دونالد ترامب يحمِّل إيران مسؤولية مقتل أي أميركي بالعراق

قبل أقل من شهر على انتهاء ولايته في 20 يناير المقبل، اتهم الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب إيران بالضلوع في الهجمات الصاروخية، التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد، وحذرها من أنه سيحملها المسؤولية في حال مقتل أي أميركي هناك.

ونشر ترامب عبر «تويتر»، ليل الأربعاء ـ الخميس، صوراً لثلاثة صواريخ، وقال: «تعرضت سفارتنا في بغداد يوم الأحد لعدة صواريخ. فشل 3 صواريخ. ترى من أين أتت؟ من إيران؟ والآن نسمع عن هجمات إضافية ضد الأميركيين في العراق».

وأضاف الرئيس الذي تبنى حملة ضغوط قصوى ضد الجمهورية الإسلامية بعد انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي عام 2018: «بعض النصائح الصحية الودية لإيران: إذا قُتل أميركي هناك سأحمل إيران المسؤولية. فكروا ملياً».

في موازاة ذلك، أكدت القيادة الوسطى الأميركية أن الهجوم على السفارة الواقعة بالمنطقة الخضراء، لم يكن يهدف إلى تجنب وقوع إصابات وألحق أضراراً بمباني السفارة.

وقالت القيادة في بيان أمس: «الهجوم الذي استهدف سفارتنا في بغداد تقف خلفه ميليشيات مارقة مدعومة من إيران في خيانة مباشرة للسيادة العراقية».

وذكر المتحدث باسم القيادة، ويليام أوربان، أن «هجوم يوم الأحد ذي الـ 21 صاروخاً كان أكبر هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء منذ 2010».

وكشفت شبكة «سي إن إن» الإخبارية أن اجتماعاً عقد في البيت الأبيض، لبحث الرد على «تهديدات إيران» ومناقشة الخيارات لكنه لم يتوصل إلى توافق على توجيه ضربات عسكرية في الوقت الحالي.

ونقلت عن مصادر أن ما تمت مناقشته هو زيادة الجهود على الجبهة الدبلوماسية.

في غضون ذلك، ذكر موقع «اكسيوس» الإخباري الأميركي أن واشنطن جددت تلويحها بإغلاق سفارتها بالعاصمة العراقية بغداد بعد تجدد الهجمات التي تتم بصواريخ «كاتيوشا» عليها.

وبحسب مصادر الموقع فإن الخطوة، التي تُدرس ضمن خيارات أخرى، قد تكون مقدمة لرد أميركي عسكري ضد طهران.

وأشار إلى أنه في حال تم إغلاق السفارة في بغداد، سيتم نقل السفير الأميركي ماثيو تولر، إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان، أو إلى قاعدة الأسد الجوية.

وجاء التصعيد الأميركي بعد أن اتهم وزير خارجية مايك بومبيو، في وقت سابق، طهران بالتورط في الاعتداء الذي تسبب بأضرار مادية طفيفة وإصابة عراقيين وفي وقت نشرت واشنطن غواصة نووية وسفن حربية بمياه الخليج لردع الجمهورية الإسلامية والفصائل العراقية المتحالفة معها عن توجيه رد انتقامي قبل أسبوع من حلول الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبومهدي المهندس في بغداد مطلع الشهر المقبل.

في المقابل، جددت إيران التي أوفدت قائد «فيلق القدس» إلى بغداد إسماعيل قآني، أمس الأول، للتأكيد على تثبيت الهدنة التي أعلنتها «فصائل المقاومة» المنضوية ضمن هيئة «الحشد الشعبي» العراقية ضد المصالح الأميركية، نفيها التورط في الهجوم الأخير.

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف عبر «تويتر»، رداً على ترامب: «تعريض مواطنيك للخطر في الخارج لن يصرف الانتباه عن الإخفاقات الكارثية في الداخل».

وحذرت وزارة الخارجية الإيرانية، واشنطن من «إثارة التوتر وارتكاب أي مغامرات خطيرة في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب في البيت الأبيض».

واعتبرت الخارجية أن اتهامات ترامب والقيادة الوسطى الأميركية لإيران بالوقوف وراء هجمات بغداد، «مكررة ولا أساس لها من الصحة، ومفبركة وترمي إلى التغطية على الظروف الصعبة التي يمر بها ترامب»، مشددة على أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية تداعيات أي تصعيد في الظروف الحالية.

كما جددت الخارجية الإيرانية رفضها لأي استهداف للبعثات الدبلوماسية والمناطق السكنية في العراق. وقالت إن واشنطن وحلفاءها يسعون إلى زيادة التوتر وإثارة فتن جديدة في المنطقة. وأضافت: «رد إيران على الإجراءات الأميركية الإرهابية سيكون واضحاً وشجاعاً وعلى مستوى مناسب وليس عبر استهداف بعثات دبلوماسية ومناطق سكنية. وعلى الولايات المتحدة استخدام سيناريوهات أكثر منطقية لتبرير الفتنة التي تسعى إليها في المنطقة».

وفي وقت سابق، وصفت طهران توقيت استهداف السفارة الأميركية ببغداد، الذي يعد الثالث منذ إعلان الفصائل العراقية شديدة الصلة بها الهدنة، بـ»المريب» واتهمت إدارة ترامب بتدبيره لـ»تبرير خطوات تصعيدية» ضدها.

ورجح نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» قيام «جماعات منفلتة لا تخضع لقيادة مركزية» أو «عناصر تتحرك لأهداف شخصية» بتنفيذ الاعتداء الذي لم يستبعد أن يكون ضمن «مؤامرة أميركية كبيرة».

اهتمام روحاني

في هذه الأثناء، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العقوبات الأميركية، تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وقال روحاني خلال افتتاح مشاريع في طهران أمس إن «إيران ليست بحاجة إلى منّة من أحد. ما يهمنا إلغاء العقوبات، وأن تتوقف أميركا عن جرائمها ضدنا».

وأضاف: «العقوبات الأميركية نتاج الصهيونية والرجعية والمتشددين في واشنطن والقائد الشرير الذي يقود الحرب الاقتصادية على إيران يمر بأيامه الأخيرة في حياته السياسية، بينما سيظل الشعب الإيراني باقيا وصامدا».

وأكد أن «رفع العقوبات عن إيران والحفاظ على الاتفاق النووي سيكون لصالح الجميع في العالم». ودعا روحاني الذي يواجه ضغوطاً، من «التيار المتشدد»، تهدف لنسف الاتفاق النووي إلى الوحدة بين جميع السلطات لإفشال العقوبات.

تحرك عراقي

من جانب آخر، بحث الرئيس العراقي، برهم صالح، تأمين سلامة البعثات الدبلوماسية مع وزير الدفاع، جمعة عناد.

وناقش اللقاء الخطط الجديدة التي أعلنتها حكومة مصطفى الكاظمي لتأمين المنطقة الخضراء والتي شملت نشر 3 آلاف عنصر أمني لإحكام السيطرة عليها ومنع هجمات «الجماعات الإرهابية الخارجة على القانون ووقف نشاطاتها.