العراق يتفادى مواجهة بين مصطفى الكاظمي و«العصائب»

الحكومة تنفي إطلاق سراح قيادي ميليشياوي موقوف بتهمة قصف السفارة الأميركية

نشر في 27-12-2020
آخر تحديث 27-12-2020 | 00:05
نساء وأطفال خلال وقفة في بغداد أمس مع اقتراب ذكرى قتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس
نساء وأطفال خلال وقفة في بغداد أمس مع اقتراب ذكرى قتل قاسم سليماني وأبومهدي المهندس
تجنب العراق الانزلاق في اقتتال بين القوات الحكومية و"عصائب أهل الحق" على خلفية توقيف أحد عناصر الفصيل المسلح المرتبط بإيران بتهمة التورط في آخر قصف استهدف السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء، فيما علمت "الجريدة" أن الحكومة تعهدت بسجن ومحاسبة مسرب صفقة أنهت الأزمة سلمياً.
في وقت تكثف الحكومة العراقية والمرجعيّات الدينيّة جهودها في محاولة لمنع استهداف المصالح الأميركيّة من الميليشيات المسلحة المدعومة إيرانياً لتفادي موجة تصفية حسابات بين إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب وطهران، تراجعت "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي عن الدخول في صدام عسكري مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس.

وغداة يوم مشحون كاد أن يتطور إلى مواجهة دامية بين قوات الأمن النظامية وعناصر "العصائب" المرتبطة بطهران، على خلفية اعتقال أحد قادتها بتهمة الوقوف وراء آخر هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في بغداد، أكد مركز "العمليات المشتركة" الحكومي أن الوضع في العاصمة بغداد آمن.

وشدد المركز على استمرار ملاحقة المتورطين بإطلاق الصواريخ باتجاه البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأميركية.

وعلمت "الجريدة"، أن السلطات المختصة تعهدت بمحاسبة وسجن ضابط في وكالة الاستخبارات الاتحادية يدعى المقدم مصطفى عبدالجبار محمد، وقع على كتاب رسمي، سرب إلى الإعلام، يفيد بالتوصل إلى اتفاق بين الاستخبارات و"العصائب" يقضي بفك حصار عسكري فرضه عناصر التنظيم المنضوي ضمن فصائل "الحشد الشعبي" على مقر الوكالة الحكومية، بمنطقة الكرادة، مقابل موافقة السلطات عل تسليم القيادي الموقوف المدعو حسام الزيرجاوي.

نفي حكومي

وفي وقت لاحق نفت وزارة الداخلية تسليم أحد العناصر المطلوبة، من "العصائب"، إلى أمن "الحشد الشعبي".

وقالت الوزارة، في بيان، إنها تنفي "نفياً قاطعاً ما تم تداوله بخصوص تسليم أحد المتهمين بعد تداول كتاب مزور جملة وتفصيلاً، تضمن معلومات كاذبة تهدف لإضعاف ثقة المواطنين والرأي العام حول عزم الوزارة تسليم المطلوب".

وأكدت "الداخلية" أنها لن تدخر جهداً في "تقديم المزورين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".

استجابة وتهديدات

ورغم النفي الحكومي تحدثت مصادر عن استجابة "العصائب" لمبادرة قام بها مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي لإنهاء حصار الكرادة وحل الأزمة بشكل سلمي مقابل إطلاق المعتقل خلال 48 ساعة.

وأكد زعيم "العصائب" قيس الخزعلي عبر "تويتر" أمس، أن "ما حصل من اعتقال أحد أفراد الحشد بتهمة كيدية جرت معالجته بالعقل والحكمة".

وأضاف: "نجدد التزامنا بالدولة ومؤسساتها، وفي نفس الوقت نؤكد حق المقاومة في إنهاء التواجد العسكري الأميركي، مع الحفاظ على هيبة الدولة بعدم استهداف البعثات الدبلوماسية".

في موازاة ذلك، نفى المتحدث باسم الفصيل المتشدد نعيم العبودي، علاقة "العصائب" بالفيديوهات التي انتشرت، أمس الأول، لمسلحين يهددون الكاظمي بـ"العقاب"، في حال التعرض للخزعلي.

كما نفى محمود الربيعي المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"حركة صادقون" الذراع البرلمانية لـ"العصائب"، تنظيم الحركة استعراضاً عسكرياً في في شارع فلسطين ببغداد.

وقال الربيعي: "لا يوجد أي استعراض عسكري لرجال العصائب في بغداد وكل ما ينشر إما مقاطع فيديو قديمة أو لأشخاص لانعرفهم، هناك من يريد إثارة فتنة وضجة إعلامية فارغة".

ومساء أمس الأول، نشرت حسابات مرتبطة بـ"العصائب" مقاطع فيديو لمجموعة من المسلحين الملثمين الذين يصفون أنفسهم بـ"المقاومة الإسلامية"، وهم يؤكدون "انتظارهم إشارة" من الخزعلي لتنفيذ هجمات "ضد عملاء أميركا" دون تحديدهم، قبل أن يظهر عشرات العناصر مع أسلحتهم في مناطق متفرقة من بغداد.

من جانب آخر، برر القيادي في "العصائب" جواد الطليباوي تحركات جماعته بالقول: "قبل 4 أيام تم اعتقال أحد المنتمين للعصائب بدعوة جنائية. والجمعة وصلتنا معلومات تؤكد أن أحد الأجهزة الأمنية تدخل بسير التحقيق وبدأ يضغط على المعتقل من أجل نزع اعترافات تفيد بأنه على صلة بعمليات إطلاق الصواريخ، ولهذا تدخلنا من أجل ايقاف المحاولات السياسية، التي لا تمت لا للقانون ولا للعدالة بصلة".

وتزامنت التطورات مع تبني فصيل غير معروف يطلق على نفسه اسم "سرية قاصم الجبارين" ويعتقد أنه مرتبط بـ"العصائب"، شن ‌أربع عمليات استهدفت أرتالا لوجستية تابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن أمس الأول.

جولة وزعم

وكان رئيس الحكومة العراقية، أجرى ليل الجمعة ـ السبت جولة في بغداد وظهر وهو يتجول في أكثر من منطقة، وقام بزيارة مرقد الإمام الكاظم شمال العاصمة برفقة عدد من القادة العسكريين، وظهر أيضاً وهو يقود السيارة بنفسه.

وفيما بدا أنه رد على تهديدات العناصر المحسوبة على "العصائب"، كتب الكاظمي عبر "تويتر": "أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات، عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة، بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون".

وأضاف: "طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية أخرى، ولكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر".

وكانت منصات إعلامية مقربة من إيران زعمت أن الكاظمي اختبأ في السفارة الأميركية بعد انتشار فيديوهات التهديدات.

وفي وقت سابق، قال رجل الدين البارز مقتدى الصدر في تغريدة بعنوان "نداء أخير"، إن بلاده وقعت ضحية الصراع الأميركي الإيراني، وتضررت بصورة لا ينبغي السكوت عنها.

وأردف بالقول "لذا أوجه ندائي لإيران أن تبعد العراق عن صراعاتها، ولن نتركها في شدتها إذا ما حفظت للعراق وحكومته الهيبة والاستقلال".

كما حذر الصدر "الاحتلال" من "تماديه في ذلك الصراع"، معتبراً أن العراق ليس طرفاً في النزاع.

وكان الرئيس الأميركي، قد حذّر إيران من استهداف الأميركيين في العراق، محملاً طهران المسؤولية في حال مقتل أي أميركي.

العراق - محمد البصري

أمن البلاد أمانة في أعناقنا ولن نخضع لمغامرات أو اجتهادات الكاظمي
back to top