلة، وعودة الأمور إلى طبيعتها بما يحقق التعاون والتكاتف ويضمن تكثيف أواصر الود والتآخي».

وبالتزامن مع الإعلان الكويتي، أكد ولي العهد السعودي أن «سياسة المملكة بقيادة الملك سلمان قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية»، مضيفا أن «القمة ستكون جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وستترجم من خلالها تطلعات خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا».

في السياق، نقلت «رويترز» عن مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «الاتفاق الخليجي يقضي برفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار عن قطر، وبتخلي الدوحة عن الدعاوى القضائية المرتبطة به»، مشيراً إلى أن القمة ستشهد توقيع اتفاق مكتوب بين السعودية وقطر .

ويتوجه سمو أمير البلاد إلى السعودية اليوم لترؤس وفد دولة الكويت إلى اجتماع الدورة الـ 41 لمجلس التعاون الخليجي المزمع عقدها في «العُلا»، والتي تتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس المجلس عام 1981.

وستكون القمة، التي تعقد في السعودية للعام الثالث على التوالي، الأولى لصاحب السمو بعد توليه مقاليد الحكم، والقمة الأولى بعد رحيل المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، الذي يعد أحد أبرز رموز التعاون الخليجي.

وفي حين لم تعلن قطر إذا كان أميرها الشيخ تميم بن حمد سيشارك في القمة، والتزام مصر الصمت بشأن تلبية الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة للحضور، أعلنت وكالة الأنباء العمانية أن السلطان هيثم بن طارق لن يحضر القمة، وأنه كلف فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بترؤس وفد السلطنة، في حين أفادت وكالة الأنباء البحرينية «بنا» بأن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة سيترأس وفد المنامة إلى القمة.

ووسط تقدم حققته المساعي التي قادتها الكويت منذ أربع سنوات لإعادة التضامن إلى البناء الخليجي، من المقرر أن يناقش القادة عدداً من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وسط تحولات جيوسياسية عميقة تمر بها منطقة الخليج والمشرق العربي والعالم.

وكان أمير قطر، استقبل أمس، وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر في الدوحة، الذي سلمه رسالة شفهية من سمو الأمير.

وتعد زيارة الناصر إلى الدوحة الثانية له خلال أسبوع، إذ قام بزيارة إليها قبل أيام ضمن جولة شملت السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان ومصر.

في هذه الأثناء، نقلت منصات إعلامية محسوبة على قطر عن مصادر مطلعة قولها، إن ترتيبات اتخذت من الجانب القطري في معبر «أبو سمرا» الحدوي مع السعودية، تمهيداً لافتتاحه بعد إغلاق مستمر منذ الخامس من يونيو 2017.

وتنعقد القمة هذا العام وسط ظروف استثنائية يمر بها العالم إثر تداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» في وقت تدفع الأمانة العامة للمجلس بأن يكون ملف التعاون الاقتصادي الخليجي عنواناً للعقد الخامس من مسيرة المجلس.

وستطرح على طاولة المناقشات التطورات السياسية الإقليمية والدولية وانعكاس الأوضاع الأمنية في المنطقة على دول المجلس، وستحضر عدة ملفات أبرزها ملف العلاقات مع إيران وبرنامجها النووي والشراكات الاستراتيجية الإقليمية والدولية.

وأكد رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أن العاهل السعودي الملك سلمان عبدالعزيز يضع قضية وحدة الصف الخليجي واستمرار منظومة مجلس التعاون ونجاحها في مقدمة أولويات اهتماماته.

وشدد الشيخ عبدالله آل الشيخ على أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لقادة دول مجلس التعاون تأتي في ظروف استثنائية، تتطلب وحدة الصف وتعزيز العمل الخليجي المشترك.

وأشاد بجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من الملك سلمان، لتعزيز منظومة مجلس التعاون، والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره وتماسكه.

وقال: «المنطقة تعاني اضطراباً وسط التدخلات الخارجية في شؤون دولها، والإساءة للعلاقات الوثيقة والتاريخية بين دول وشعوب مجلس التعاون».

و«العُلا» اسم لواحةٍ تاريخيّة كانت مكاناً استراتيجياً على طريق التجارة القديم الذي يصل بين جنوب الجزيرة العربية وكل من مصر وبلاد الشام.

وتقع مدينة «العُلا» المُعاصرة في شمال غرب المملكة، وتبعد عن المدينة المنورة مسافة 350 كيلومتراً إلى الشمال، وعن تبوك مسافة 250 كيلومتراً إلى الجنوب وهي واحة أثرية مُهيبة تقع فوق سهل من الأرض تكسوه الرمال في أحضان سوار جبلي وتعتبر من أبرز المواقع الأثرية في المملكة.

back to top