احذروا هذا الشبيح

نشر في 27-11-2020
آخر تحديث 27-11-2020 | 00:00
 عبدالعزيز العتيبي اعتدنا سابقا أن نرى تصفيقاً حاراً في الندوات الانتخابية يتخلله "حذف" غتر وعقل، كما كنا جميعا نرى ونسمع كلمات "أبشر بالفزعة- لله درك- يا عقالي... إلخ"، أيضا في الندوات الانتخابية ناهيك طبعا عن البديغاردات الذين نراهم يقفون خلف المرشح قبل إلقاء خطابه الانتخابي وأثناءه وبعده.

ولأننا في موسم انتخابي "متكرون"، أي أن العالم بأسره يتأثر بفيروس كورونا المستجد منعت الحكومة الكويتية التجمعات وعلى إثرها منعت المقار والندوات الانتخابية، تحولت المقار الانتخابية إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت هي السلاح الفتاك لأي مرشح يريد أن يصل إلى الناخبين فيعرض بضاعته فيها.

وعلى إثر ذلك عاد لنا إخواننا شبيحة المرشحين، ولكن بصورة جديدة وشكل جديد، فمنهم من يشتم ويبهت أي مرشح ينافس "صاحبه" المرشح، ومنهم من يملأ "تويتر" شيلات وقصائد مدح لمرشحه المفضل، وآخر قطع حسابه في السوشال ميديا دعما وتأييدا للمرشح فلان الفلاني الكفؤ صاحب الصعيبات وحمال الثقيلة، أما الشبيح قبل الأخير فهذا عايش الدور على الآخر وهو يمدح بحبيبه المرشح البصام إلى أن جعله غيفارا زمانه، وأخطر نوع من الشبيحة هو الذي يشبح للمرشح اللي يدفع أكثر مستغلا العدد الكبير من متابعيه في حسابه.

وللأسف هناك عدد كبير ينصاع وراء هؤلاء الشبيحة، إما بتصديق الإشاعات أو باقتناعه برأي الشبيح القبيض المرتزق، وبعد الانتخابات ينصدم بأن المرشح الذي منحه الصوت تأثيراً بالشبيحة طلع بصاماً لا يهش ولا ينش، وكل الذي شافه وسمعه عنه في فترة الانتخابات كان فيلم أكشن ممزوجا بخيال علمي.

فيا عزيزي الناخب اجعل مقياسك للمرشح المرشح نفسه لا شبيحته، فانظر لطرح المرشح واحرص على مشاهدة لقاءاته إذا كان مرشحاً جديداً، أما إذا كان عضواً سابقاً فالأمر سهل جداً، انظر إلى مواقفه في مجلس الأمة، هل تنطبق مع مبادئك أنت أم لا؟ وهل قدم شيئاً للكويت وللشعب أم استفاد شخصيا؟ وعلى هذا المقياس يكون اختيارك للمرشح المنافس، لا ما قاله فلان وسمعت من فلان وعلشان فلان، لأن هؤلاء لن يفيدوك بشيء إذا كان اختيارك خطأ.

الخلاصة:

الانتخابات جزء لا يتجزأ من السياسة، والسياسة فن الممكن، والكذب فيها سلاح، فلا تعتقد أن بعض المرشحين وشبيحتهم لن يستخدموا هذا السلاح ليصطادوك، فهم لا ينظرون إليك إلا كما ينظر الذئب إلى فريسته.

خلاصة الخلاصة:

الحر يدافع عن الفكرة ولا يهتم من كان قائلها والعبد يدافع عن الشخص ولا يهتم ما هي كانت فكرته.

back to top