جو بايدن قد يترأس ولاية واحدة وخطة من 8 نقاط لعودة دونالد ترامب

•الرئيس المنتخب يحذر من عواقب التباطؤ في تسليمه السلطة
• بيلوسي تقضي على آمال «التجديد الديمقراطي»

نشر في 20-11-2020
آخر تحديث 20-11-2020 | 00:04
بيلوسي وفريقها في طريقهم لعقد مؤتمر صحافي بمبنى «الكابيتول» أمس الأول (أ ف ب)
بيلوسي وفريقها في طريقهم لعقد مؤتمر صحافي بمبنى «الكابيتول» أمس الأول (أ ف ب)
تزايدت التساؤلات في أميركا عن فرص الرئيس المنتخب جو بايدن للترشح لولاية ثانية عند بلوغه 86 عاماً في نهايتها، في وقت بات أمام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب مسار له 8 محطات للعودة إلى منصبه 2024، مع تضاؤل فرصه في قلب نتائج الانتخابات عبر الطعون القضائية أو إعادة الفرز خصوصاً مع خسارته المؤكدة لولاية جورجيا.
قبل شهرين من تسلمه مفاتيح المكتب البيضوي، بدأت تُطرح تساؤلات في واشنطن: هل سيكون جو بايدن، الذي يعد أكبر الرؤساء الأميركيين المنتخبين سناً على الإطلاق عندما يحتفل بعيد ميلاده الثامن والسبعين اليوم، "رئيساً لولاية واحدة؟".

وفي حال قرر بايدن أن يترشح وأعيد انتخابه في 2024، فسيبلغ 86 عاماً في نهاية الولاية الثانية في 2029. وطوال حملته في مواجهة ترامب، بقي بايدن وعن عمد متحفظاً في الإفصاح عن خططه المستقبلية، لكنه أخبر في أبريل المانحين أنه يعتبر نفسه "مرشحاً انتقالياً" وهي عبارة لفتت الانتباه وأثارت تكهنات.

وخلال لقاء افتراضي شكا فيه العاملون بالرعاية الصحية نقص معدات الحماية الشخصية وفحوص كورونا لهم شخصياً، حذّر بايدن من مخاطر تأخر العملية الانتقالية على عمليات توزيع لقاحات الفيروس وخطط مواجهة الجائحة.

وأكد بايدن، خلال اللقاء، أن القانون يجيز لإدارة الخدمات العامة ومديرتها إميلي مورفي بدء عملية الانتقال بمجرد ظهور فائز واضح، معتبرا أن عدم اعترافها بالانتخابات يشكل أكبر عائق أمام الوصول إلى أي شيء أو معلومة عن مخزونات اللقاحات.

وقال بايدن: "وصلنا إلى النقطة التي نشعر فيها أنه مع الوقت الذي تظهر فيه هذه اللقاحات كيف ستوزع وما الخطة، ومن سيحصل عليها أولا؟! هناك الكثير من الأشياء لا تتوفر لدينا، وإذا لم تتوفر قريبا فسنتأخر أسابيع أو أشهراً عن القدرة على صياغة مبادرة متكاملة تتعلق باللقاح الواعد".

عودة ترامب

في المقابل، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً للكاتب مارك ثيسن حدد فيه طريقة لخروج ترامب من البيت الأبيض يمكن أن تترك انطباعاً لا يمحى في أذهان الناخبين.

واقترح الكاتب على ترامب خطة من 8 نقاط ستمكّنه من مغادرة البيت الأبيض والحفاظ على فرص العودة إليه بعد 4 سنوات، وذلك على النحو التالي:

أولاً: التعاون مع جهود نقل السلطة ومتابعة معركته القانونية. وفي هذا الإطار يرى أن على ترامب تفويض بايدن لتلقي الإيجاز الرئاسي اليومي، وإصدار تعليماته إلى مسؤوليه للتعاون مع فريقه الانتقالي.

ثانياً: على ترامب التنازل وإعلان تنحيه من أجل مصلحة الوطن. وأوضح الكاتب أن بإمكان ترامب الاستمرار في الإصرار على أن الانتخابات سُرقت وأن يرشح نفسه لاستعادة رئاسته المسروقة في غضون 4 سنوات، لكنه يحتاج إلى فهم أسباب خسارته، فهناك ملايين الراضين عن سياساته ولم يصوتوا له لأنهم سئموا الفوضى، وأصواتهم منحت بايدن هامشاً للنصر. وإذا أساء التعامل مع المرحلة الانتقالية، فإن سلوكه سيؤكد صحة اختيارهم، ويقلل فرص تغيير رأيهم في 2024.

ثالثاً: إعلان ترامب نيته الترشح في 2024. وعليه أن يحول التركيز من الانتخابات الحالية إلى المقبلة، كما عليه أن يوجه أنصاره للتركيز على المستقبل.

رابعاً: على ترامب قيادة الحزب الجمهوري للحفاظ على السيطرة بمجلس الشيوخ. ويمكنه أن يخطو أول خطوة في حملته المقبلة بفوزه في جولة الإعادة بجورجيا في يناير المقبل.

خامساً: إلقاء خطاب وداع غير مسبوق. يعلن فيه أنه سيعود بعد 4 سنوات.

سادساً: على ترامب أن يقود عملية نقل السلطة بكرامة، بما في ذلك دعوة بايدن للبيت الأبيض، وحضور حفل تنصيبه، والمغادرة بكرامة.

سابعاً: توجيه جهود الحزب الجمهوري للسيطرة على مجلس النواب. وعلى ترامب أن يساعد الجمهوريين ويوحد جهودهم في انتخابات عام 2022.

ثامناً: استعادة منصب الرئيس. إذا تمكن ترامب من مساعدة الجمهوريين في الحفاظ على مجلس الشيوخ في 2021 واستعادة النواب في 2022، فسيشكل ذلك دفعة قوية ويتيح له فرصة جيدة للعودة لمنصبه.

جورجيا والقضايا

ومع تكرار ترامب في تغريداته أن الانتخابات مزورة وأنه الفائز، باتت محاولاته للتشبث بالسلطة ضعيفة أكثر من أي وقت مضى، مع إعلان مسؤولي ولاية جورجيا أن إعادة إحصاء الأصوات لم تغير فوز بايدن وإن انخفض تقدمه من 14 ألف صوت إلى 12 ألفاً.

وأكد مدير نظام التصويت في جورجيا غابرييل سترلينغ عدم وجود دليل على مزاعم ترامب حدوث احتيال وغش على نطاق واسع. وقال: "لقد تم تضليله على هذه الجبهة".

وبالمثل، قال لجنة ويسكونسن إن إعادة إحصاء الأصوات جزئياً استجابة لطلب ترامب لن تغير خسارته، مبيناً أن الإعادة الإحصاء ستتم في مقاطعتي ميلووكي ودين ستبدأ اليوم وتنتهي في غضون أيام بعد أن سددت حملته ترامب 3 ملايين دولار من 7.9 ملايين كلفة الإعادة بالولاية بأكملها.

كما يطعن ترامب في نتائج ميشيغان، مشيراً إلى أن عدد الأصوات في ديترويت قد تجاوز عدد السكان.

وفي بنسلفانيا، عادت حملة ترامب إلى دعوى قضائية لم تمض قدما فيهاً. وقالت المحكمة العليا بالولاية إنها تنظر استئنافاً في قضية منفصلة تطعن في آلاف الأصوات المرسلة بالبريد في فيلادلفيا.

وفي جلسة استماع عقدتها المحكمة أمس الأول، بدا القاضي ماثيو بران متشككاً في طلب ترامب منع المسؤولين من التصديق على فوز بايدن بأكثر من 80 ألف صوت.

التشكيك وعواقبه

وفي ظل إصرار ترامب، الذي لم تلق دعاواه في بنسلفانيا ونيفادا وميشيغان نجاحاً يذكر، التشكيك بالانتخابات، أظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس أن مزاعمه لها فائدة سياسية، ويصدقها ما يصل إلى نصف رفاقه الجمهوريين.

وعلى غرار تأكيد وزير خارجية جورجيا الجمهوري براد رافينسبيرغر تعرضه لضغوط متزايدة وتهديد بالقتل، قالت نظيره في أريزونا وكبيرة مسؤولي الانتخابات في الولاية الديمقراطية كاتي هوبز، إنها واجهت تهديدات متصاعدة بالعنف، وألقت باللوم على ترامب في نشر معلومات مضللة لتقويض الثقة في النتائج.

انتخاب بيلوسي

وفي تصويت لأول مرة الأولى عبر الإنترنت، أعاد النواب الديمقراطيون انتخاب نانسي بيلوسي البالغة 80 عاماً رئيسة لمجلس النواب الـ117.

وفي حين علت أصوات لتجديد القيادة الديمقراطية، ظل الوضع على حاله إذ احتفظ ستاني هوبر (81 عاماً) بمنصب زعيم الأغلبية، وجيمس كلايبورن (80 عاماً)، الأعلى مرتبة بين النواب السود في المجلس، بمنصب منسّق الأغلبية.

وبعيد فوزها، قالت بليوسي، التي تعهّدت سابقاً بالتنحّي في نهاية 2022، "لا أريد خسارة أي ورقة رابحة قد تكون لديّ".

واتّصل بايدن ببيلوسي لتهنئتها، مؤكّداً لها أنّه "يتطلّع إلى العمل على جدول أعمال مشترك للسيطرة على الوباء وإعادة بناء الاقتصاد".

back to top