خاص

عبدالعزيز الحداد: مسرح ما قبل فيروس كورونا... انتهى

أكد لـ الجريدة• أن تغيرات جذرية طرأت على الساحة الفنية ولا عودة للوراء

نشر في 21-10-2020
آخر تحديث 21-10-2020 | 00:05
واكب الفنان القدير عبدالعزيز الحداد التغيير الذي فرضته أزمة فيروس كورونا، غير مبالٍ بالتحديات التي أفرزتها الأزمة من توقّف للعروض المسرحية ودور السينما لحظر التجمعات، فقدم عدداً من أعمال «المونودراما» عبر «الأونلاين»، محققاً نجاحاً كبيراً، وفي لقائه مع «الجريدة» كشف عن رؤيته لمستقبل الدراما، مؤكداً أن مسرح ما قبل «كورونا» انتهى، ولا عودة إلى الوراء بعد التغيرات الجذرية التي طرأت جراء الأزمة... وهذه التفاصيل:
• بداية.. هل توقفت عروض «المونودراما» التي أطلقتها بالأزمة؟

- قدمت تجربتي الأولى بالمونودراما «أونلاين» على صفحتي بـ «إنستغرام»، بعنوان «مناظرة بين الليل والنهار»، ثم «فهد العسكر يتذكر»، وقد لاقى العرضان إعجاب واستحسان المتابعين، وحصد العديد من التعليقات الإيجابية، مما جعلني أحضّر لعرض «طرطوف» التي جهزت لها كثيرا، ولكني أفكر حاليا في عرضها «أونلاين»، لأن المسرح ما قبل «كورونا» قد انتهى، ولا فرصة للعودة إلى الوراء، فعلينا تطوير أنفسنا لمواكبة التغير حتى لا نفقد جمهورنا.

• وهل واجهت تحديات في عروضك الأخيرة؟

- التجربة كانت ناجحة بشكل عام، لكن التحدي أن عروضي لم تكن مدفوعة، فقدمتها مجانية لأقيس حجم الحضور، وبالفعل كان حضورا كبيرا، لكنه غير مجد بالنسبة لي، ليس على مستوى المادة فقط، لكن الجمهور الذي يدفع ثمن العرض مهما كان السعر متواضعا هو الجمهور الحقيقي المهتم، والذي يؤخذ برأيه، سواء بالإيجاب أو السلب، ولذلك فإن العروض المدفوعة ستعطي مؤشرا أكثر حقيقية عن نجاحي ومدى تقبّل الجمهور لعروضي، وأخطط حاليا لأن تكون المسرحيات الجديدة بتذكرة.

• وكيف ترى مستقبل المسرح في المستقبل بعد انتهاء أزمة كورونا؟

- أولا، لا أحد يعرف متى تنتهي أزمة كورونا، فبعض التوقعات تشير إلى استمرارها سنوات، ولذلك فقد يكون الاتجاه في المستقبل إلى عروض مسرحية كاملة «أونلاين»، حيث يتم تنفيذ العرض على خشبة المسرح بالديكور والممثلين، ويتم إذاعته «أونلاين» دون حضور جمهور، فالأفكار الجيدة موجودة، ولكن في الفترة الحالية الروح غير موجودة، حيث لا يزال المشهد ضبابيا والنهاية غير محسومة، وأعتقد أن الحل هو التعايش مع الأزمة كواقع جديد بكل مقدراته والاستفادة منها في طرح أفكار جديدة وتنقيح سبلنا القديمة، أما المسرح التقليدي فقد فقدت إيماني به.

تطور طبيعي

• مشاركتك بالدراما الرقمية نوع آخر من مواكبة التطور التي تنتهجها بأعمالك؟

- الأعمال الدرامية الرقمية التي شاركت بها أخيرا، سواء كانت «دموع فرح» وما أصوره حاليا «عالقون» هي تجارب استفزتني، وفيها منطقية درامية ونص جيد، كما أنها تطوّر طبيعي يجب مواكبته حتى لا يطوفنا الركب، على عكس عروض الدراما المطولة في 30 حلقة التي أصبحت أحد أشكال الاستعراض في المظهر، فضلا عن الشجار والسباب واللقطات غير اللائقة، فأنا إنسان يكره السوقية في اللفظ والسلوك، كما أن الدراما المطولة الآن مكررة، ولا تتضمن فن اختيار اللفظ أو جماليات الحوار وتقسيمه وطبقات الصوت، فيكتب المؤلف النص الدارج كأنه إنسان عادي وليس مبدعا، أين الحوار الباهر والتركيبات الجديدة التي تجذب المشاهد؟ أين فن تقطيع الحوار؟ كلها عناصر افتقدتها الدراما، ففقدت رونقها.

بعض الحوارات

• وما الدور الذي تجسده من خلال «عالقون»؟

- انتهيت تقريبا من تصوير مشاهدي لشخصية خيالية غير موجودة حقيقة، ولكنها تعتبر هاجسا في نفس الأبطال، أظهر في بعض المواقف وأقول بعض الحوارات، لأجسد حالة من التلوث الذهني التي يعانيها الممثلون، وهو نمط جديد وقصة مميزة في 7 حلقات للمؤلفة نوف السلطان والمخرج عباس اليوسفي، ويشارك بالبطولة بشار الشطي وبثينة الرئيسي ونور وعبدالله التركماني وشايع الشايع وعبدالله عبدالرضا وصمود مؤمن ومحمد عاشور، وغيرهم من النجوم.

مدرسة إخراجية

• كيف تصف تجربتك الأولى مع المخرج عباس اليوسفي؟

- اليوسفي مخرج متميز، وله مدرسة خاصة، بعض المخرجين يوجهون الفنانين، وهو أمر مهم، وبعضهم ينتمي لمدرسة مراقبة الفنان وإعطائه الحرية في الإبداع، وهو توجه اليوسفي الذي يحمل حسا فنيا جميلا، وفي نظري أن المخرج ليس دوره توجيه الفنان بالدراما التفزيونية، بل من حقه تسلّم فنان محترف، أما الدور الحقيقي في التوجيه فيكون لمخرج المسرح.

الأمثال القديمة

• تشارك ضمن أحداث «ما ورثناه من الأجداد»... حدثنا عن تلك التجربة.

- المسلسل من تأليف وإنتاج عادل الزاهد، ومن إخراج حسن سراب، وأشارك فيه إلى جانب الفنان القدير جاسم النبهان ومحمد جابر العيدروسي وانتصار الشراح وغيرهم الكثير، ويناقش بأسلوب درامي مميز في كل حلقة أحد الأمثال القديمة التي ورثناها من أجدادنا، وتدور الحلقة حول قصة تدعم هذا المثال، وتكشف صحته أو خطأه، في عودة لحكايات الزمن الجميل المليء بالعبر، وهو أحد أنواع الأعمال التي نفتقدها، حيث أومن بالقول: «أعطني مسلسلا مختلفا أعطيك إضافة فنية».

إمكانات ضخمة

• هل تعتقد أن الساحة الفنية تفتقد العناصر المبدعة؟

- بالعكس لدينا مبدعون وفنانون مجتهدون، لكنهم أقلية، كما لدينا إمكانات فنية ضخمة، فالكاميرات الآن كلها سينمائية، مما يضع تحديا أكبر على فريق العمل من فنان ومخرج ومصور وغيرهم، أساليب التصوير الجديدة كاشفة بقوة للفنان الجيد من الضعيف وتبرز الانفعالات بشكل غير مسبوق بالدراما، وتعكس حرارة المشهد بشكل لا يقبل التدليس، ولا يعطي فرصة للفنان الضعيف في التحايل على العمل، كما أن الكاميرات المتطورة تفتقد خاصية الزووم كتلك الكاميرات القديمة، ويحتاج المصور في اللقطة الواحدة إلى تغيير 6 أو 7 عدسات، والعمل الواحد يحتاج إلى تصوير شهور أو سنوات، فكيف يمكن إنجاز عمل 30 حلقة في شهرين، كما نرى الآن، ونتوقع أن يقدّم صورة راقية؟

مخرج كويتي

• هل تفكر في تقديم شيء للسينما بالفترة المقبلة؟

- نعم، عندي فيلمان، حصلت على إجازة النص لهما من وزارة الإعلام، أحدهما بعنوان «المغني وسيدة الأعمال»، والآخر يتعلق بشادي الخليج الفنان القدير عبدالعزيز المفرج، وأعتقد أن هذا العمل يصلح لاعتباره فيلما عالميا، حيث أروي قصة مخرج كويتي يريد عمل فيلم عن شادي الخليج، ويسافر في جولة حول العالم يلتقي فيها شخصيات أوروبية وأميركية، ويكون الحوار مترجما للعربية، ولكن يتبقى حتى الآن التنفيذ، حيث بات الأمر صعبا في ظل إغلاق دور العرض السينمائية وتقييد نسبة الحضور على أفضل الأحوال.

دور المخرج ليس توجيه الفنان بالدراما التلفزيونية بل على المسرح فقط
back to top