ندوة رابطة الاجتماعيين: خطابات الكراهية أشد فتكاً من فيروس كورونا

• خالد الردعان: انتشرت إلكترونياً وأصبحت كسكب الزيت على النار وخصوصاً تجاه المسلمين
• سامر حدادين: ظاهرة تفشت منذ بدء استخدام «الإنترنت» واستغلالها أكثر في نشر البغضاء بين المتطرفين

نشر في 02-12-2020
آخر تحديث 02-12-2020 | 00:00
المشاركون في ندوة الاجتماعيين
المشاركون في ندوة الاجتماعيين
أقامت رابطة الاجتماعيين ندوة بعنوان «خطاب الكراهية والفئات المهمشة» ناقشت فيها هذه الظاهرة التي انتشرت أخيراً وكانت كسكب الزيت على النار، وخاصة تجاه المسلمين في العالم، وأيضاً تجاه الفئات الضعيفة المهمشة.

وشارك في الندوة عالم الاجتماع في جامعة محمد الخامس بالمغرب د. المختار الهراس، ورئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت

د. سامر حدادين، والأمين العام لرابطة الاجتماعيين عبدالله الصالح، وأدارها أمين صندوق وعضو مجلس إدارة الرابطة خالد الردعان.

وأشار الردعان، في مداخلته، إلى ان الندوة استضافت نخبة من المهتمين بالشأن الاجتماعي وركزت على خطاب الكراهية الذي يعد من الأدوات المدمرة للمجتمع في حال تفشيه، ولذلك كان تركيز المتحدثين في الندوة على كيفية التعاطي مع هذه الظاهرة وإيجاد الحلول الناجحة لمنع تفشيها وتأثيرها السلبي على المجتمع.

وأضاف أن «ظاهرة خطاب الكراهية تم طرحها في الفترة الحالية باعتبار ذلك الخطاب السم الذي يسيء لحرية الرأي والتعبير التي نتمسك بمبادئها»، مؤكداً أن خطابات الكراهية مرض معدٍ أشد فتكاً من فيروس كورونا، ومطالباً بإقرار قانون أشمل من قانون الوحدة الوطنية الذي صدر عام 2012.

واعتبر أن ظهور خطاب الكراهية على الإنترنت اتجاه مقلق ومتزايد في بلدان العالم، مع عواقب نفسية خطيرة وإمكانية التأثير على العنف في العالم الحقيقي، بل والمساهمة فيه.

تصاعد الظاهرة

بدوره، تحدث الهراس عن خطاب الكراهية، وقال انه منتشر في العالم الغربي بشكل خاص لاسيما بعد الاحداث السياسية التي ادت الى تفشي ظاهرة الهجرة وظهور عدد كبير من المهاجرين وطالبي اللجوء الى المجتمعات الاوروبية بشكل خاص، وكذلك تأثير الانتخابات بعدة دول، فعلى سبيل المثال صعود افراد من الاحزاب اليمينية في دول عدة كالنمسا والمجر وإيطاليا والمد اليميني في فرنسا.

وأضاف الهراس أن خطاب الكراهية آخذ بالتصاعد «ولا نقصد فقط خطاب الكراهية اللغوي لكن أيضا الرسوم الكاريكاتيرية والمنشورات الرقمية والفيديوهات، ومن هنا بلغ خطاب الكراهية أوجه عندما عرضت الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وأصبحت تنشر في جميع الوسائل تحت اسم حرية التعبير وهي في الحقيقة حرية شتم معتقدات الآخرين وإثارة مشاعر المسلمين»، مؤكداً أن خطاب الكراهية مبني على اقصاء الآخر ويقوم على التهميش، ويترجم إلى اتجاهات وسياسات خطيرة.

استخدام الإنترنت

من ناحيته، أكد حدادين أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الكويت تعمل دائما على التخفيف من حدة النزاعات منذ إنشائها، وحماية حقوق اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية وحفظ كرامتهم، موضحا أن هذه المنظمة ساعدت، على مر العقود، الملايين من الأشخاص على استئناف حياتهم إن كان في سورية أو العراق أو اليمن أو غيرها من البلدان.

وذكر حدادين أن المفوضية كانت وما زالت في مقدمة الخطوط الأمامية للأزمات الإنسانية الرئيسية في العالم، والتصدي لخطابات الكراهية ضد هذه الفئات ان كان بسبب انتماءاتهم العرقية او الدينية او غيرها حيث بدأت هذه الظاهرة بالتفشي منذ بدء استخدام الانترنت، لأنه مجال مفتوح وواسع يعطي المجال لاستغلاله أكثر فينشر الكراهية بين المتعصبين والمتطرفين.

خطاب مزمن

بدوره، اعتبر الأمين العام لرابطة الاجتماعيين عبدالله الصالح أن خطاب الكراهية صورة صارخة من بعض الصور التي تعانيها البشرية منذ الأزل، وجعل الأديان في حالة من الصراع الدائم، والمذاهب تتبادل السهام بين بعضها، والنتيجة تمزق الدولة والمجتمع.

وأضاف الصالح: يأتي أصحاب الدم الأزرق الذين يمثلون الأقلية في المجتمع الدولي بخطابهم المليء بالكراهية رافضين للأغلبية أن يسودوا المجتمع ويسيروا الدولة، لأن حقيقة الوجود – كما يدعون – غير ذلك، وبالتالي لا يجوز للمسود مهما كثر عددهم أن يقودوا الأقلية المتميزة كما حصل في جنوب افريقيا وروديسا سابقاً والكيان الصهيوني والدول الإمبريالية حالياً.

واعتبر أن الخطاب غير الإنساني لم يقف عند هذه الحدود، بل تجاوزه الى النظام السياسي الحاكم في بعض الدول، والكيان الصهيوني نموذج صارخ لخطاب الكراهية ليس ضد المسلمين فحسب، وتحديداً العرب والفلسطينيين خصوصاً، بل أيضاً حيال الفئات المهمشة من نفس الديانة والمتمثلة في اليهود الافارقة (الفلاشا)، وهو سلوك متجذر في نفس كل يهودي منذ ولادته، بأنه واحد من شعب الله المختار كما يؤكد ذلك «التوراة» الكتاب المقدس عند بني إسرائيل.

نشر الوعي قبل التعامل مع الآخر

اعتبرت نائبة رئيس الديوان الوطني لحقوق الإنسان د. سهام الفريح، في مداخلة لها، أنه «من الواجب علينا، قبل أن نعد عدتنا لوضع الآليات للتعامل مع الآخر في موضوع نبذ الكراهية والتعصب وإشاعة روح التسامح، أن نبدأ بإشاعة نبذ الكراهية في مجتمعاتنا العربية والاسلامية».

وأضافت الفريح: «قبل أن نذهب إلى الاعتقاد بأن الآخر لم يعرف حقيقة عقيدتنا السمحاء، وبأنها عقيدة لا تؤمن بالعنصرية، وأن قبول الآخر في الاسلام حقيقة كونية وأن المرجعية في هذه العقيدة هي القرآن الكريم، فهل نحن كعرب مسلمين عرفنا ديننا حق المعرفة؟».

وتابعت: «للأسف الشديد الكثير منا يجهل حقيقة الاسلام، لذا علينا أن ننشر الوعي في مجتمعاتنا ولنبدأ بالنشء ليترسخ هذا الشعور في أعماقهم ويتحول لديهم إلى سلوك، وقد يذهب البعض إلى أن الصراع مع الآخر غير العربي المسلم هو صراع أديان، أو صراع حضارات، وقد يمثل هذا الأمر جانباً بسيطاً لكنه في الحقيقة صراع مصالح أدت الى قيام هذه الصراعات المسلحة في سورية والعراق وليبيا واليمن، وما يعانيه الانسان الفلسطيني منذ أكثر من 77 عاماً، لذا علينا أن نعمل على نشر الديمقراطية الصحيحة والعدالة الاجتماعية في مجتمعاتنا».

خطابات الكراهية تُنشر تحت اسم حرية التعبير وهي في الحقيقة حرية شتم معتقدات الآخرين الهراس
back to top