نقطة: تغيير شفت المعازيب...

نشر في 06-11-2020
آخر تحديث 06-11-2020 | 00:20
 فهد البسام التصويت في الانتخابات الأميركية هذا العام يبدو وكأنه استفتاء على صلاحية ترامب للاستمرار بحكم الولايات المتحدة أكثر منه اختياراً بين مرشحَين يمثلان حزبيهما، فلو خاض هذه الانتخابات أي مرشح آخر كمرتضى منصور مثلاً لتحصل على ذات الزخم الذي دفع السيد جو بايدن لأعتاب البيت الأبيض.

من المفهوم تماماً اتخاذ غالبية الشعب الأميركي موقفاً ضد السيد ترامب لما شاب سلوكه الشخصي وممارساته السياسية من خروج عن المألوف لقواعد عمل المؤسسة السياسية الأميركية وسمت الرؤساء المعتاد، ناهيك بالاستفزاز المتبادل بينه وبين مؤسسات الإعلام الكبرى ذات اليد الطولى في التأثير على الشارع الأميركي.

الجديد بالنسبة لنا هذه المرة هو قوة اندفاع الكثيرين لدينا في العالم العربي من حملة شعارات "أميركا الشيطان الأكبر" و"الموت لأميركا" وهواة تخوين الآخرين واتهامهم بالعمالة، وراء السيد بايدن وحزبه الديمقراطي، وكأن أميركا ستتحول بعهده إلى دار رعاية للمستضعفين والمظلومين حول العالم، وسترسل لنا مفاتيح القدس بالبريد المسجل، رغم أن كل ما في الأمر، كما نعلم وتعلمون ومهما جرت محاولات تطعيم الكلام بالإستراتيجيات العميقة والأبعاد غير المنظورة، أنكم تريدون سقوط من يدعم خصومكم ليأتي من تظنونه سيدعم محوركم وجماعتكم، فلا تتعالوا علينا رجاءً بفهمكم الذي لا يفهمه ولا يراه أحد سواكم، وتدّعوا ما لا تملكون من إيمان بالنضاليات والحريات والاستقلال، وإلى آخره من كلمات تُنطق ولا تعمل؛ فقد شبعنا شعارات ونعيش الآن في أزهى مراحل الحمية وتخفيف الأحمال، وكلكم - رغم كل عمليات التجميل - يبحث عن "سيد" أميركي يكون على هواه لا أكثر.

back to top