فرنسا: الإرهاب يضرب مجدّداً ورفع التأهب الأمني لأعلى مستوى

• شاب يقتل 3 في كنيسة بنيس بسكين... ومصرع مسلّح ثان هدّد المارة في أفينيون
• اعتقال سعودي هاجم حارس القنصلية الفرنسية في جدة

نشر في 30-10-2020
آخر تحديث 30-10-2020 | 00:05
رغم حالة الاستنفار الأمني تحسباً لهجمات منذ قطع لاجئ شيشاني رأس استاذ للتاريخ لعرضه على تلاميذه رسوما كاريكاتورية مسيئة للإسلام، عاد الإرهاب ليطل برأسه مجدّداً في فرنسا، إذ أقدم رجل مسلّح بسكين على قتل 3 أشخاص داخل كنيسة في مدينة نيس في حين أردت الشرطة في موقع آخر رجلاً مسلّحاً بمسدس كان يهدّد المارة.
بينما لا تزال فرنسا تحت تأثير الصدمة، بعد الجريمة البشعة التي شهدتها ضاحية كونفلان سانت أونوريه الباريسية، والمتثّلة بقطع رأس مدرس التاريخ صامويل باتي على يد شاب شيشاني أراد "الثأر للنبي محمد عليه الصلاة والسلام"، بعد نشر صور كاريكاتورية مسيئة للرسول الأكرم، في حصة نقاشية مدرسية حول حرية التعبير، قتل رجل يحمل سكيناً في كنيسة في مدينة نيس بجنوب شرقي فرنسا، ثلاثة أشخاص أحدهم على الأقل نحراً، وجرح آخرين قبل أن تعتقله الشرطة.

وفي واقعة ثانية، قالت الشرطة إنها قتلت بالرصاص شخصاً في مونتفافيه قرب مدينة أفينيون في جنوب فرنسا بعدما هدد المارة بسلاح، في حين اعتقل سعودي بعد مهاجمته حارساً في القنصلية الفرنسية في جدة بـ"آلة حادة"، ما تسبب بإصابته بجروح.

وذكرت الشرطة ومسؤولون أن مهاجما يحمل سكينا ويردد "الله أكبر" قطع رأس امرأة وقتل اثنين آخرين في هجوم عند كنيسة في شارع جان ميديسان، وهو شارع التسوق الرئيسي بمدينة نيس الفرنسية.

وتوفي اثنان من الضحايا في كنيسة نوتردام في قلب المدينة الساحلية المطلة على البحر المتوسط، فيما توفي الثالث بعد إصابته بجروح خطيرة في حانة قريبة كان قد لجأ اليها.

وأفاد مصدر في الشرطة، إن امرأة قُطع رأسها. وأضاف المصدر أن المهاجم الذي أصيب خلال اعتقاله، قال إن اسمه "ابراهيم" وعمره "25 عاما". وقالت إدارة المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب إنها تلقت طلباً للتحقيق في الهجوم.

إستروزي

من جهته، أوضح عمدة نيس كريستيان إستروزي، "لقد تم القبض على الإرهابي الذي نفّذ الهجوم". وقال إستروزي للصحافيين:"أطلقت الشرطة النار على المهاجم أثناء القبض عليه ونُقل الى المستشفى ولا يزال على قيد الحياة".

وأعلن في لقاء تلفزيوني من مكان الهجوم، أن "الإرهابي صرخ الله أكبر قبل أن يهاجم داخل كنيسة المدينة مصلين تمكن من قطع رأس سيدة وقتل رجل بضربات بالسكين في الحلق". وأضاف: "هذا يكفي، يجب على فرنسا أن تقضي تماماً على الفاشية الإسلامية".

وقال إستروزي إن الضحايا قتلوا "بطريقة مروعة".

وأضاف "الأساليب تتطابق بلا شك مع تلك التي استُخدمت مع المعلم الشجاع صمويل باتي في كونفلان سانت اونورين".

كاستيكس

وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس رفع درجة التأهب الأمني في المباني ووسائل النقل والأماكن العامة، في أعقاب هجوم نيس.

وندد كاستيكس "بهجوم وحشي أحزن البلاد بأسرها"، معتبراً أنه "أصاب المسيحيين الكاثوليك في الصميم".

وأبلغ أيضاً الجمعيةً الوطنية بأن رد الحكومة على الهجوم سيكون قويا وصارما.

وتوجه كاستيكس إلى نيس حيث انضم إلى وزير الداخلية جيرالد دارمانان.

تضامن

وبينما وقف النواب في الجمعية الوطنية دقيقة صمت تضامنا مع الضحايا، ندّد مؤتمر أساقفة فرنسا امس بـ"هجوم نوتردام".

ووصف المؤتمر الهجوم بأنه عمل "لا يوصف"، وأعرب عن أمله في "ألا يصبح المسيحيون هدفا للقتل".

كما أعلن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في فرنسا أن الكنائس في جميع أنحاء البلاد قرعت أجراسها في الثالثة بعد ظهر امس تكريما لضحايا هجوم نيس. وقال المؤتمر، في بيان، إن الضحايا "تعرضوا للهجوم والقتل لأنهم كانوا في الكنيسة".

ودان "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية" هجوم نيس، جنوب شرقي فرنسا، ووصف الحادث بأنه "هجوم إرهابي".

ودعا "المجلس" مسلمي فرنسا، إلى إلغاء جميع احتفالات المولد النبوي الذي صادف ذكراه امس، حدادا على الضحايا وتضامنا مع ذويهم.

لوبن وميلونشون

وقالت مارين لوبن، رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرّف في تغريدة على "تويتر": "كل تفكيرنا مع الضحايا وعائلاتهم والكاثوليك وأهالي نيس الذين أصابتهم مرة أخرى البربرية الإسلامية".

وتابعت "إن التسارع الدراماتيكي لأعمال الحرب الإسلامية ضد إخواننا المواطنين وبلدنا يتطلب استجابة شاملة من قادتنا بهدف القضاء على الإسلاموية من أرضنا".

وأشارت خلال تصريحات في البرلمان بباريس، إلى أن عملية "قطع رأس امرأة حدثت خلال الهجوم".

أما زعيم حزب "فرنسا المتمرّدة" اليساري جان لوك ميلونشون، فعبّر في تغريدة عن تعاطفه وحزنه مع ضحايا الهجوم، ومع تضامنه مع كاثوليك فرنسا.

وفي غضون ساعات من هجوم نيس، قتلت الشرطة رجلا هدد المارة بمسدس في مونتفافيه قرب مدينة أفينيون بجنوب فرنسا. وكان يردد أيضا "الله أكبر"، بحسب إذاعة أوروبا 1.

السعودية

وفي السعودية، أفاد التلفزيون الرسمي، أمس، بأن سعودياً اعتقل في مدينة جدة بعد مهاجمة وإصابة حارس عند القنصلية الفرنسية.

وقال المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة الرائد محمد الغامدي، بأن "القوة الخاصة للأمن الدبلوماسي تمكنت من القبض على مواطن بالعقد الرابع من العمر بعد اعتدائه بآلة حادة على حارس أمن بالقنصلية الفرنسية بجدة نتج عنها تعرضه لإصابات طفيفة".

ودانت السفارة الفرنسية "بشدة هذا الاعتداء الأثيم ضد منشأة دبلوماسية"، ودعت مواطنيها في السعودية إلى "اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر".

ميركل وكونتي

وفي ردود الفعل العالمية والاسلامية، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "أشعر بصدمة كبيرة إزاء عمليات القتل الوحشية في الكنيسة في نيس. أفكاري مع أقارب القتلى والجرحى. ألمانيا تقف مع فرنسا في هذا الوقت الصعب".

كما أدان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي "الهجوم الشائن" مؤكدا أنه "لن يزعزع الجبهة الموحدة للدفاع عن قيم الحرية والسلام". وأضاف في تغريدة "قناعاتنا أقوى من التعصب والكراهية والإرهاب".

وفي لندن، كتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على "تويتر" باللغتين الإنكليزية والفرنسية: "روعني سماع الأنباء الواردة من نيس هذا الصباح عن هجوم وحشي بكاتدرائية نوتردام".

وأضاف "قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم، وتقف المملكة المتحدة بثبات مع فرنسا ضد الإرهاب والتعصب".

وفي أمستردام، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته: "نقول للشعب الفرنسي لستم وحدكم في الحرب على التطرف. هولندا تقف بجانبكم".

وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية تعزية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جاء فيها "أكثر ما يغضب هو الجريمة السخيفة والقاسية التي ارتكبت داخل أسوار الكنيسة. ونحن مقتنعون مرة أخرى بأن مفهوم الأخلاق البشرية غريب تماماً على الإرهابيين. ومن الواضح أن مكافحة الإرهاب الدولي تتطلب توحيداً حقيقياً لجهود المجتمع الدولي بأسره".

المفوضية والبرلمان

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية هجوم الكنيسة بأنه "بغيض ووحشي"، وقالت إن أوروبا كلها تقف جنباً إلى جنب مع فرنسا وستظل متحدة وحازمة ‭‭"‬‬في مواجهة الهمجية والتطرف".

ودعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الأوروبيين امس، إلى "الاتحاد ضد العنف وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية".

وقال: "أشعر بصدمة وحزن عميقين لأخبار هجوم نيس المروع. نشعر بهذا الألم كلنا في أوروبا.من واجبنا أن نتحد ضد العنف وضد أولئك الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية".

الفاتيكان والأزهر

وفي روما، قال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني في بيان "هجوم اليوم زرع الموت في مكان المحبة والسلوان، بيت الرب". وأضاف "إنها لحظة ألم في وقت تشوش. لا يمكن قبول الإرهاب والعنف على الإطلاق".

ودانت تركيا "بشدة" امس "الهجوم الوحشي"، واضعة جانباً التوتر الكبير بينها وبين باريس للتعبير عن "تضامنها".

واعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان "ندين بشدة الهجوم الذي نفذ اليوم داخل كنيسة نوتردام في نيس ونقدم تعازينا لاقارب الضحايا".

واضافت "من الواضح ان الذين ارتكبوا مثل هذا الهجوم الوحشي في مكان مقدس للعبادة لا يمكن ان تكون لديهم اي قيم دينية او انسانية او اخلاقية" مؤكدة "تضامنها مع الشعب الفرنسي في مواجهة الارهاب والعنف".

وأدان الأزهر الشريف وإمامه أحمد الطيب، امس، بشدة "هجوم نيس". وأكد في بيان أنه "لا يوجد بأي حال من الأحوال مبررا لتلك الأعمال الإرهابية البغيضة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وكافة الأديان السماوية".

نيس شاهدة على مجزرة 2016

شهدت مدينة نيس الفرنسية في يوليو 2016 عملية دهس أسفرت عن مقتل 84 شخصاً، وإصابة أكثر من 100 آخرين، فقد دهست شاحنة جمعا من الناس احتشدوا لمشاهدة الألعاب النارية لمناسبة احتفالات العيد الوطني، على مسافة كيلومترين، وعثرت أجهزة الأمن على أسلحة وذخائر داخل الشاحنة التي كان يقودها التونسي محمد لحويج بوهلال من مدينة مساكن التابعة لولاية سوسة الساحلية، وهو أب لـ3 أطفال، وكان يعمل سائق شاحنة.

ولاحقا، قتلته الشرطة بإطلاق عدة رصاصات عليه.

«المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية» يلغي احتفالات المولد النبوي
back to top