بصراحة: الثورة الانتخابية والمرحلة القادمة

نشر في 11-12-2020
آخر تحديث 11-12-2020 | 00:00
 ناصر المحياني ما إن أُطلقت أعيرة إشارة البدء بالتصويت في فضاء العرس الديمقراطي لمجلس الأمة 2020، حتى رُصت الصفوف المعلنة عن انطلاق ثورةٍ شعبية انتخابية تتفرد عن سابقاتها من المشاركات الديمقراطية في الكويت، وذلك منذ أن تقرر الانتقال الى العمل بنظام الانتخاب وفق الصوت الواحد، عقب صدور مرسوم القانون رقم «20 لسنة 2012» بموجب المادة (71) من الدستور، والذي اُنتخبت من خلاله (3) مجالس نيابية متتالية، حتى أصبح مجلس الأمة 2020 يمثل الحلقة الرابعة من سلسلة المجالس البرلمانية التي تمت عملية الانتخاب بها وفق هذا القانون.

وعلى الرغم من شدة موجة الجائحة على سير العملية الانتخابية، فإن سماع دوي قرع طبول الحرب على الفساد قد بدا جلياً قبل بدأ الانطلاق في عملية الاقتراع، الأمر الذي كشف مدى عمق الاستشعار الوطني للناخب والحس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه لتصحيح المسار السياسي، من خلال اختيار المرشح الأفضل على مستوى الدوائر الخمس بلا استثناء، إلى أن تصدرت نتائج تلك الثورة الانتخابية صدر المنصات والشاشات الإعلامية بصورة إيجابية وتفاؤلية الى حد كبير، الأمر الذي كشف صراحةً عن تلبية الشعب الصادقة لدعوة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، إلى حسن اختيار ممثليهم، وذلك عبر خطاب سموه في استهلالية افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس التكميلي للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة، ليؤكد الشعب بذلك التفافه حول قيادته وفق ما عكسته مخرجات صناديق الاقتراع.

لذلك وقبل البدء بالدعوة الى افتتاح دور الانعقاد القادم، نتقدم بالتهنئة الى جميع النواب الذين حظوا بثقة الأمة، وندعوهم بلا استثناء الى استشعار الوعي والرقابة الشعبية، من خلال القراءة الجيدة والفهم الدقيق للرسالة الواضحة والشديدة من الشعب قاطبةً خلال هذه الانتخابات ونتائجها، لذلك سيبدأ أول اختبار للنواب عبر تصويتهم في اختيار من سيُمسك بدفة الرئاسة، كما ندعو نواب الإصلاح جميعاً الى الحرص التام على تشكيل اللجان البرلمانية بصورة عاجلة، والتركيز على الدقة في انتقاء أعضائها، حتى يتم التوافق والانسجام البرلماني مع المرحلة القادمة من «العهد الجديد».

ناصر المحياني

back to top