ليست على مزاجهم!

نشر في 20-12-2020
آخر تحديث 20-12-2020 | 00:07
يجب التأكيد على أن أي سياسة أو رأي يعزل المرأة عن الحياة العامة فهو من قبيل الشذوذ الاجتماعي.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

حققت دولة الكويت نصراً ثقافياً بإدراج حرفة السدو ضمن التراث اللا مادي لدى اليونسكو بالتشارك مع الشقيقة السعودية، وهو استكمال للإنجاز السابق في اعتماد نخيل التمر في التصنيف الثقافي ذاته عام 2019، فكل الشكر للسفير آدم الملا، وللعاملين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه الإنجازات الرائعة.

***

حزن بعضنا على عدم وصول امرأة واحدة للبرلمان في الانتخابات الأخيرة، ولذلك أسباب ليست موضوع هذا المقال.

المسألة ليست في حجب وجود المرأة داخل مجلس الأمة الذي يجب أن يعي (برجاله الخمسين) أن يكون زجاجة شفافة ولا يضع أي حاجز للتواصل مع المجاميع المجتمعية، نساء، غير محددي الجنسية، عمالة وافدة وهكذا.

من المهم الآن وقد خلا المجلس من النساء إعادة العمل بلجنة المرأة والأسرة مرة أخرى لتكون صلة وصل مع المجتمع النسائي، والنظر في أرشيف اللجنة السابق واقتراح الجديد حول قضاياها، من المهم أيضاً أن تسعى الجمعيات الأهلية المعنية بشؤون المرأة والأسرة والطفل الضغط على نواب البرلمان لتبني مقترحاتهن، وقد حدث ذلك بشكل جيد مع قانون الطفل، فحجب قضايا المرأة مسألة ليست مزاجية.

شخصياً أجد في عدم وصول نساء إلى البرلمان في مجتمع محافظ وغير راسخ في تقاليده تجاه المرأة ودورها المغيب فرصة سانحة لعرض الكثير من المسائل خارج البرلمان وداخله، ومن ذلك الضغط لعمل كوتا نسائية في مجالس الإدارات في القطاع الخاص مثلاً، وتعيينهن في مختاريات المناطق، وتحفيز الجمعيات النسائية لبذل المزيد من الجهد لخلق علاقات وطيدة مع نواب البرلمان لإبقاء قضاياهن حاضرة، وتفعيل الدور الطلابي المناصر للمساواة بين الجنسين داخل الجامعات الحكومية والخاصة.

هناك واجبات اجتماعية واقتصادية وسياسية مطلوبة من الجنسين تجاه المجتمع ككل لا تجاه المرأة تحديداً للوصول إلى الحالة الطبيعية في نظرتنا الاجتماعية للمرأة.

يجب التأكيد على أن أي سياسة أو رأي يعزل المرأة عن الحياة العامة فهو من قبيل الشذوذ الاجتماعي.

مظفّر عبدالله

back to top