نافذة المعرفة النفطية: «الكويت عاصمة النفط» في طريقها لأصحاب القرار

ينبغي أن ننبه أيضاً إلى أن ما يسمى ببدائل الطاقة التي يدّعي البعض أنها ستزيح النفط عن مكانته ما زالت هذه البدائل عاجزة عن تحقيق ذلك، لتكلفتها العالية وعدم كفاءتها على المنافسة أمام النفط، وأن ما توقعه البعض من حرب تنشب بين هذه البدائل والنفط لم تحدث قط في الماضي، ولن تحدث مطلقا في المستقبل، وذلك لأن نمو أعداد البشر وحاجتهم للطاقة يفوق حجم جميع الطاقات المتوافرة مجتمعة حالياً وعلى المدى البعيد.في عام 2012، انبرى مجموعة من المبادرين الكويتيين من تخصصات ومستويات أكاديمية عالية لإطلاق نهج جديد في وضع الخطط، وقد تم بناء هذه الخطط على أساس أن تكون الثروة النفطية التي حبانا الله إياها هي المحور الرئيس لهذه الخطة.لقد تم في السنوات الماضية إجراء دراسات اقتصادية عديدة عن الوضع المالي في الكويت، منها تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولجنة تصحيح المسار الاقتصادي والوثيقة الاستراتيجية التي أعدها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير وفريقه الذي شكّل من كويتيين وغيرهم، وتقارير أخرى منها تقارير برلمانية، حيث أجمعت كل هذه التقارير على أن الكويت بحاجة إلى إصلاحات هيكلية في بنيتها الاقتصادية. حددت المبادرة تصورها لمعالجة التحديات المذكورة خلال السنوات العشر القادمة، وأضافت إليها ما استجد من أحداث فرضها وباء كورونا وتبعاته، أخذت المبادرة على عاتقها تمهيد الطريق لتحقيق الرغبة السامية لسمو أمير البلاد، هذا التصور سيؤسس لأن تكون مبادرة "الكويت عاصمة النفط في العالم" بمنزلة المنصة الفولاذية. اتخذت المبادرة من تلك الجهود منصة لها لانطلاق رؤية أرحب لتكون الكويت عاصمة النفط في العالم.لقد استقطبت مبادرة "الكويت عاصمة النفط في العالم" اهتمام ورضا كثير من المتابعينوالمتخصصين، ويكمن السبب في أنها تمكنت من رصد وتحديد الإصلاحات الهيكلية المطلوبة، وقدمت حلولا عملية وواقعية من شأنها تعزيز البنية الاقتصادية بشكل مستدام.لكي تصبح الكويت عاصمة نفطية، عليها أن تلبي متطلبين اثنين هما:أولا: أن تتمكن الكويت من خلق اقتصاد قوي متنام يقوم على قواعد ثابتة لا تتزعزع.ثانيا: أن تتمتع الكويت باستقرار أمني متين يستند إلى مقومات راسخة ومستدامة.Twitter @aarbeed*