4 توقعات حول المجالات الدفاعية والاستراتيجية والتكنولوجية في 2021

نشر في 05-01-2021
آخر تحديث 05-01-2021 | 00:00
 ذي دبلومات خالفت سنة 2020 جميع التوقعات وأحبطت الخطط الشخصية والاستراتيجية الكبرى، ومن المتوقع أن يكون عام 2021 مختلفاً جداً، ولا شك أنه سيحمل بعض المفاجأت معه، لكن ما أبرز التوقعات في المجالات الدفاعية والاستراتيجية خلال الأشهر المقبلة؟

1- الروبوتات المسلّحة ستنتشر في مجالات مختلفة:

شهد عام 2020 انتشار الطائرات المسلحة بلا طيار حول العالم باعتبارها سلاحاً حربياً بدل أن تكون أداة متخصصة وحكراً على أغنى الدول، لكن لا يزال استخدام الروبوتات في الحروب مساراً متفاوتاً، فقد أصبحت الطائرات المسلحة بلا طيار شائعة الاستعمال، لكن لا يمكن قول الأمر نفسه عن الروبوتات البرية أو البحرية لأسباب تقنية واضحة: يكون تشغيل أنظمة الملاحة الآمنة والمستقلة براً أصعب بكثير من استخدامها جواً، ويمكن استعمال المنصات الجوية في عمليات الاستطلاع والضربات العسكرية.

لكن لا تكون المركبات الجوية مناسبة في بعض المهام وقد سُجّل تقدم بسيط لكن ثابت في مجال الروبوتات الأرضية وتحت البحر، ونظراً إلى غياب إطار عمل قانوني لمنع تسليح هذه الوحدات وانتشار أسلحة مدمجة قليلة الكلفة وعالية الدقة، قد يتكثف استعمالها في العمليات خلال السنة المقبلة.

2- زيادة عمليات القرصنة مقابل تراجع الاهتمام بها

لا يمكن اعتبار عمليات القرصنة المدعومة من الدول شكلاً مختلفاً من الحروب، لكن يعني غياب القواعد الواضحة أو أساليب الردع الناجحة أن هذه العمليات ستستمر بانتظام.

مع ذلك، سيبقى الاختلاف قائماً بين القيمة الاستراتيجية لتلك العمليات ووقع الأخبار المرتبطة بها. يصعب تغطية عمليات القرصنة نظراً إلى صعوبة التأكد من التفاصيل سريعاً أو وصفها بلغة مفهومة، ولن يرغب المقرصنون ولا الجهات التي تتعرض للقرصنة في التعليق على الموضوع طبعاً، وفي ظل غياب أي تفاصيل بارزة، لا مفر من أن تتداخل حوادث القرصنة، ما يؤدي إلى تراجع اهتمام الرأي العام بها، قد يشهد عام 2021 إذاً فَضْح عمليات قرصنة ضخمة في حجمها ونطاقها، لكن من المستبعد أن تحظى بتغطية واسعة.

3- تحوّل استراتيجي لمصلحة الغرب

يملك المحللون الاستراتيجيون الغربيون أسباباً وجيهة للتفاؤل بالسنة الجديدة، يعني استبدال الرئيس دونالد ترامب بجو بايدن أن الولايات المتحدة ستسترجع دورها التقليدي كنقطة انطلاق لمجموعة متداخلة من التحالفات الدولية، أقلّه على المدى القريب. في غضون ذلك، يعني توزيع دفعات من اللقاحات الفاعلة ضد فيروس "كوفيد19" أن الركود الذي سبّبه الوباء سيفسح المجال أمام التعافي الاقتصادي وتجدّد نفوذ القوى الغربية.

قد لا تكون هذه التغيرات مؤثرة، لكنها تطرح حلولاً للمشاكل الحادة التي طبعت السنوات القليلة الماضية بدل اقتراح حلول طويلة الأمد لنقاط الضعف التي تشوب النظام الليبرالي، سيشهد 2021 عدداً هائلاً من العناوين الصحافية الرنانة التي تدّعي العودة إلى الوضع السائد قبل 2016، لكن سيكون الغرب على أرض الواقع منشغلاً بالسيطرة على الأضرار في المستقبل المنظور.

4- فيروس "كوفيد19" لن يغيّر وجه العالم

بعدما قَلَب فيروس كورونا العالم رأساً على عقب خلال الأشهر الأولى من 2020، كثرت التوقعات التي تستبعد عودة الوضع إلى سابق عهده مجدداً، ومع تفاقم تداعيات الفيروس القاتلة خلال الموجة الثانية في الشتاء، لا يمكن توقّع وضع العالم بعد زمن كورونا منذ الآن.

لكن بات واضحاً أن هذا الوباء سرّع النزعات القائمة بدل تغيير وجهتها. ظهرت أسوأ تداعيات الفيروس لدى السكان الأكثر ضعفاً. كذلك، تسارع الانقسام في الخطابات السياسية في عالمٍ بدأ يمنع فجأةً الأشكال المألوفة من التواصل الاجتماعي وانعكس هذا الجانب على ثقة الرأي العام بالمنظمات الصحية، وهو عامل أساسي في أي حملة ناجحة للتلقيح الجماعي.

قد يصبح الوباء تحت السيطرة بدرجة معينة بحلول هذه الفترة من السنة المقبلة، وإذا حصل ذلك، فسيتوق الناس الذين ما عادوا يتأثرون به شخصياً، بما في ذلك قادة الدول، إلى المضي قدماً وتجاوز المسائل الشائكة والمربكة التي شهدها 2020، من دون أن يستوعبوا بالضرورة الدروس المستخلصة من هذه السنة الغريبة والمريعة.

جاكوب باراكيلاس - دبلومات

back to top