الإمارات وإسرائيل... إعفاء من التأشيرات و«صندوق إقليمي»

السودان يتطلع إلى شطب ديونه بعد رفعه من «قائمة الإرهاب» ويحتفظ بالغموض حيال «التطبيع»

نشر في 21-10-2020
آخر تحديث 21-10-2020 | 00:05
مسؤولون إماراتيون وإسرائيليون يوقعون مذكرات تفاهم بحضور وزير الخزانة الأميركي في أبوظبي أمس الأول   (وام)
مسؤولون إماراتيون وإسرائيليون يوقعون مذكرات تفاهم بحضور وزير الخزانة الأميركي في أبوظبي أمس الأول (وام)
قام وفد إماراتي رسمي بأول زيارة من نوعها لإسرائيل، بعد معاهدة السلام بين البلدين، لإبرام اتفاقات تضمنت إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، فيما أعربت الخرطوم عن شكرها للرئيس الأميركي بعد إعلانه اعتزامه رفعها من «قائمة الإرهاب»، وتطلعت إلى إعفائها من الديون.
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ توقيع "اتفاق أبراهام" للسلام بين البلدين سبتمبر الماضي برعاية الولايات المتحدة، زار وفد إماراتي رسمي، يضم وزير المالية وشقيق حاكم دبي، حمدان بن راشد آل مكتوم، ووزير الاقتصاد، عبدالله بن طوق المري، برفقة شخصيات أميركية، بينها وزير الخزانة ستيفن منوتشين، ومبعوث الشرق الأوسط آري بيركويتز، إسرائيل لتوقيع مجموعة اتفاقيات أمس.

واستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية غابي أشكينازي، ووزير المالية إسرائيل كاتس الوفد الرفيع بمطار بن غوريون.

وقال نتنياهو خلال استقباله للوفد: "ندخل اليوم محتوى حقيقياً لاتفاق السلام الذي وقعنا عليه الشهر الماضي في واشنطن"، مضيفا "اتفاق التحالف لا يبقى على الورق. ندفعه قدماً من أجل أن تنضج ثماره بأسرع وقت، وبعضها باتت مرئية".

وخاطب رئيس الوزراء رئيس الوفد وزير الدولة لشؤون المالية حميد عبيد الطاير، ووزير الخزانة الأميركي، قائلا: "اليوم نصنع التاريخ ليبقى للأجيال القادمة. سنتذكر هذا اليوم باعتباره يوماً مجيداً للسلام".

وتابع "أعتقد أن زيارة وفد من الإمارات بهذا المستوى الرفيع ستظهر لشعوبنا وللمنطقة وللعالم بأسره فائدة العلاقات الودية والسلمية والطبيعية".

وأشار نتنياهو إلى قناعته بأن حكومات أخرى في الشرق الأوسط "تدرك أن عملنا معا هو أمر جيد، فاليهود والعرب من ذرية أب قديم، سيدنا إبراهيم".

وأعلن أن إسرائيل والإمارات اتفقتا على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر، لتكون الإمارات أول دولة عربية يُستثنى مواطنوها من هذا الإجراء لدخول الدولة العبرية.

من جهته، اعتبر وزير المالية الإماراتي أن "التعاون الاقتصادي بين الدولتين سيبدأ بعد توقيع الاتفاقيات اليوم. وفدنا جاهز لمواصلة الحوار في الموضوع من أجل تحقيق فوائد متبادلة لدولتينا، ونحن ملتزمون بتوفير إطار قانوني لتنقل الأفراد والبضائع وتحقيق ازدهار للاقتصادين والشعبين".

وفي مقطع فيديو نشره المبعوث الأميركي على "تويتر" أمكن سماع صوت أحد طياري شركة الاتحاد يقول "هذه لحظة تاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ونتطلع إلى السلام في المنطقة".

اتفاقات واستثمار

ووقع البلدان اتفاقيات تعاون بعدة مجالات تضمنت الإعفاء من الحصول على تأشيرة دخول إلى إسرائيل والإمارات، حماية الاستثمارات، وفي مجالي العلوم والتكنولوجيا.

وتقضي الاتفاقيات بتسيير 28 رحلة جوية أسبوعية بين أبوظبي وتل أبيب، إلى جانب رحلات بأسعار مخفضة وغير محددة بين الإمارات ومطار رامون قرب إيلات. ويتوقع أن تبدأ الرحلات الجوية خلال أسابيع.

في موازاة ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في إسرائيل صندوق استثمارات أميركي- إسرائيلي- إماراتي مشترك، باسم "صندوق أبراهام" بهدف تطبيق اتفاقيتي "التحالف" و"تطبيع العلاقات" بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين.

وحسب بيان السفارة الأميركية، فإن مقر الصندوق سيكون في مدينة القدس، وسيموّل بثلاثة مليارات دولار، يتم تأمينها من القطاع الخاص في الدول الثلاث، ويهدف إلى دفع تعاون بين دول في الشرق الأوسط وخارجه. وستكون مهمة هذا الصندوق رصد مشاريع استراتيجية للاستثمار فيها "لمصلحة المنطقة كلها وإنشاء أماكن عمل، ورفع مستوى الحياة والنمو الاقتصادي.

في السياق، قالت شركة خطوط أنابيب إسرائيلية إنها وقعت اتفاقاً مبدئياً للمساعدة في نقل النفط من الإمارات إلى أوروبا عبر خط أنابيب يربط مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر وميناء عسقلان على ساحل البحر المتوسط.

ولاحقاً، أفاد موقع "إسرائيل بالعربية"، الذي تديره وزارة الخارجية الإسرائيلية، بأن مندوب وزارة الخارجية الإماراتية طلباً رسمياً فتح سفارة إماراتية في مدينة تل أبيب.

مسار السودان

إلى ذلك، رأى رئيس الحكومة السودانية الانتقالية عبدالله حمدوك، أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، اعتزامه رفع اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب جاء نتيجة حوار ونقاش مع الإدارة الأميركية لأكثر من سنة.

وذكر حمدوك خلال خطاب للشعب السوداني عقب إعلان ترامب، أننا "استطعنا أن ننقص العقوبات هذه من 10 مليار أو تزيد، إلى بضع مئات من الملايين".

واعتبر أن الإعلان الأميركي يؤهله لكي يعفى من ديون بقيمة أكثر من 60 مليار دولار في ظل أوضاع اقتصادية متردية في البلاد.

وأضاف حمدوك: "القرار يساعد على فتح الباب أمام الاستثمارات الدولية والإقليمية والاستفادة من التكنولوجيا، إذ بقينا أكثر من عقدين محرومين من ذلك نتيجة للعقوبات".

ولاحقاً، قالت وزيرة المالية السودانية هبة محمد علي إن رفع اسم بلادها من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيسمح بإجراء التحويلات المالية من الخارج.

ولفتت إلى أن الحكومة ستعمل على "تغيير سعر الصرف للعملة السودانية".

وأكدت الوزيرة أنه لا علاقة لمسألة رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بملف التطبيع مع إسرائيل، بعد تقارير عدة تحدثت عن ضغط واشنطن على الخرطوم من أجل إبرام اتفاق سلام قبل رفع العقوبات.

من جانبه، أكد محافظ البنك المركزي محمد الفاتح زين العابدين، أن "رفع اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيساعدنا على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية بسرعة".

وأعرب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو عن تقدير بلاده للخطوة التي اتخذها ترامب، قائلا عبر "تويتر": "أشكرُ الرئيس الأميركي على عزمه إلغاء تصنيف بلادنا كدولة راعية للإرهاب، وهو وضع أضر كثيراً بعلاقاتنا الخارجية".

من ناحيته، قال وزير الخارجية السوداني، عمر قمرالدين، إن "السودان عانى كثيرا من وضعه على لائحة الإرهاب". وأضاف قمرالدين، في مؤتمر صحافي في الخرطوم، إن "الشعب السوداني ليس إرهابيا وافتدينا البلاد بثمن زهيد لم يكن من أعمالنا إنما ما ورثناه من النظام السابق"، قائلا: "كسبنا معركة استعادة كرامة السودان برفع اسمه من قائمة الإرهاب". وتابع: "سنعود إلى المحافل الدولية باحترام والعمل على إعفائنا من الديون".

back to top