خيارات دونالد ترامب تضيق... وأنصاره يغرقون الشارع

• إشارات «تنازل» من الرئيس الجمهوري
• وزير الدفاع بالوكالة يطمئن الحلفاء: «البنتاغون» قوية

نشر في 15-11-2020
آخر تحديث 15-11-2020 | 00:05
مع تلقيه مباركة البابا فرنسيس والتهاني من الصين، عزز الرئيس المنتخب جو بايدن انتصاره في انتخابات 3 نوفمبر بفوزه بولاية جورجيا وضمانه 306 أصوات في المجمع الانتخابي حتى الآن، في وقت خرج أنصار الرئيس دونالد ترامب إلى الشارع لتشجيعه على عدم الإقرار بالهزيمة.
غداة حديثه الأول منذ 10 أيام، خرج أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، في تظاهرات حاشدة بواشنطن ومدن أخرى، تأييداً لمزاعمه بوقوع تزوير في الانتخابات.

وضاق الأفق أمام ترامب أكثر، مع اعتراف حملته بخسارة ولاية أريزونا، ورفض دعاويه القضائية الخمس في فيلادلفيا وحسم نتائج ولاية جورجيا لمصلحة غريمه الديمقراطي جو بايدن، الذي تلقى تهنئة الصين بعد يوم من مباركة البابا فرنسيس.

وفي تعبير شعبي عن دعم مسعى ترامب للبقاء في السلطة، شارك في التظاهرات مزيج من أنصاره وشخصيات يمينية وأعضاء جماعتي "المحافظون على العهد" (أوث كيبرز) و"الأولاد الفخورين" (براود بويز).

وأطلق المنظمون أسماء عدة على المسيرات، التي أيدها الرئيس على "تويتر"، من بينها "من أجل ترامب" و"أوقفوا السرقة" و"المليون ماجا"، وهي كلمة ترمز بالأحرف الأولى لشعار حملته الانتخابية "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى".

وعقد ترامب، الغائب بشكل شبه كامل عن أي مناسبات علنية منذ 3 نوفمبر، أمس الأول اجتماع عمل لفريق مكافحة فيروس كورونا، الذي تفاقم بشكل خطير في الولايات المتحدة، وأغرقها في أسوأ أزمة صحية منذ الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 وأسوأ ركود منذ الكساد الكبير في 1929.

واقترب ترامب، خلال المؤتمر الصحافي من الإقرار بهزيمته، دون أن يُعلن ذلك صراحةً، بقوله: "لن نذهب للإغلاق ولن أفعل ذلك. ومَن يدري أيّ إدارة ستكون (موجودة). أعتقد أن الوقت كفيل بأن يُخبرنا بذلك"، وتوقع أن يصبح لقاح فيروس كورونا متاحاً للجميع في أبريل.

وبعد أن وقف جانباً، بينما تولّى مسؤولون آخرون التحدّث عن إجراءات إدارته لمكافحة فيروس كورونا الذي أودى بحياة 243 ألف أميركي، غادر ترامب المؤتمر دون الرد على أسئلة من بينها: "متى ستعترف بخسارتك الانتخابات، سيدي".

وفي أحدث تغريداته، اعتبر ترامب أمس أن "مرسوم الموافقة الموقع من وزير خارجية جورجيا وحاكمها برايان كيمب، بإلحاح من الناشطة الحقوقية وزعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس الولاية ستايسي أبرامز، يجعل من المستحيل التحقق من التوقيعات ومطابقتها على بطاقات الاقتراع والمغلفات، وما إلى ذلك".

وقبل انضمامه إلى الحشود المؤيدة لبقائه في السلطة في واشنطن، أكد أن الجميع: "كانوا يعلمون أنهم سوف يغشون. يجب فضح التوقيعات الحقيقية!"، متسائلاً: "ما الذي يحاولون إخفاءه. إنهم يعرفون، وكذلك يفعل الآخرون. كشف الجريمة!".

ولاية ثانية

وقبل حديثه الأول منذ 10 أيام، جدد ترامب، في تغريدة، أنه الفائز بالاقتراع و"الانتخابات مزورة!"، مؤكدا أن نظام "دومينيون" قام بمحو 2.7 مليون صوت لمصلحته، وأعاد تحويل مئات الملايين إلى بايدن.

وقال مستشاره الاقتصادي بيتر نافارو: "نواصل العمل بالبيت الأبيض كما لو أننا بصدد ولاية ثانية لترامب، ومن المهم أن ندرك أننا نريد بطاقات اقتراع يمكن التحقق منها وعملية قانونية، وتحقيقاً حول العدد المتزايد من شكاوى التزوير تقدم بها شهود وقّعوا إفادات خطية بعد أداء القسم".

لكن مراسل شبكة فوكس نيوز جيرالدو ريفيرا، المقرب من ترامب، أكد أنه تحدث هاتفياً معه يوم الجمعة، واستنتج من كلامه أنه سيلتزم بالدستور، وسيسلم السلطة بعد فرز جميع الأصوات. وقال: "أبلغني أنه واقعي. وأنه سيقوم بالأمر الصائب".

ولايات حاسمة

وأعلنت وسائل الإعلام فوز بايدن بولاية جورجيا، المحسوبة تقليديّاً على الجمهوريّين ولم تصوّت لمرشح ديمقراطي منذ فوز الرئيس بيل كلينتون بها في 1992، ليصل عدد أصواته في المجمع الانتخابي حتى الآن إلى 306، وهي نفس النتيجة التي فاز بها ترامب على الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016، ووصفها آنذاك بأنها "ساحقة".

وذكر مركز إديسون أن النتيجة في آخر الولايات الحاسمة، وهي كارولاينا الشماليّة ستأتي في مصلحة ترامب، لتختم مجموع أصواته بالمجمع الانتخابي عند 232.

وفي ضربة لمعركته القضائية، رفضت محكمة الاستئناف في فيلادلفيا الدعاوى الخمس التي تقدمت بها حملته. وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في بنسلفانيا كاثي بوليفار أن بايدن وسّع تقدمه بشكل لا تحتاج معه الولاية أي إعادة لفرز الأصوات.

وأكدت الوكالات الفدرالية، الخميس، أن "انتخابات الثالث من نوفمبر كانت الأكثر أماناً في التاريخ"، مشيرة إلى عدم توافر "أي دليل" لديها بحصول قرصنة أو فقدان أصوات أو تعديلها أو على وجود عيوب في الأنظمة الانتخابية.

وأمام الولايات حتى 8 ديسمبر للتصديق على الانتخابات واختيار أعضاء المجمع الانتخابي الذي سيختار الرئيس الجديد رسميا في 14 ديسمبر.

العملية الانتقالية و«كورونا»

من ناحيته، دعا الرئيس المنتخب جو بايدن، إدارة ترامب إلى اتخاذ إجراء عاجل لمواجهة تفشي "كورونا".

وقال في سلسلة تغريدات بـ "تويتر": "أشعر بانزعاج من ارتفاع حالات الإصابة والوفاة بكورونا في الولايات المتحدة، تتطلب هذه الأزمة استجابة فدرالية قوية وفورية". وأضاف: "أنا الرئيس المنتخب، لكن لن أكون رئيسًا حتى العام المقبل، كورونا لا يحترم الجداول الزمنية، فهو يتسارع الآن"، مضيفا: "هناك حاجة إلى إجراء عاجل اليوم، الآن، من قبل الإدارة الحالية".

وقال رون كلاين، الذي اختاره بايدن ليكون كبير موظفي البيت الأبيض، "ثمة مسؤولون في وزارة الصحة الآن يحضرون لحملة تلقيح ضد فيروس كورونا في فبراير ومارس، وكلّما تمكنا من إشراك خبرائنا المكلفين العملية الانتقالية في وقت أبكر في الاجتماعات مع الأشخاص الذين يخططون لحملة التلقيح، تمت العملية الانتقالية بسلاسة أكبر".

تهنئة بكين

وفي خطوة لافتة، قالت بكين، أمس الأول، التي ساءت علاقتها إلى حد كبير في عهد ترامب، "نحترم خيار الشعب الأميركي، ونوجه تهانينا لبايدن ونائبته كامالا هاريس". وسبق لبايدن أن تلقى التهاني من حلفاء كبار للولايات المتحدة، مثل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، والعديد من الدول العربية والأجنبية، قبل أن يشكر بابا الفاتيكان على "مباركته وتهانيه"، ويبلغه برغبته في العمل معا بشأن قضايا مثل الاهتمام بالفقراء والتصدي للتغير المناخي واستقبال المهاجرين واللاجئين.

قوة عسكرية

في غضون ذلك، صرّح وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر بأن الجيش لم يضعف في أعقاب الانتخابات وتغيير ترامب المفاجئ لكبار مسؤوليه.

وقال ميلر، الذي عيّن الاثنين بعد إنهاء ترامب خدمات مارك إسبر رابع وزير دفاع له، "أريد أن أؤكد للشعب ولحلفائنا وشركائنا أن وزارة الدفاع لا تزال قوية، وتتابع عملها الحيوي في حماية بلدنا وشعبنا ومصالحنا حول العالم".

واتصل ميلر هاتفياً بنظرائه في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبالأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. كما تواصل مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيسة مجلس النواب وكبار المسؤولين الديمقراطيين.

وفي أحدث موجات العدوى، أفادت صحيفة واشنطن بوست، أمس الأول، بأن فيروس كورونا طال مجدداً جهاز الخدمة السرية المكلف حراسة ترامب وبايدن والبيت الأبيض، موضحة أن أكثر من 130 من العملاء الخدمة أصيبوا أو أنهم في الحجر الصحي بسبب مخالطتهم أشخاصاً مصابين، خصوصاً بعد أن سافر العديد منهم في إطار التجمعات الانتخابية مع ترامب.

«كورونا» لا يحترم الجداول الزمنية وهناك حاجة اليوم إلى إجراء عاجل من قبل الإدارة الحالية جو بايدن
back to top