خطة عسكرية لربط أذربيجان بتركيا براً

باشينيان يستبعد الحل السلمي ويدعو مواطنيه إلى التطوع للقتال

نشر في 22-10-2020
آخر تحديث 22-10-2020 | 00:05
صورة كبيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يتصافحان على شاشة ضخمة في منطقة كيسيوران في أنقرة
صورة كبيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يتصافحان على شاشة ضخمة في منطقة كيسيوران في أنقرة
تواصلت المعارك بإقليم ناغورني كاراباخ، في سباق بين «محطتين دبلوماسيتين» مهمتين، الاولى في موسكو، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس نظيريه الأذربيجاني والأرمني، والثانية في واشنطن التي سيجري وزيرا البلدين المتنازعين محادثات فيها مع مايك بومبيو على وقع الانتخابات الأميركية الرئاسية.

وبينما لاتزال المكاسب الميدانية التي تقول أذربيجان أنها حققتها غير كافية لنسف الوضع القائم منذ تسعينيات القرن الماضي، وإعادة فرض أمر واقع جديد يكرس سياسيا عبر المفاوضات، برز معطى عسكري جديد قد يؤسس الى تغيير استراتيجي في منطقة جنوب القوقاز.

فقد ألمحت صحيفة «يني شفق» التركية المقربة من حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الحاكم في أنقرة، الى مخطّط عسكري أذربيجاني- تركي من أجل السيطرة على جميع المناطق الأرمنية الواقعة جنوب كاراباخ، والواصلة بين أذربيجان ومقاطعة نخجوان ذات الحكم الذاتي والتابعة لأذربيجان، والتي تتّصل بتركيا براً بحدود طولها ثمانية كيلومترات.

وهذا يعني، أن أذربيجان بعدما كانت مضطرّة للوصول إلى نخجوان، المرور عبر الأراضي الإيرانية، ستكون، في حال نجاح الخطة، قد وصلت للمرّة الأولى نخجوان وأذربيجان براً. لكن هذا يعني ثانياً أن أذربيجان ستحتلّ جزءاً من أراضي أرمينيا. ويعني ثالثاً أنه أصبح هناك للمرّة الأولى خط بري مباشر من تركيا عبر نخجوان وأرض أرمنية محتلة، وصولاً إلى أذربيجان، ما يعني أن الإمدادات التركية إلى أذربيجان لن تكون مضطرة للوصول جواً، بل مباشرة عبر البر، وتلك الخطوة، لها أبعاد استراتيجية.

تلميحات «يني شفق» عززها إبراهيم قراغول، رئيس تحريرها بمقال اعتبر فيه أن «الدول القوية هي التي تغير الخريطة فلو جاؤونا بخرائطهم فإننا سنتحرك بخرائطنا الخاصة، وهو ما نفعله بالفعل»، متحدثاً عن «مخطط روسي ـــ إيراني لتمزيق العالم التركي الى قسمين».

ويبدو أن هذه الخطة هي الموازن الاستراتيجي لخطة ارمينيا العسكرية القائمة على الضغط على ممر غنجه، وهو ممر ضيق شرق اذربيجان يربط البلاد بجورجيا وصولا الى تركيا. ويعتبر هذا الممر الخاصرة الرخوة لأذربيجان وتمر فيه انابيب النفط، وسكك الحديد، والطرق البرية.

لكن يبدو أن موسكو وواشنطن ستكونان أمام عراقيل كبيرة لنزاع يبدو أنه سيدوم طويلاً. فقد اعتبر رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، أنه لا يوجد «حلّ دبلوماسي» في النزاع مع أذربيجان، داعياً مواطنيه إلى التطوع للقتال في الجبهة.

وقال باشينيان في فيديو نشره على «فيسبوك» أمس: «علينا الإقرار بأن لا حل دبلوماسيا لقضية كاراباخ، الآن ولفترة طويلة قادمة، فكل ما هو مقبول دبلوماسيا للجانب الأرمني لم يعد مقبولا لأذربيجان». وحضّ الأرمن على التوجه للقتال حتى «النصر أو الهزيمة».وصرح نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، أن بلاده ترحب برغبة رئيسي أرمينيا وأذربيجان، نيكول باشينيان وإلهام علييف، في الاجتماع في موسكو والسعي لتحقيق السلام.

وأعرب كل من باشينيان وعلييف، الاثنين الماضي، عن استعدادهما لإجراء مفاوضات في موسكو، بهدف وقف الأعمال العسكرية بين الطرفين.

وسبق لقاءات لافروف اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقشا خلاله الوضع في كاراباخ.

وقال قصر الإليزيه إن الزعيمين اتفقا على أنه يجب على البلدين الواقعين في جنوب القوقاز استئناف «مفاوضات جوهرية».

بدوره، بحث أمس، رئيس أرمينيا آرمين ساركيسيان في بروكسل الصراع في كاراباخ مع حلف شمال الأطلسي ومسؤولين بالاتحاد الأوروبي.

والتقى ساركيسيان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وذكر مكتب ساركيسيان، أن «أرمينيا تنتظر من قادة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي فعل كل ما هو ممكن لوقف القتال وإحياء اتفاق لوقف النار».

back to top