هواة جمع الحسنات

نشر في 11-12-2020
آخر تحديث 11-12-2020 | 00:08
 محمد العويصي الناس أجناس، وكل واحد لديه هواية محببة ومفضلة إلى نفسه، فمنهم من يهوى جمع الطوابع والعملات النقدية وكل شيء له علاقة بالتراث الشعبي القديم، وآخر يهوى البحر وصيد السمك والسفر والترحال من بلد إلى بلد، والبعض يهوى لعب ومشاهدة كرة القدم الجماهيرية، فتراه يتابع الدوري الإنكليزي والإسباني والألماني والإيطالي بشغف واهتمام، ومن الناس من يهوى تربية الماشية والدواجن للمتعة والاستفادة من ألبانها ولحومها والتجارة بها.

وفي الحياة نجد أناساً "طلقوا" الدنيا وأقبلوا على "الآخرة"، هؤلاء الجماعة من الناس على صلة دائمة بربهم لأنهم من "هواة جمع الحسنات"، فتراهم يحافظون على الصلوات الخمس في المسجد، ويقرؤون القرآن يومياً لا سنويا في رمضان فقط كما يفعل الناس، ويصومون يومي الإثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر عربي تطوعاً وتقربا الى الله تعالى، ويهتمون بمساعدة الفقراء والمحتاجين، ويمدون لهم يد العون سواء بالصدقات أو بتفريج الكربات، ويتبعون الجنائز ويصلون عليها حتى تدفن، ويعودون المرضى في المستشفيات، ويسعون في حاجة المسلم حتى يقضوها له.

وهذه الأفعال والأعمال يؤكدها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم في الحديث الشرف: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: "المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس".

وفي رواية من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن رجلاً جاء إلى سول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يارسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْناً، أو تَطرُدُ عنه جوعاً، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أَحَبُّ إليَّ من أن أعتكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهراً".

يا بخت من اتصف بهذه الصفات وتعدى نفعه للآخر، فهو من خير الناس ومن أحب الناس إلى الله، وهذا شيء عظيم إذا أحبك الله لأن أهل السماء وأهل الأرض سيحبونك أيضاً، جعلني الله وإياكم من هواة جمع الحسنات، قولوا "آمين".

محمد العويصي

back to top