بالعربي المشرمح: الإصلاح منظومة لا شخوص!

نشر في 23-10-2020
آخر تحديث 23-10-2020 | 00:06
 محمد الرويحل نعلم أن الغريق يتعلق بقشة، ولكن هل القشة أنقذت غريقاً يوماً ما، وهنا لست ألوم الناس لتعلقهم بأمل التغيير والإصلاح ولكن أردت أن أوضح أن الإصلاح منظومة متكاملة وليست مرتبطة بشخص بعينه، كما أن الفساد أيضاً منظومة متكاملة غير مرتبطة بشخص.

كلنا نتذكر حين اعتلى الشيخ ناصر صباح الأحمد منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع فتعلق معظمنا فرحاً ببداية التغيير والإصلاح واعتبرناه المنقذ لما نعانية من فساد الوضع، وأنه سيبدأ بمرحلة جديدة ستكون جدية لمحاربة الفساد ومؤسساته، خصوصا حين أحال الشيخ ناصر بعض ملفات الفساد للقضاء، إلا أن ذلك لم يكتمل.

أود أن أذكر هنا أن مؤسسة الفساد ليست كما يعتقد البعض أنه يمكن القضاء عليها لمجرد أسماء تعتلي مناصب قيادية وإن كان لديها الرغبة بالإصلاح أو عرف عنها ذلك فالأفراد مهما كانت أسماؤهم ومناصبهم لا يمكن لهم أن يسيطروا على منظمة متكاملة متمكنة ومسيطرة على مفاصل الدولة ما لم يعد العدة والخطة قبل الإعلان عن الحرب عليها.

فمؤسسة الفساد ليست فرداً أو مجموعة أفراد يمكن محاسبتهم وزجهم في السجن فينتهي الأمر، كما لا يمكن أيضاً إعلان الحرب عليها، وهي في ذروة قوتها ونفوذها دون عدة وعتاد يفوق عدتها وعتادها، وأي مطلع وعاقل يدرك قوة ونفوذ هذه المؤسسة التي لا يمكن محاربتها والقضاء عليها لمجرد فرد اعتلى منصبا قياديا أن يفعل ذلك بمفرده، وهذا ما حصل مع الشيخ ناصر الذي عمل منفرداً دون أن يشكل منظومة جاهزه ومكتملة للمعركة التي خاضها.

باعتقادي أن المرحلة القادمة هي مرحلة إعداد العدة لمواجهة مؤسسة الفساد وأن التغيير قادم لا محالة، لكنه ليس بهذه السرعة ولا بهذه السهولة التي يعتقدها البعض، ولن تكون المواجهة حاسمة وسريعة النتائج، فمؤسسة الفساد تعلم ذلك تماماً ومستعدة له وجميعنا شاهد أدواتها وما تروج له هذه الأيام استباقاً لما هو قادم، الأمر الذي معه يجب إدراك ألاعيبها وتجنب الوقوع في فخاخها حتى لا نكون سلاحا لها يمكنها من الانتصار في حربها القادمة.

وعلينا أن ندرك أيضاً المتغيرات الإقليمية والدولية والتي حتماً سيكون لها التأثير المباشر على أوضاعنا الداخلية.

يعني بالعربي المشرمح:

ليست بهذه السهولة يتم القضاء على مؤسسة الفساد وأدواتها خصوصا وهي تملك المال والنفوذ والإعلام ومسيطرة على معظم مفاصل الدولة، وحتى تنتصر القوى الوطنية الإصلاحية مهما بلغت من مناصب وأسماء لها ثقلها وسمعتها، فيجب أن تتضافر كل الجهود وتعد العدة لتلك المواجهة لحسم نتائجها لمصلحة الوطن والمواطن، الأمر الذي يجب ألا نيأس منه في الفترة القادمة، والتي أجزم بأنها مرحلة حاسمة وحرجة وخطيرة بحاجة للصبر والتأني والتعاون الجاد لما فيه خير البلاد والعباد.

back to top