هل نستطيع إيقاف الفساد؟

نشر في 23-10-2020
آخر تحديث 23-10-2020 | 00:05
 خالد الردعان الجميع يعلم أن الفساد بأنواعه مستشرٍ في مجتمعنا، ومن يقول إننا نبالغ في ذلك فهو، مع تقديري له، موافق عليه وراض عما نعانيه، خصوصا عندما نسمع عن اتهامات (قبيضة) من بعض أعضاء مجلس الأمة المنوط بهم القيام بالدور التشريعي، فهنا نأخذ نفساً عميقاً كيف يتهم المشرع في ذلك؟ أو عندما نسمع عن تحويلات؟ أو عندما نرى شوارع تغرق؟ أو عندما نشاهد عمالة سائبة وإقامات بالملايين وعمالة هامشية؟ أو عندما نجد آسيويا متهما بمنح رشا لأكبر الشخصيات وأسمنها؟

هنا الإنسان يشعر بالجزع والإحباط، مما قد يؤثر على حسه الوطني وانتمائه، لكن المؤلم أن من ساعد في هذه الأفعال مواطنون يحملون ألقابا قبل أسمائهم أو صفات وظيفية أو تجارية، وهم في الحقيقة يملكون أضعاف ما يسرقون، فهل نستطيع إيقاف هذا الفساد؟

بكل بساطة نعم نستطيع القضاء عليه، وذلك إن وجدنا الرجل المناسب في المكان المناسب، وأصلحنا ما أفسده الدهر، وتم تفعيل جميع الجهات الرقابية ووضع الرجال الأمناء على رأسها، وتمت محاسبة الكبير قبل الصغير، ونشر جميع المعلومات بشفافية مطلقة، ومنح الجميع حق الحصول على المعلومات، فالفاسد لا يعمل في الهواء الطلق وأمام الآخرين، إنما يعمل وهو يخفي رأسه ولا تكشفه سوى الرائحة الفاسدة بعد أن تزكم الأنوف.

التحول الرقمي في إنجاز المعاملات أحد الحلول الحديثة لكشف الفساد وتنظيم العمل وضمان الالتزام بالخطوات الإجرائية في إنجاز المعاملات، والتخلص من الروتين القاتل والاصطفاف في طوابير المسؤولين، وجائحة كورونا ساعدتنا كثيرا في التحول الرقمي، وأصبحت نعمة من هذا الجانب، وأزالت الساتر الواقع بيننا وبين الثورة التكنولوجية.

وبعض الجهات الحكومية عادت لعادتها القديمة، بعد تقليل القيود الاحترازية، فأهملت البرامج الحديثة وهجرتها، وإننا نحذر من أنه إن لم يكن هناك توجه جاد للالتزام بالتحول الرقمي فسنتراجع أكثر مما نحن فيه.

back to top