راكان النصف... مسيرة حافلة بالعطاء

نشر في 13-11-2020
آخر تحديث 13-11-2020 | 00:00
 هيا المقرون في آخر جلسات الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة، أود أن أسترجع بذاكرتي للوراء الأسباب التي دفعتني للعمل في إدارة مكتب أخي النائب راكان النصف منذ عام 2013 بالفصل التشريعي الرابع عشر إلى يومنا هذا.

منذ اليوم الأول له في المجلس كان أخي راكان يحمل طرحاً مختلفاً برفضه تسلم جواز السفر الخاص والسيارة المخصصة للنواب، مؤمناً بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، وعدم التمييز بينه وبين أفراد الشعب دون تلاعب بمشاعرهم.

رفض الراتب الاستثنائي تأكيداً على تمسكه بدستور الكويت الذي عزز العدالة والمساواة بتمثيل النائب للمواطنين، فهو بذلك ليس أعلى مرتبة منهم، مترجماً بذلك المادة 2٩ من دستور الكويت، والتي نصت على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم.

العمل الى جانب أخي راكان رسّخ منهجاً وطنياً مميزاً تمثل في صلابة الموقف والتمسك بالمبادئ النبيلة بإخلاص والثبات عليها والإيثار بتقديم مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، وبتواضعه ونزاهته وعفويته التي كانت محل احترام وتقدير للجميع، وبدفاعه عن حريات الشعب ومصالحه، بشجاعته ونصرته للمظلومين منهم بأخلاق نبيلة وعالية.

مسيرة عطرة حافلة بالعطاء والإنجازات، أبرزها إقرار قانون حق اللجوء للمحكمة الدستورية الذي تقدم به وكفل للمواطنين والأقليات الحق بالطعن المباشر على العديد من القوانين التي تشوبها بعض الشبهات غير الدستورية، وغيرها من القوانين التي نادت بالحريات والدفاع عن الأموال العامة.

كم أشعر بالامتنان والتقدير كلما تذكرت الاستجواب الذي قدمه أخي راكان لوزير الصحة عام 2016، والذي أصبح بمضمونه أول حكم إدانة جنائي صادر من محكمة الوزراء ضد وزير سابق، مما يدل على أنه استجواب مستحق في دستوريته وقانونيته وموضوعيته حسب إفادة المحامي عماد السيف «على الرغم من أنه لم يجد عشرة أعضاء ليوقعوا طلب طرح الثقة آنذاك ليأتي طرح الثقة من القضاء العادل»، مما يؤكد صلابة موقف أخي راكان وتمسكه بالمبادئ الوطنية بعيداً عن الاستعراض والتكسب السياسي.

عام 2018 نال أخي راكان النصف وكيل الشعبة البرلمانية جائزة التميز البرلماني عن فئة الأعضاء من الاتحاد البرلماني العربي، وكان إنجازاً مستحقاً يضاف الى مسيرته الوطنية الحافلة بالبذل والعطاء في مجلس الأمة.

أعترف بأنني عاجزة عن اختزال مسيرة وطنية بلغت 7 سنوات، بفصلين تشريعيين في مجلس الأمة حملت معها أجمل الذكريات واللحظات وأصعب المواقف، لكنها حتماً ستخلد دروساً وعبراً في ذاكرة التاريخ عبر الأجيال القادمة. أسأل الله لك دوام الصحة والعافية متمنية لك النجاح والتوفيق في حياتك، ووفقك الله وسدد خطاك.

back to top