العالم يأمل بتمديد معاهدة تجميد «الرؤوس النووية» بين روسيا والولايات المتحدة

نشر في 20-10-2020 | 20:14
آخر تحديث 20-10-2020 | 20:14
أمل بتمديد معاهدة نيو ستارت الروسية الأميركية بعد تبدّل موقف موسكو
أمل بتمديد معاهدة نيو ستارت الروسية الأميركية بعد تبدّل موقف موسكو
سجل الثلاثاء تقارب أميركي روسي بازاء مستقبل معاهدة «نيو ستارت» لنزع السلاح النووي التي تنتهي في مطلع عام 2021، مع عرض روسيا تجميد «مشترك» لعدد رؤوسهما النووية، في ما يبدو تلاقياً مع الموقف الأميركي.

واقترحت وزارة الخارجية الروسية في بيان «تمديد المعاهدة لعام» مبديةً استعدادها «بشكل مشترك مع الولايات المتحدة إلى تجميد عدد الرؤوس النووية التي يملكها الطرفان خلال هذه المدة».

وأضافت الخارجية الروسية أن هذا التجميد يجب ألا يصحبه «أي طلب إضافي آخر من الولايات المتحدة» وأن يتيح «كسب الوقت» من أجل مواصلة المشاورات الثنائية حول مستقبل الحد من الأسلحة النووية.

ويمدد اتفاق من هذا القبيل مفاعيل المعاهدة إلى فبراير 2022، في وقت لم تتوصل المفاوضات حتى الآن إلى نتيجة بينما قد تبدّل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من نوفمبر المعطيات، بناءً على من سيفوز فيها الرئيس دونالد ترامب أو المرشح الديموقراطي جو بايدن.

وكان المفاوض الأميركي مارشال بيلينغسلي اقترح الأسبوع الماضي صيغة لتمديد معاهدة نيو ستارت لمدة عام مع «تجميد» الترسانات النووية، وتحدّث عن «اتفاق مبدئي» لكن موسكو رفضت الأمر في البدء باعتبار أن الشروط «غير مقبولة».

وفي وقت وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود منذ أشهر، رحّبت واشنطن الثلاثاء بالتحول في الموقف الروسي وأبدت استعدادها للقاء «فوري لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان «نقدّر نية روسيا الاتحادية تحقيق تقدم في مسألة الحدّ من التسلح».

أبقت معاهدة «نيو ستارت» التي أبرمت في عام 2010 ترسانتي البلدين عند مستوى يقل كثيراً عما كانت عليه الحال خلال الحرب الباردة، فحدت من عدد منصات الإطلاق النووية الاستراتيجية المنصوبة عند 700 وعدد الرؤوس النووية عند 1550.

ويثير انتهاء مفعول الاتفاقية الثنائية الرئيسية الأخيرة التي تحدد جزئياً ترسانتي الخصمين الجيوسياسيين وتم التفاوض عليها في عهد الرئيسين السابقين باراك أوباما وديمتري مدفيديف، مخاوف من العودة إلى سباق التسلح، وقد يتسبب ذلك أيضاً بتدهور العلاقات بين البلدين العملاقين في مجال حساس للغاية.

ولا تزال روسيا والولايات المتحدة تملكان سوياً أكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم، وفق آخر تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري).

ومنذ أشهر، تجري واشنطن وموسكو مفاوضات شاقة للتوصل إلى أرضية مشتركة، والتقى بيلينغسلي والمفاوض الروسي سيرغي ريابكوف الأسبوع الماضي في هلسنكي، وقال بيلينغسلي بعد اللقاء إن روسيا تبدو مستعدة لتسوية.

وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة تمديد الاتفاقية الحالية لمدة عام على الأقل ولكن «بدون قيد أو شرط»، إلا أن واشنطن رفضت.

وتصر الولايات المتحدة منذ بدء المفاوضات على انضمام الصين إلى المحادثات، مشيرةً إلى أنه يتمّ تطوير الترسانة الصينية بسرعة كبيرة. إلا أن بكين تعتبر أن ترسانتها لا تزال أصغر بكثير من ترسانتي موسكو وواشنطن كما أنها ترفض المشاركة في مفاوضات ثلاثية.

وتملك واشنطن في 2020 حوالى 5800 رأس نووي فيما تملك موسكو 6375 رأساً مقابل 320 لدى بكين و290 لدى باريس و215 لدى لندن، بحسب معهد «سيبري» السويدي.

وهذا آخر اتفاق نووي لا يزال نافذاً بعد أن انسحب ترامب من ثلاثة اتفاقات: الاتفاق حول النووي الإيراني ومعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى ومعاهدة «الأجواء المفتوحة» الرامية إلى التحقق من التحركات العسكرية وإجراءات الحدّ من تسلّح الدول الموقعة عليها.

back to top