انتخابات الوباء!

نشر في 01-11-2020
آخر تحديث 01-11-2020 | 00:10
 مظفّر عبدالله أول العمود: لم أجد أي حماس من مرشحي مجلس الأمة لدعم الرياضة النسائية التي تُعد من أكثر الأمور أهمية في المجتمعات المتحضرة، عدا كونها رافداً لحراك رياضي كويتي كان سائدا قبل عقود.

***

انتخابات مجلس الأمة القادمة ديسمبر 2020، ستكون مختلفة بالممارسة والإدارة وربما في النتائج. لماذا؟

وباء كورونا غير العالم بأجمعه، بتفاصيله العامة والخاصة، ونحن جزء مما يحدث يومياً، فمجريات الانتخابات البرلمانية الحالية بلا مقار وعزومات ولقاءات وتجمعات، وسيفرض هكذا وضع تحولا تاما في وسائل الاتصال بالناخب من خلال الأدوات الإلكترونية ووسائلها المجانية، وستشهد وظائف المصممين والجرافيك والتصوير الفوتوغرافي والمرئي إقبالاً كبيراً في أسواق الدعاية الانتخابية. هذا بالإضافة للتعليمات الأمنية والصحية المرتقبة ليوم الاقتراع الذي سيقلص هامش حركة مناديب المرشحين وعددهم ودفعات دخول الناخبين الذين قد يحجم بعضهم عن التصويت خوفاً من الوباء أو التململ من (وباء) الممارسة السياسية. لكن ما العلاقة بين الناخب والمرشح في هذه الانتخابات تحديداً؟

في ظني أن الأحداث التي بدأت منذ فبراير حتى اليوم ستكون المحرك للتوجهات التصويتية ومنها التركيبة السكانية، وفساد بعض القيادات، والضغوط الاقتصادية وتأثيرها الدراماتيكي على الدولة الريعية، وتكويت بعض الوظائف، والنفس العنصري ضد الوافدين، وغيرها من الأمور التي ستصنع ضغطاً كبيراً على المرشحين لبيان مواقفهم تجاه تلك الملفات.

مطالب الناخبين في هذه الانتخابات هي صنيعة ما كشفه وباء كورونا لأوبئة الإدارة الداخلية خلال 8 شهور مضت.

على صعيد حكومي، فإن أحاديث تدخلاتها في سير التصويت يتطلب تغييراً شاملاً بما يتيح تحييد الخدمات الحكومية لمرشحين معروفين في كل انتخابات، ونقول ذلك من أجل مصلحة أمن الكويت، فوجود مجلس فاقد الأهلية والتأثير، والحال الاقتصادي المخيف، والوضع الإقليمي الخطر الذي حاول سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، يرحمه الله، تجنيبنا إياه بكل الوسائل المتاحة وبجهد مضن، كل هذه المخاطر ستكون أكثر قسوة مع تشكيل برلماني وحكومي دون الطموح.

هذه الانتخابات مفصلية لأنها مولودة من حنق المواطن على فساد بلده الذي ساهم وباء كورونا في أن تطفو بشكل فضائحي، ونتائج الاقتراع يجب أن تكون متوائمة مع الرغبة العارمة في الإصلاح، ووعي الناخب هنا حجر أساس في مستقبل البلد.

back to top