نقطة : أجبان وأديان...

نشر في 30-10-2020
آخر تحديث 30-10-2020 | 00:20
 فهد البسام رسام كاريكاتير في مجلة فرنسية خاصة تبعد عنا آلاف الأميال لديه صورة "مغلوطة" عن الدين الإسلامي، استقرت هذه الفكرة الخاطئة بعقله المتحفز فخرج علينا برسوماته قبل سنوات، فاستخدمها مدرس أمام طلبته قبل أسبوعين لتكون محل اعتراض واحتجاج المسلمين إلى أن تم نحره على الطريقة الإسلامية من قبل مراهق في أحد شوارع باريس.

ذات تعبيراتنا وردود أفعالنا العاطفية لم تتغير منذ عشرات السنين ونظن أنهم يأبهون لمزايدتنا واحتجاجاتنا، أما المقاطعة فصحيح أنها تعبير حضاري ومشروع لكنها لا تغني عن اتباع الطرق القانونية والدبلوماسية وبذل الجهود لتأسيس لوبي دولي ضاغط يدافع عن مصالحنا ووجهات نظرنا المختلفة بالتزامن مع الحملات الإعلامية المدروسة، أما مجرد المقاطعة التجارية المؤقتة التي سبق لنا أن جربناها كثيراً ولم يتغير شيء، فهي أشبه بضغط بعض الدول على الكويت لكبح جماح بعض المغردين أو الكتاب دون فهم لطبيعة الواقع الكويتي، وبنهاية الأمر لم يتوقف الكتاب أو المغردون عن الكتابة، ولم تتوقف الدول عن التشكي والاعتراض، فما بالكم بفرنسا التي دفعت الكثير من التضحيات في ثورتها لمجابهة نفوذ الكنيسة، والتي لا أتوقع أن تتنازل عن مكاسبها التاريخية وحرياتها وتتدخل لإسكات الأفراد والمؤسسات الصحفية بسبب مقاطعة عابرة ستمضي كما مضى غيرها حسب خبرتهم معنا.

نحن وللأسف لم نعاصر رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، لكننا نقرأ عن سيرته النبوية من الكتب والمراجع، الفرنسيون لم يعاصروه بالتأكيد ولن يقرأوا عنه لأن الموضوع خارج نطاق اهتماماتهم أصلاً، ويستمدون معلوماتهم عن الإسلام ونبيه مما يشاهدونه منا نحن المسلمين، فيرون ما يقوم به الكثيرون من جماعتنا من انتهاك لمبادئ وقيم وتعاليم الرسول العظيم، فيستسهل الآخرون الإساءة إليه، انظر حولك فقط ولا تتعب نفسك بالبحث والتنقيب، وخصوصاً أننا في موسم انتخابات، فالإسلام ليس فريقاً نشجعه ونزعل حين يخسر أو يشتمه الآخرون، بل هو إيمان ينبغي أن ينعكس على الأخلاق والسلوك فينقل الصورة الحقيقية للرسالة الإسلامية السامية في الحياة الدنيا، ويدخلك جنة الآخرة جزاءً لما سبق، مع الأخذ بالاعتبار أن هذا مجرد رسام واحد استطاع أن يعبر ويكشف لنا ما في داخله عن ديننا ورسولنا الكريم، وهناك بالتأكيد غيره الملايين من البشر العاديين ممن لهم رأي يتعلق بنا، ومن باب أولى معالجة الأسباب قبل محاربة النتائج.

back to top