الذهب يرتفع وسط ضبابية قبيل الانتخابات الأميركية

• البنوك المركزية تسجل مبيعات صافية للمرة الأولى منذ 2010
• النمو القوي في الطلب خلال الربع الثالث يساهم في تعويض جزئي للضعف

نشر في 30-10-2020
آخر تحديث 30-10-2020 | 00:00
No Image Caption
ارتفع الذهب أمس بعد تراجع حاد في الجلسة السابقة، إذ غذى توقف موجة صعود الدولار عمليات شراء في المعدن بحثاً عن الملاذ الآمن، في ظل تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وقبيل الانتخابات الأميركية.

وكان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.1 في المئة إلى 1879.71 دولارا للأوقية (الأونصة)، في حين عمد بعض المستثمرين إلى استغلال تراجع الأربعاء إلى أدنى سعر في شهر لشراء المعدن. وتقدمت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1 في المئة إلى 1880.10 دولارا.

وقالت فاندانا بهارتي، نائبة الرئيس المساعد لأبحاث السلع الأولية لدى "سي.إم.سي كومتريد"، إن الانتخابات الأميركية وتوقع أن يتوقف مؤشر الدولار عن الصعود يرفعان الذهب.

وأضافت أنه "في اقتصادات عملاقة مثل فرنسا وألمانيا، تزداد حالات كوفيد-19 ليتجهوا إلى فرض الإغلاقات من جديد، لذا في هذا الوضع، يحدث بعض الشراء في الذهب بحثا عن ملاذ آمن".

ونزلت الفضة 0.6 في المئة إلى 23.28 دولارا للأوقية، في حين ارتفع البلاتين 0.3 في المئة مسجلا 870.02 دولارا. وصعد البلاديوم 0.5 في المئة إلى 2247.76 دولارا للأوقية.

وأصبحت البنوك المركزية بائعًا صافيًا للذهب للمرة الأولى في عقد زمني، إذ استفادت بعض الدول المنتجة من ارتفاع الأسعار قرب مستويات قياسية لتقليل التأثير الاقتصادي للوباء العالمي، وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي.

وأوضح التقرير الصادر الخميس، وصول إجمالي صافي مبيعات البنوك المركزية إلى 12.1 طنا من المعدن الأصفر خلال الربع الثالث، مقارنة بمشتريات بلغت 141.9 طنا في نفس الفترة من العام الماضي.

وكانت عمليات البيع مدفوعة من أوزبكستان وتركيا، إذ باع البنك المركزي لكل منهما 22.3 طنا، و34.9 طنا على الترتيب خلال الربع الثالث، كما سجل "المركزي" الروسي أول مبيعات فصلية للمعدن النفيس في 13 عامًا.

كما أعلن التقرير انخفاض الطلب العالمي على الذهب بنسبة 19 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 892 طنًا في الربع الثالث من هذا العام، حيث استمر المستهلكون في الشعور بتأثير جائحة كورونا. وكان هذا الطلب أقل إجمالي ربع سنوي منذ الربع الثالث من 2009، كما سجل الطلب منذ بداية العام حتى تاريخه 2.972.1 طنًا، وهو ما يعد أقل بنسبة 10 في المئة مقارنةً بالفترة نفسها من 2019، وفقاً لأحدث تقرير أصدره مجلس الذهب العالمي عن اتجاهات الطلب على الذهب.

نمو كبير

وفي حين انخفض إجمالي الطلب على الذهب، شهد الربع الثالث من العام نمواً كبيراً في الطلب على الاستثمار الذي ارتفع بنسبة 21 في المئة على أساس سنوي، حيث اشترى المستثمرون على مستوى العالم 222.1 طناً من السبائك والعملات الذهبية، و272.5 طناً إضافية من خلال صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، ومنذ بداية العام حتى تاريخه، زادت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب من حيازتها بمعدل قياسي بلغ 1.003.3 أطنان.

ومع ذلك، فإن مجموعة العوامل المتمثلة في قيود التباعد الاجتماعي المستمرة في العديد من الأسواق والتباطؤ الاقتصادي، وارتفاع سعر الذهب بمعدل قياسي في العديد من العملات فاقت كثيراً قدرة احتمال العديد من مشتري المجوهرات. وقد هبط الطلب بنسبة 29 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 333 طنًا هذا الربع، وبذلك انخفض عن الطلب الضعيف نسبيًا الذي تم تسجيله في الربع الثالث من 2019.

كما أدت التدفقات ربع السنوية البالغة 272.5 طناً إلى رفع الحيازات العالمية من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب إلى رقم قياسي جديد بلغ 3.880 طناً، في حين أن الوتيرة تباطأت قليلاً منذ النصف الأول من العام، فإن التدفقات المستمرة خلال الربع الثالث من العام تظهر الحافز المستمر لمستثمري صناديق الاستثمار المتداولة للإضافة إلى حيازاتهم.

وارتفع سعر الذهب بالدولار الأميركي إلى مستوى قياسي بلغ 2,067.15 دولار للأوقية في أوائل أغسطس. تبع ذلك تراجع مع إغلاق السعر لهذا الربع عند 1.900 دولار للأوقية. كما شهدنا ارتفاعاً قياسياً في الأسعار بعملات أخرى مختلفة، من بينها الروبية واليوان واليورو والجنيه الإسترليني.

وقفز الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية إلى 222.1 طناً في الربع الثالث من العام، بزيادة بلغت 49 في المئة على أساس سنوي. وشهدت معظم الأسواق الرئيسية لاستثمارات التجزئة نمواً قوياً. وقد شهدنا أكبر الزيادات في الحجم في الأسواق الغربية، مثل الصين وتركيا، على عكس استمرار المبيعات الكبيرة في تايلند.

تأثير الجائحة

وأثرت الجائحة بشكل أكبر على قطاع المجوهرات، وتفاقم الضعف الناجم عن تفشي الفيروس بسبب أسعار الذهب المرتفعة، حيث انخفض الطلب في الربع الثالث من العام بنسبة 29 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 333 طناً. في حين شكلت الصين والهند أكبر انخفاض في الحجم، والذي بلغ ضعف الانخفاض المسجل عالمياً.

وقالت لويز ستريت، من مجموعة استخبارات السوق في مجلس الذهب العالمي: "مازلنا نشعر بتأثير الجائحة على سوق الذهب في جميع أنحاء العالم. إن مجموعة العوامل المتمثلة في قيود التباعد الاجتماعي المستمرة في العديد من الأسواق والتأثير الاقتصادي لقيود حظر التجوّل والارتفاع غير المسبوق في سعر الذهب في العديد من العملات فاقت كثيراً قدرة احتمال العديد من مشتري المجوهرات. ونعتقد أن هذا الاتجاه سيستمر على الأرجح في المستقبل القريب".

وأضافت ستريت: "مع ذلك، وبالنظر إلى مشهد المستثمرين، شهدنا المزيد من التدفقات الكبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب في الربع الثالث من العام، مما رفع الإجمالي العالمي إلى مستوى قياسي. وكان من المشجع أيضاً رؤية تألق دور الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الأفراد خلال هذا الربع من العام، حيث يواصل هؤلاء الأفراد السعي لتحقيق الاستقرار في الأسواق المتقلبة".

وفيما يلي النتائج الرئيسية الواردة في أحدث تقرير لاتجاهات الطلب على الذهب للربع الثالث من عام 2020:

- انخفض إجمالي الطلب في الربع الثالث من العام بنسبة 19 في المئة على أساس سنوي، حيث بلغ 892 طناً.

- أضاف المستثمرون في تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب على مستوى العالم 272.5 طناً إلى حيازاتهم، مما رفع الحيازات العالمية إلى رقم قياسي جديد بلغ 3.880 طناً.

- ارتفع الطلب على السبائك والعملات الذهبية بشكل كبير بنسبة 49 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 222.1 طناً.

- تحسّن الطلب العالمي على المجوهرات من أدنى مستوى قياسي في الربع الثاني من العام، ولكنه انخفض بنسبة 29 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 333 طناً.

- كانت البنوك المركزية بائعًا صافيًا، حيث بلغت مبيعاتها 12 طناً، وهو الربع الأول الذي يتحقق فيه صافي مبيعات منذ عام 2010.

- انخفض الطلب في قطاع التكنولوجيا بنسبة 6 في المئة على أساس سنوي، حيث بلغ 76.7 طناً.

- انخفض إجمالي المعروض بنسبة 3 في المئة على أساس سنوي.

back to top