سعد الحريري يعود: حكومة «اختصاصيين»... ووقف الانهيار

• حاز 65 صوتاً مقابل امتناع 53 نائباً
• رئيس مجلس النواب نبيه بري متفائل: هناك تقارب بين «المستقبل» و«الحر»

نشر في 23-10-2020
آخر تحديث 23-10-2020 | 00:05
الحريري مغادراً القصر الجمهوري بعد تكليفه أمس (رويترز)
الحريري مغادراً القصر الجمهوري بعد تكليفه أمس (رويترز)
تعهد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، أمس، بأن يشكل «سريعاً» حكومة من الاختصاصيين. وبعد تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة التي حاز بموجبها 65 صوتاً ليس ضمنها أصوات الغالبية المسيحية ولا «حزب الله»، قال الحريري الذي استقال قبل نحو عام إن الحكومة الجديدة ستطبق إصلاحات توقف الانهيار الاقتصادي في البلاد.
بعد عام على استقالته من رئاسة الحكومة، كلف رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أمس، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد حصوله على غالبية أصوات النواب في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها، ونال 65 صوتا من أصوات النواب، مقابل امتناع 53 عن التصويت للحريري، بينما غاب نائبان عن الاستشارات.

ويبدأ الحريري، اليوم، مهمة "نزع الألغام" بالاستشارات النيابية مع كل الكتل لاستمزاج آرائهم، بهدف الوصول إلى تشكيلة حكومية في أسرع وقت ممكن، لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية، وتتجه الأنظار إلى لقاء الحريري برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بعد "الحرد" المتبادل بين الرجلين في وقت كان لافتا، أمس، كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن "جو تفاؤلي بين الرئيسين عون والحريري".

وأشار بري إلى أنه "سيكون هناك تقارب بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر". وحصل الحريري على التكليف في ظل رفض الحزبين المسيحيين الرئيسيين (التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) و "حزب الله" تسميته، ما سيفتح مسار "التأليف" على بازار سياسي من شأنه أن يهدد مهمة الرئيس المكلف.

الحريري

وأعلن الحريري، في خطاب ألقاه من قصر بعبدا، بعد تكليفه رسميا تشكيل الحكومة، أنه سينكب على تشكيل الحكومة بسرعة، "لأن الوقت داهم وهذه هي الفرصة الأخيرة"، كاشفا أنه سيشكل حكومة "اختصاصيين من غير الحزبيين مهمتها تطبيق الإصلاحات الواردة في إطار المبادرة الفرنسية"، وأضاف انه "عازم على الالتزام بوعد مقطوع للبنانيين بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد مجتمعنا واقتصادنا وأمننا وعلى إعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت".

«الوفاء للمقاومة»

وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بعد لقائه الرئيس عون، أمس، "لم نسمِّ أحدا لرئاسة الحكومة علنا نسهم بذلك في إبقاء مناخ إيجابي يوسع سبل التفاهم المطلوب"، مضيفا: "لن نتعب ولن نمل ولن نيأس، ونرى أن التفاهم الوطني هو الممر الإلزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه، ونجاح العملية السياسية وتحقق مصالح اللبنانيين عموما يتوقفان على هذا التفاهم".

الدولار «الأسود» ينخفض

عقب تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة، سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء انخفاضاً ملحوظاً، حيث لامس 7000 ليرة لبنانية للدولار الواحد. وكان سعر الصرف بلغ 7400 ليرة لبنانية للدولار الواحد في تداولات السوق السوداء، بالتزامن مع إجراء الاستشارات النيابية صباح امس قبل تكليف الحريري تشكيل الحكومة.

باسيل

وقال رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، بعد لقائه رئيس الجمهورية، أمس، إن "موقف التيار بعدم تسمية أحد معروف منذ فترة لأن موقفنا مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وبرنامجها"، متابعا: "لم نتحدث أبدا عن الميثاقية بالتكليف، ومن قام بهذا الموضوع هو الحريري بذاته سابقا، عندما رفض أن يُكلف من دون دعم الكتل المسيحية الوازنة"، وختم: "بعد تكليف الحريري بتنا أمام حكومة تكنو سياسية وهنا يجب مراعاة الميثاقية".

وكان لافتا أمس تسمية كتلة نواب الحزب السوري القومي للحريري، بعد تلقي رئيس الكتلة النائب أسعد حردان اتصالا هاتفيا من زعيم "المستقبل" مساء أمس الأول.

وقال حردان، بعد لقائه الرئيس عون أمس، "الإصلاحات ضرورية، لكن الأمن الاجتماعي ضرورة أكثر، لذلك سمينا الحريري لتحمُّل المسؤولية"، وختم: "قمنا بكل الاتصالات ونحمّل المسؤولين الذين أوصلوا البلد إلى ما نحن عليه المسؤولية، ونحن لم ننقلب وأي كلام آخر لا يهمنا".

«القوات اللبنانية»

وأكد عضو الجمهورية القوية النائب جورج عدوان باسم تكتل "الجمهورية القوية"، عقب لقائه الرئيس عون أمس، أن "القوات لن يسمي أحدا، ويمكن للبعض أن يسأل لماذا لم نسم، وهناك شخص يُكلف، لكننا نأخذ بعين الاعتبار أن لديه أكثرية في المكون الذي يمثله".

وسأل عدوان: "احتراما للميثاقية نحن لم نسم أحدا إنما اليوم اللبنانيون يسألون إلى أين نحن ذاهبون بعد تكليف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري"، أما بالنسبة للنائب جان طالوزيان، الذي اختار تسمية الحريري مستقلا، فقال عدوان: "نحن كتلة تناقش وتأخذ قرارها. وهذا ما حصل، وأخذت قرارها بعدم التسمية. وفي حال أراد طالوزيان تسمية الحريري يكون قد اتخذ قرار الخروج من الكتلة".

كوبيش

إلى ذلك، غرد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، في حسابه على "تويتر"، امس، "القوى السياسية التقليدية أخذت مرة أخرى على عاتقها التحرك قدما بغض النظر عن إخفاقاتها العديدة في الماضي والشكوك العميقة بشأن المستقبل، الأمر الآن يعود لهذه القوى لمساعدة رئيس الوزراء المكلف على تشكيل حكومة ذات صلاحيات وفعالة لبدء تنفيذ الإصلاحات المعروفة"، وختم: "لا تنتظروا المعجزات من الخارج من قبيل الانتخابات في بلاد أخرى أو المانحين الدوليين، الإنقاذ يجب أن يبدأ في لبنان وبواسطة لبنان".

back to top