الانتماء والشعور بالغربة

نشر في 01-01-2021
آخر تحديث 01-01-2021 | 00:03
 د. نبيلة شهاب انتماءاتنا عديدة ومتشعبة وغالباً ما ينتمي كل منا لأكثر من أيديولوجية أو مفهوم واحد، الانتماء للدين ومن ثم الوطن أعلى مراتب الانتماء، يأتي بعدهما الانتماء للعرق والقبيلة والطائفة والطبقة الاجتماعية والأسرة والحزب وغيره وغيره.

أحياناً يتضارب الانتماء مع الانتماءات الأخرى وتدخل عوامل كثيرة أهمها العوامل الشخصية في توجيه دفة السلوكيات والتصرفات وردات الأفعال، وتدخل مصلحة الوطن على خط السباق، وللأسف على الرغم من أنها هي الأهم والصحيحة فإنها أحيانا ما تهمش وتغلب عليها الانتماءات الأخرى.

وقد يصل التهميش إلى درجة العنصرية على سبيل المثال نجد هناك من ينسى كل شيء ولا يشعر بالانتماء إلا لطائفته أو قبيلته أو طبقته، ولا يعتبر ذلك تصرفاً عنصرياً إلا إذا كان على مصلحة انتماءاته الأخرى وأهمها الدين والوطن والإنسانية.

في وقتنا الراهن وللأسف بدأت تتوسع الهوة بين هؤلاء وبين المنصفين أصحاب المبادئ الذين تغلب فيهم الانتماءات العامة انتماءاتهم الشخصية، وهؤلاء على قلتهم هم أساس استقرار الحياة الاجتماعية ونماء المجتمعات، إلا أنه وللأسف الشديد يشعر الكثير منهم بالغربة، وكأنهم هم المخطئون والآخرون هم على صواب!!

فذلك المواطن الذي لا يميز في تعامله مع الآخرين بين من يشاركهم الانتماءات والآخرين يشعر في قرارة نفسه بالراحة والهدوء، ولكن لو تعمد الآخرون ممارسة ضغوط عليه لحمله على القيام بأشياء لا يحب القيام بها فسوف تبدأ في داخله صراعات عديدة ولو مورست عليه هذه الضغوط من أعداد كثيرة لشعر أنه وحيد في تصرفه، وهنا تتدخل الثقة بالنفس والإيمان الراسخ بالمبادئ لتنتشل هذا الفرد من بحر الشك واليقين والخطأ والصواب ليختار التصرف الصحيح.

وللأسف مع زيادة الإغراءات سواءً كانت المادية منها أو المعنوية نجد أنه حتى الانتماءات والولاءات تتغير وتتفاوت حسب الناس والظروف والمواقف!! ونحن وقد انتهينا للتو مما يسمى عرساً ديمقراطياً تجلت هذه المشكلة في أوضح صورها!! ولكن ومن حسن الحظ هناك من يغلب انتماءاته للوطن على باقي الانتماءات، هؤلاء هم منبع نور في سماء الوطن.

ويبقى هناك من يشعر بالغربة بين مخالفيه لأنه اختار مبادئ الدين الصحيحة والإنسانية والوطن مبادئ وانتماءات أساسية في الحياة.

د. نبيلة شهاب

back to top