كامالا هاريس إنجاز تاريخي رغم العوائق!

نشر في 25-11-2020
آخر تحديث 25-11-2020 | 00:06
 ذي أتلانتك في مقابلة خلال مهرجان "إيسنس" في السنة الماضية، كانت نائبة الرئيس المُنتخب كامالا هاريس تحمل أفكاراً كثيرة عن التحديات التي تواجه المرأة السوداء حين تسعى إلى تولّي منصب وطني، حيث قالت هاريس التي كانت مرشّحة حينها للرئاسة: "قد يظن البعض أن كسر الحواجز يعني الوقوف في البداية على أحد جانبَي الحاجز قبل الوصول إلى المقلب الآخر، لكنّ الواقع يفرض علينا تحطيم الحواجز، التحطيم مؤلم ويسبب الأضرار، قد ننجرح أو ننزف... هذه التجربة تستحق العناء لكنها لا تخلو من الألم".

هذه العبارة الأخيرة تعكس جوهر مسيرة هاريس نحو الإنجاز التاريخي الذي حققته أول امرأة سوداء من جنوب آسيا بعد انتخابها نائبة للرئيس الأميركي، لكن قبل بلوغ هذه المرحلة اضطرت هاريس، وهي ابنة والدَين مهاجرَين من جامايكا والهند، أن تحمّل بعض الألم.

باستثناء ومضات بسيطة من الأمل، لم تكسب الحملة الرئاسية التي أطلقتها هذه السيناتورة عن ولاية كاليفورنيا أي زخم حقيقي يوماً، بل انتقد المحللون سجلها حين تولّت منصب المدعي العام في تلك الولاية، وقبل أن يختارها مرشّح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، شريكة له في حملته الرئاسية، اعتبرها عدد من الناشطين الحزبيين طموحة أكثر من اللزوم وشكّك هؤلاء بصوابية اختيارها، كذلك، نشر الرئيس دونالد ترامب ادعاءات كاذبة مفادها أنها مولودة خارج الولايات المتحدة، وبعد أول مناظرة لها مع نائب الرئيس مايك بينس، وصفها ترامب بـ"الوحش" و"الكريهة".

يستطيع عدد هائل من النساء أن يفهم المشقات التي مرّت بها هاريس، فغالباً ما تخضع أي امرأة من أصحاب البشرة الملوّنة للتدقيق أكثر من الآخرين، حتى أن معايير انتقادها تختلف، فقد اعتادت هذه المجموعة من النساء على سماع تعليقات حول أسلوبهن المباشر والصريح أكثر من اللزوم، حتى أن البعض عوقب على طموحه واعتُبِر شغفه تهديداً للآخرين. باختصار، أصبحت هذه الفئة معتادة على التعرّض للازدراء.

مع ذلك، يبقى وصول امرأة سوداء إلى منصب مرموق في عالم السياسة حدثاً مُلهِماً، لا سيما غداة العوائق التي واجهتها هاريس، لكن لا يعكس نجاحها بالضرورة واقعاً جديداً للنساء من أصحاب البشرة الملوّنة.

حين وصل باراك أوباما إلى البيت الأبيض، اعتبر الكثيرون في معسكرَي اليسار واليمين فوز أول رئيس أسود إثباتاً على تقدّم البلد الكبير في المسائل العرقية، لكن سرعان ما تلاشت هذه الفكرة بعد انتخاب ترامب، فقد أثبت فوزه أن عهد أوباما كان استثناءً على القاعدة لا دليلاً على نشوء معيار جديد وشامل.

كذلك، قد يميل المحللون إلى تشبيه هاريس بأوباما واعتبار عهدها كنائبة للرئيس الأميركي دليلاً على وصول النساء من أصحاب البشرة الملونة إلى منصب جديد في السلطة. قد تكون القوة السياسية للمرأة السوداء ظاهرة حقيقية، لكنّ فوز هاريس لا يلغي العقبات التي تواجهها هذه المرأة طوال الوقت.

يجب ألا ينسى أحد حجم التحيّز الجنسي والعنصرية الذي واجهته هاريس أو حملات التضليل المتواصلة التي استهدفتها في طريقها نحو منصب نائبة الرئيس، ورغم فوز بايدن وهاريس في نهاية المطاف، يجب ألا ينسى أحد أن ملايين الناس صوّتوا لرئيسٍ لطالما أهان هاريس وجميع النساء السوداوات في المناصب العليا، وبسبب الصور النمطية الراسخة عن المرأة السوداء، يجب أن يعرف الجميع أن هاريس مضطرة لتوخي الحذر أكثر مما فعل بايدن حين تسلم ثاني أعلى منصب في البلاد.

في النهاية، يبقى وصول هاريس إلى منصب نائبة الرئيس انعكاساً للإنجازات الممكنة، فهي حققت إنجازاً لم تُحققه أي امرأة سوداء قبلها، ولا مفر من أن نتمنى وصولها يوماً إلى سدّة الرئاسة، لكنّ فوزها بمنصب نائبة الرئيس يستحق الاحتفال في الوقت الراهن، مهما كانت مسيرتها مؤلمة، فقد نجحت أخيراً في كسر الحواجز والانتقال إلى المقلب الآخر من السلطة.

* جيميلي هيل*

back to top