«ساكسو بنك»: الأسهم الخضراء تكتسب حضوراً متنامياً

نشر في 20-10-2020
آخر تحديث 20-10-2020 | 00:00
«ساكسو بنك»: الأسهم الخضراء تكتسب حضوراً متنامياً
«ساكسو بنك»: الأسهم الخضراء تكتسب حضوراً متنامياً
قال تقرير صادر عن "ساكسو بنك" إن العالم شهد الكثير من التغيرات منذ قيامنا بإصدار ورقتنا البحثية في شهر يناير الماضي، والتي تمحورت حول الأسهم الخضراء كإحدى أبرز التوجهات في قطاع الأسهم. فقد واصلت هذه الأسهم الاستحواذ على اهتمام واسع من جانب المستثمرين حول العالم. وعلاوة على التقييمات المتفائلة بشأنها، فإننا نُحافظ على نظرتنا الإيجابية بعيدة الأمد تجاه التوقعات الخاصة بالأسهم الخضراء، ونؤكد ضرورة توجه المستثمرين على المدى الطويل نحو هذه الأسهم ضمن إطار تنويع محافظهم الاستثمارية، حيث تمثل أزمة المناخ الأساس المنطقي لذلك.

وبحسب التقرير فإن الانتخابات الرئاسية الأميركية المُقرر إجراؤها في نوفمبر 2020 تشكل منعطفاً مهماً بالنسبة إلى القطاعات الاقتصادية المستدامة التي تشمل طاقة الشمس والماء والرياح وخلايا الوقود والمركبات الكهربائية والطاقة النووية والبلاستيك العضوي وإعادة التدوير. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نعتقد أنه يتعين على المستثمرين التفكير جدياً بتحويل محفظاتهم نحو القطاعات الخضراء. وبصرف النظر عمّا إذا كانت خطة جو بايدن المتمثلة بثورة الطاقة النظيفة سترى النور أم لا، فلا شك أن حجم رأس المال السياسي الأميركي الموجه نحو القطاعات الخضراء سيزداد بمرور الوقت، مما سيدفع النمو الاقتصادي نحو مستقبل مستدام، بعيداً عن القطاعات ذات الانبعاثات الكربونية الكثيفة.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ 2016، وإلغاء العديد من السياسات البيئية والمناخية الناجحة التي أقرّتها إدارة أوباما؛ فإن خروج ترامب من البيت الأبيض سيمثل فرصة لتنفيذ إصلاحات كبيرة وتوظيف استثمارات كبيرة في بعض القطاعات مدة أربعة أعوام تحت إدارة بايدن.

وتتطلع إدارة بايدن لإنفاق 1.7 تريليون دولار من الأموال الفدرالية على مدى الأعوام العشرة القادمة لدعم قطاعات الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى حشد الدعم على مستوى الولايات، ومن القطاع الخاص ضمن إطار خطة تهدف لتمكين الولايات المتحدة من بناء اقتصاد يعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 100%، وتحقيق الحيادية الكربونية الكاملة بحلول عام 2050. وسيوفر ذلك دعماً قوياً للشركات والقطاعات التي تُقدم حلولاً فعالة تساعد الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن على بناء اقتصاد الطاقة النظيفة بنسبة 100٪. كما ستقوم الإدارة الديمقراطية بالاستثمار في مجموعة واسعة من الحلول البيئية النظيفة مثل شركات تصنيع السيارات الكهربائية، وأنظمة الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وإدارة النفايات، وإعادة التدوير، وحلول كفاءة استهلاك المياه وغيرها.

ولن يقتصر ذلك على الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن فحسب، وإنما سيشجع الحكومات حول العالم على التوجه نحو مصادر طاقة أكثر استدامة. وكانت أكثر من 160 دولة قد قدمت التزامات كبيرة فيما يتعلّق بالطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الكربون وتخزين الطاقة ضمن إطار الجهود الحثيثة والرامية للتحول نحو اعتماد سياسات الطاقة المتجددة.

وبهذا الصدد، قال ستيف ويلر، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "ساكسو بنك": "تتولى حكومة الإمارات العربية المتحدة قيادة جهود التحول نحو تنويع مصادر الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقوم بدمج مجموعة من إجراءات الحد من التغيير المناخي ضمن السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية. وتشهد دولة الإمارات حالة من التنافس والتكامل بين دبي وأبوظبي في مجال الطاقة الشمسية، في حين تقوم محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بأبوظبي بتزويد الشبكة الوطنية بالطاقة النظيفة.

ومع نمو رأس المال السياسي في منطقة الخليج العربي - والولايات المتحدة الأميركية كما نأمل - بمرور الوقت، فإننا سنشهد نمواً في الحلول البيئية وحلول الطاقة النظيفة عبر الدعم المالي القوي الذي توفره الدول المتقدمة. وعلى الرغم من التفوق الأوروبي في هذا المجال، فإن هذا التوجه العالمي سيشجع المؤسسات الاستثمارية على الاستحواذ على أسهم الطاقة البديلة في الوقت الذي تعمل فيه الحكومات على تشجيع اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتسريع وتيرة التخلص من الوقود الاحفوري التقليدي لحفز نمو الاقتصاد الأخضر حول العالم.

وبالفعل، بدأ السباق نحو الاقتصاد الأخضر، ونجح المستثمرون الأوائل بتحقيق التفوق فيه. وأثرت تداعيات جائحة كوفيد-19 على الحضور المتنامي للأسهم الخضراء من خلال تغيير التوجهات العامّة، ما دفع البنوك المركزية وخاصّة مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى خفض معدلات الفائدة إلى الحد الأدنى، وبالتالي رفع قيمة الأصول طويلة الأمد. وتُعدّ الأسهم الخضراء من الأصول طويلة الأمد، ما يرجح إمكانية النمو والتدفقات النقدية في العقود الآجلة. وبالنظر إلى الدور الذي لعبته جائحة كوفيد-19 في زيادة تقلبات أسواق رأس المال وتسريع التوجه العالمي نحو التداول والاستثمار الموجه ذاتياً عبر الإنترنت، فإنّ جيلاً جديداً من المتداولين الذين يضعون البيئة في المقام الأول يطمحون للاستحواذ على سلات الأسهم الخضراء، وهذا هو الخيار الصحيح.

back to top