كي لا تكون مُرَّة

نشر في 18-12-2020
آخر تحديث 18-12-2020 | 15:58
 سعد العجمي. يوم 5 ديسمبر أعاد الأمل لمعظم أبناء شعبنا بإمكانية التغيير، فالشعب أوصل صوته بنبرة عالية، فكانت النتيجة وبنسبة عالية كما أرادوها، وبما يتماشى مع تطلعاتهم لمستقبل أفضل. صحيح أن الناس اختاروا ممثليهم لمجلس الأمة ووصل مرشحون من الشباب بنسبة كبيرة الذين ينظر إليهم المواطنون على أنهم طوق النجاة للخروج من بئر الفساد، وبهم تتجدد الحياة والأمل في مستقبل مشرق لنا ولأبنائنا في هذه الظروف الصعبة، وبما يفتح النوافذ ويشرعها نحو أفق مأمول مليء بالخير تجاه البلاد والعباد.

نحن اليوم في عهد جديد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فصاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين يقودان دفَة الكويت نحو الأمان، بإذن الله تعالى، وثقة الشعب ومحبته من ورائهما، وما ينقصنا سوى التعاون البنّاء والإيجابي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وألا تطغى إحداهما على الأخرى حتى تسير الأمور وفق ما حدده الدستور، ويرتضيه المواطنون، ولكي يقوم الأعضاء كل منهم بدوره المطلوب.

رسالة صدق ووضوح إلى القيادة السياسية: بعد التحية، الناس خرجت رجالاً ونساء وتحت الأجواء الماطرة والوباء المنتشر وتحت حالات اليأس عبروا عن رأيهم يدفعهم الخوف على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، فما عليكم إلا رد التحية بأحسن منها، وليتيَقن متخذو القرار السياسي والاقتصادي في البلاد أننا نعلم أننا مقبلون على قرارات اقتصادية مؤلمة وغير شعبية، ولقبول الشعب مثل هذه القرارات يجب أن يشعر الناس أن السلطة جادة في محاربة الفساد وأنها ستحاسب الفاسدين، فمتى شعر الناس بالمساواة والعدالة وسيادة القانون حتما ستكون عملية قبول القرارات الاقتصادية المُرَة أكثر سهولة. فالنائب يراقب ويشرع القوانين والحكومة ممثلة بوزرائها تنفذ، ولأن السادة النواب خرجوا بإرادة الشعب فعليهم أن يعلموا أن الشعب سيحاسبهم عاجلاً غير آجل، وسيترقب جميع وعودهم وعهودهم التي قدموها خلال حملاتهم الانتخابية وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ومن يظن أنه بعيد عن المحاسبة الشعبية فعليه أن يرجع إلى يوم الانتخابات، ويستذكر تلك الساعات العصيبة حتى صدور النتائج، كما عليه تذكر الدواوين التي زارها والكلمات التي قالها والوعود التي قدمها والاستجداء وطلب الفزعة والنخوة وما الى ذلك من أساليب يعرفها الجميع.

كما على السادة الوزراء الجدد أن يعوا أن عليهم واجبات لازمة الأداء، وأن هذه المناصب زائلة، وسنكون دائما مع المجتهدين للكويت وأهلها، والشعب سيقف بالمرصاد لمن يضعون مصالحهم الشخصية والفئوية أهدافا والأعمال شواهد، كما أن الفساد الذي رفعتم شعار محاربته أصبحت رائحته تزكم الأنوف، ومن السهل جداً اكتشاف مواطنه وأسبابه ومسببيه، والأمر اليوم أصبح بين أيديكم، فماذا أنتم فاعلون؟ سننتظر ونرى، فالرجال مواقف والمسؤولية ثقيلة إلا على القوي الأمين، والله غالب على أمره.

back to top