حكومة هادي تتعهد بالبقاء في عدن رغم «ضربة المطار»

الهجوم تم بـ 4 صواريخ بالستية أطلقت من مناطق الحوثيين و«التحالف» يقصف مواقع بصنعاء

نشر في 01-01-2021
آخر تحديث 01-01-2021 | 00:05
قوة يمنية في مطار عدن امس الأول قبل دقائق من الهجوم (أ ف ب)
قوة يمنية في مطار عدن امس الأول قبل دقائق من الهجوم (أ ف ب)
تمسكت حكومة «المناصفة» اليمنية بالبقاء في العاصمة المؤقتة عدن، رغم الاعتداء الدامي الذي استهدفها لدى وصولها إلى مطار المدينة الساحلية، في حين نددت الولايات المتحدة بـ «النوايا الخبيثة» للهجوم الذي اتهمت الأطراف اليمنية جماعة «أنصار الله» الحوثية بتنفيذه.
غداة هجوم دام على مطار عدن لدى وصول أعضائها إلى المدينة الجنوبية الساحلية، تعهّدت الحكومة اليمنية، المشكلة بالمناصفة بين الشمال والجنوب وفق "اتفاق الرياض" العمل على "إعادة الاستقرار" للبلد، ومواصلة العمل من العاصمة المؤقتة.

وقال وزير الخارجية أحمد بن مبارك، في تصريحات، أمس، إنّ الحكومة مصممة على العمل من عدن لمواجهة التحديات التي تعصف بأفقر دول شبه الجزيرة العربية، والذي يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وأوضح بن مبارك: "الحكومة عازمة على القيام بواجباتها، والعمل على إعادة الاستقرار في اليمن، ولن يثنيها هذا الحادث الإرهابي عن ذلك".

وكشف أن المعلومات والتحقيقات الأولية تؤكد قيام ميليشيات جماعة "أنصار الله" الحوثية باستهداف مطار عدن.

وأشار إلى أن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن استهداف الحكومة في المطار جاء بـ 4 صواريخ بالستية، انطلقت من مناطق سيطرة المتمردين.

وأكد الوزير أن أعضاء الحكومة أصبحوا أكثر إصراراً وأشد عزيمة على مواصلة إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة اليمنية.

تنديد ومطالبة

في موازاة ذلك، ندد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني بالقصف الذي تعرض له مطار عدن أمس الأول، مطالباً المجتمع الدولي بإدراج جماعة "أنصار الله" الحوثية ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.

وقال الإرياني عبر "تويتر": "نطالب المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالصحافيين بإدانة الجريمة، والتضامن مع الضحايا، والعمل على إدراج ميليشيا الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية، ووضعها في القوائم السوداء التي تستهدف الصحافيين، وتقديم قيادتها للمحاكمة، وملاحقتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب".

وأكد المسؤول اليمني في تغريدة أخرى أن "المعلومات الأولية تشير إلى أن الحادث الغادر والجبان تسبب في سقوط شهيد ونحو 10 جرحى من الإعلاميين الذين حضروا لتغطية وصول الحكومة إلى مطار عدن".

وشدد على أن "استهداف المطارات والمنشآت والأعيان المدنية سلوك لميليشيا الحوثي الإرهابية، كما أن سجلها في استهداف الصحافيين حافل بمئات الجرائم، وفاقت جرائمها بحق هذه الشريحة ما ارتكبه داعش والقاعدة".

وجاء ذلك بعد أن اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي جماعة "أنصار الله" الحوثية المدعومة من إيران بتنفيذ الاعتداء.

إدانات واسعة

من جهة أخرى، توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداء الذي تسبب في مقتل 26 وإصابة 130، في حين أفادت مصادر بمقتل 4 جنود سعوديين، و3 من عمال لجنة الصليب الأحمر الدولية ضمن ضحايا الهجوم. في غضون ذلك، أدانت الخارجية الأميركية الاعتداء بشدة، مؤكدة أنه يظهر "نوايا خبيثة لمن يحاولون زعزعة استقرار اليمن".

وأعربت الخارجية الأميركية، في بيان أمس، عن شعورها بحزن عميق لفقدان الأرواح.

وقالت إن الهجمات لن توقف أو تقوض الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية. كما شددت على ضرورة وقف أعمال العنف وتقديم الجناة إلى العدالة.

وأكدت واشنطن على دعمها للحكومة الشرعية اليمنية من أجل مستقبل أفضل لليمنيين.

ودانت الإمارات والبحرين وقطر والعراق بالإضافة إلى السعودية ومصر وبريطانيا وفرنسا وروسيا الهجوم الذي يأتي لإرباك الساحة اليمنية بعد تحقيق خطوات إيجابية في تنفيذ "اتفاق الرياض" الرامي إلى إنهاء الخلاف بين معسكر الرئيس هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي.

ضربات «التحالف»

في هذه الأثناء، شن "تحالف دعم الشرعية في اليمن" بقيادة السعودية، أمس، غارات جوية على مواقع في العاصمة صنعاء وضواحيها الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.

وأفاد مصدر عسكري يمني بأن طيران التحالف شن 4 غارات على معسكر ريمة حميد التابع لـ "أنصار الله" ومحيطه في مديرية سنحان جنوبي صنعاء.

أيام عصيبة

من جهته، تجنب المتحدث العسكري للحوثيين التطرق لهجوم عدن سواء بالتبني أو نفي الاتهامات، لكن عضو الوفد المفاوض للجماعة، عبدالملك العجري، قال عبر "تويتر"، إنها ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يتخذ فيها التحالف والشرعية من جماعته "غطاء لتصفية الحسابات البينية لحكومة الشركاء المتشاكسين".

وأشار العجري إلى أنّ عودة الحكومة "ستكون مناسبة لعودة التوتر والاغتيالات"، وذكر القيادي الحوثي أنّ "أياماً عصيبة تنتظر عدن وسيكون الغطاء جاهزاً".

انتعاش وغلاء

ورغم الأحداث الدامية التي رافقت عودة الحكومة اليمنية الجديدة إلى العاصمة المؤقتة فإن سعر صرف العملة الوطنية شهد تحسنا ملحوظا. ووصل الدولار الأميركي إلى نحو 670 ريالا بعد أن تجاوز 900 ريال مطلع ديسمبر الماضي. ويعقد الكثير آمالا عريضة على تحسن الريال من أجل السيطرة على ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.

الحوثي و«الإصلاح»

في سياق منفصل، اتهمت جماعة "أنصار الله" الحوثية، الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، بإفشال جولة مفاوضات جديدة بشأن الأسرى دعت الأمم المتحدة إلى عقدها في نوفمبر الماضي بالعاصمة الأردنية عمان.

ونقل تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة المتمردة عن رئيس لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، قوله "أعلنا أننا تلقينا دعوة من الأمم المتحدة لجولة مفاوضات حول الأسرى في عمان ليتم الاتفاق على أرقام وأسماء الصفقة، لكن للأسف فوجئنا بأن حزب الإصلاح في إشارة إلى الحكومة الشرعية رفض الحضور وأفشل الجولة بسبب معتقل لدينا على خلفية قضية جنائية".

وأكد "تحرير 1087 أسيرا خلال عام 2020 منهم 670 أسيرا خلال العملية عبر الأمم المتحدة منتصف أكتوبر الماضي و417 أسيرا بوساطات محلية".

أيام عصيبة تنتظر عدن وسيكون الغطاء جاهزاً قيادي حوثي
back to top