«نزاع كاراباخ» يزعزع أمن الطاقة

إدارة ترامب على الخط... وأنقرة تدعو باكو إلى مواصلة القتال

نشر في 21-10-2020
آخر تحديث 21-10-2020 | 00:04
جنود من أصل أرمني يتحدثون في مواقعهم على خط المواجهة خلال نزاع عسكري ضد القوات المسلحة الأذربيجانية
جنود من أصل أرمني يتحدثون في مواقعهم على خط المواجهة خلال نزاع عسكري ضد القوات المسلحة الأذربيجانية
غداة اتهام رئيس الحكومة الأرمني نيكول باشينيان تركيا بالسعي إلى السيطرة على خطوط إمداد الغاز إلى أوروبا، اتهم يونس فرنجي، الباحث في مكتب الطاقة بمركز «سيتا» التركي للأبحاث والدراسات، في تقرير نشرته صحيفة «يني شفق» الموالية للحكومة التركية، أرمينيا بزعزعة أمن الطاقة في كل من أذربيجان وتركيا.

وأشار فرنجي إلى أن أذربيجان، البلد المصدر للنفط والغاز من منطقة بحر قزوين إلى الأسواق الدولية، تساهم بقدر كبير من أمن الطاقة في تركيا، مضيفاً أن «مشاريع الطاقة الدولية، التي لها دور حاسم في تعافي أذربيجان من نفوذ إيران وروسيا في المنطقة، هي في الواقع حيوية جداً بالنسبة لباكو على الصعيدين الاقتصادي والسياسي».

ويلفت التقرير إلى أن باكو، التي تمتلك نحو 1.7 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و7 مليارات برميل من احتياطيات النفط، تمكنت من تصدير أكثر من 30 مليون طن من النفط وحوالي 11 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً ركزت على الوصول إلى أسواق الدول الأوروبية المتعطشة للطاقة.

بالنظر إلى التعاون في مجال الطاقة بين تركيا وأذربيجان عبر خط أنابيب نقل النفط باكو – تبليسي – جيهان، وخط أنابيب الغاز الطبيعي باكو - تبليسي – أرضروم، يظهر للمراقبين الأهمية الكبيرة التي تكتسبها مشاريع نقل الطاقة من أذربيجان إلى الأسواق العالمية عبر تركيا.

ذلك دفع البلدين أخيراً إلى بناء مشروع جديد عرف باسم خط أنابيب الغاز العابر للأناضول «تاناب».

في الوقت نفسه، تؤدي أذربيجان دوراً رئيسياً في نقل النفط الكازاخستاني إلى ميناء جيهان الإيراني عبر خطوط الأنابيب هذه، وكذلك دوراً مهماً في نقل موارد الطاقة في آسيا الوسطى إلى الأسواق الدولية.

ووفقاً لاتفاقية أبرمتها أذربيجان وكازاخستان، فمن المخطط تصدير ما يصل إلى 21 مليون طن من النفط الكازاخستاني بعد بناء مرافق البنية التحتية اللازمة لذلك، بهدف نقل 3 ملايين طن من النفط الكازاخستاني سنوياً عبر أذربيجان رغم معارضة روسيا وإيران.

ومن خلال خط أنابيب الغاز الطبيعي باكو - تبليسي – أرضروم، بدأت تركيا تقليل اعتمادها على روسيا وإيران، وقد ساهم هذا المشروع في زيادة أمن الطاقة في تركيا.

وساهم النفط والغاز الأذربيجاني في تقليل فاتورة الطاقة التركية من الغاز الإيراني والروسي إلى حد ما، كما تمكنت تركيا من زيادة حجم الاستهلاك من هذه الموارد الحيوية، اعتباراً من 2020، مع بدء عمل خط أنابيب الغاز العابر للأناضول «تاناب».

هكذا، سيكون بمقدور تركيا التي وصلت نسبة اعتمادها على الغاز الأذربيجاني إلى 35 في المئة، إنهاء العقد طويل الأجل لاستخدام الغاز الروسي بحلول نهاية 2021.

ومن المتوقع تراجع نسبة اعتماد تركيا على موارد الطاقة الروسية والإيرانية، بعد بدء «تاناب» العمل بالسعة الكاملة.

ويستحوذ خط أنابيب نقل الغاز العابر للأناضول «تاناب»، على أهمية خاصة في خريطة الطاقة العالمية، ما دفع الكثير من المراقبين إلى إطلاق عليه اسم «طريق الحرير للطاقة».

الوضع الميداني

ميدانياً، تواجه الهدنة الثانية التي أعلن عنها الأحد الماضي بعد سقوط الأولى الأسبوع الماضي، ضغوطاً قوية مع مواصلة القتال. وأفادت وزارة الدفاع الأرمنية، أمس، بأن الجيش الأذربيجاني يستخدم الطيران والمدفعية في المعارك شمال كاراباخ، بينما أكدت باكو تعرض قواتها لقصف أرمني على عدة محاور.

وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف أمس، أن قوات بلاده سيطرت على مدينة زنغيلان الواقعة على الحدود مع أرمينيا جنوب كاراباخ.

أنقرة

إلى ذلك، شدّد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب في كلمته أمام البرلمان الأذربيجاني امس، على ضرورة مواصلة القتال. وقال: «نطالبكم بمواصلة كفاحكم والاستمرار في الدفاع عن أراضيكم وتركيا ستقف إلى جانبكم في هذا الكفاح»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «مجموعة مينسك التي لم تجد حلاً لمشكلة كاراباخ منذ 30 عاماً، ماتت دماغياً».

انخراط أميركي

وغداة اجتماع لأعضاء مجلس الأمن دعا كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى الالتزام بـ «الهدنة الإنسانية» الثانية التي كان يفترض أن تدخل حيّز التنفيذ الأحد الماضي، يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب التي وقفت على الحياد إلى حد بعيد، ونأت بنفسها عن النزاع قد وجدت فرصة لممارسة القيادة على المستوى الدولي قبل أيام من الانتخابات الرئاسية.

ففي أول انخراط أميركي على هذا المستوى، يجري وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة لقاءات مع وزيري خارجية أذربيجان جيهون بيراموف وأرمينيا زوهراب مناتساكانيان. وقالت مجلة «بوليتيكو» الأميركية، إنه من غير الواضح ما إذا كان الوزيران الأرمني والأذربيجاني، سيلتقيان لكنها اعتبرت تنظيم الزيارتين في نفس الموعد يبرز تكثيف الولايات المتحدة مساعيها.

back to top