هل تقترض الكويت من البنك الدولي؟

نشر في 22-12-2020
آخر تحديث 22-12-2020 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم على أثر نقص الميزانية في الكويت، هناك مَنْ طرح فكرة الاقتراض من البنك الدولي.

وحينما يتم الوقوف على القروض التي قدَّمها البنك الدولي للدول العربية خلال العقود والحقب الماضية سيصاب المرء بالدهشة، لحجم تلك المبالغ ذات الأرقام الفلكية، والتي كان من الممكن أن تُشيِّد صروحاً حضارية تنعم فيها شعوب تلك الدول.

فمبالغ قروض البنك الدولي، أو غيره، تدخل عادة إلى خزائن الدول المُقترضة على أساس إقامة مشاريع إنتاجية تستطيع بعد سنوات تسديدها، وكذلك تسديد فوائدها وجني أرباحها، ولكن هل يحدث ذلك فعلاً؟ للأسف، لم يحدث، إذ لا تلبث أموال تلك القروض أن تختفي، ولا يظهر لها الأثر الذي تم اقتراضها من أجله، وكلما تأخر التسديد تضاعفت الفائدة، لتبتلع معظم منتجات خيرات البلد المقترض.

***

• إن معظم الدول العربية، وآخرها لبنان، تتباهى بأنها أقنعت صندوق النقد الدولي، أو البنك الدولي، أو أي جهة تمنحها عدة مليارات من الدولارات لبناء المصانع لإنتاج مواد معينة، أو استصلاح أراضٍ زراعية قادرة على إنتاج محاصيل، أو لإنشاء ميناء للسفن، أو مصنع تجميع سيارات... إلخ. وما إن تتم صفقة القرض، حتى تبدأ معظم تلك المشاريع بالاختفاء واحداً تلو الآخر. أما إذا اشترطت الجهة المُقرضة أن يكون لها الإشراف على تنفيذ المشاريع، فغالباً ما تتم الموافقة، لكن مع مرور الزمن يحدث التفنن بوضع العراقيل أمام تلك الجهة، لأن مبلغ القرض قد تبخر وهو يمر بين أروقة حكومة الدولة المقترضة.

***

• ولو تمكنا من إحصاء المبالغ التي قُدِّمت للدول العربية كقروض، على سبيل المثال لليمن في عهد علي عبدالله صالح، ولتونس في عهد بن علي، ولمصر في عهد حسني مبارك، وغيرها من البلاد العربية الأخرى، لتبيَّن لنا أن معظم مليارات تلك القروض انتهت إلى ديونٍ على شعوب تلك الدول، تُقتطع من لقمة عيشهم وعلى حساب مرافق التعليم والصحة وجميع مقومات الحياة الكريمة لتلك الشعوب.

***

أعود للنغمة التي ترددت في الكويت، والداعية إلى الاقتراض من البنك الدولي، ما يكفل عدم توقف مرتبات الموظفين الذين يشكلون الغالبية الكُبرى من الكويتيين، لأجد أنها صارت تُردد على استحياء، بل تكاد تكون قد نُسيت تماماً… فمن غير المنطقي لبلدٍ بحجم الكويت يطرق أبواب البنوك الدولية يطلب قرضاً؟

***

أتقدَّم بالاعتذار لذوي الاختصاص في عالم الاقتصاد، إذ طرقت باباً لا ناقة لي فيه ولا جمل، لكنني كنت أريد الوصول إلى القول: لماذا نلجأ للاقتراض من البنك الدولي، فيما السرقات التي قام بها بعض اللصوص في الكويت، لو تم استرجاع جزءٍ منها، لكانت كافية لميزانية الدولة لعدة سنوات؟!

د.نجم عبدالكريم

back to top