رادار

نشر في 16-10-2020
آخر تحديث 16-10-2020 | 00:00
No Image Caption
أنا في السابعة والخمسين من عمري، وأتمرّن بدقة وانتظام طوال 6 أيام في الأسبوع. أتناول أيضاً جرعة منخفضة من الستاتين، ومعدل الكولسترول في دمي جيد (مجموع الكولسترول 146، معدل الكولسترول السيئ 77، ومعدل الكولسترول الجيد 51). لكن فحص دمي الأخير الذي أجريته أظهر أن معدلات نوعَي البروتين الدهني في دمي ليست مثالية: يُعتبر مستوى الكولسترول السيئ الصغير والكولسترول الجيد الكبير سبب "ارتفاع معدل الخطر"، وفق التقرير الذي تلقيته. ما الخطوات التي يمكنني اتخاذها لأحسّن قيمة البروتينات الدهنية هذه؟ وما تأثيرها في الصورة الصحية بأكملها؟

يبدو أنك خضعت لفحص متقدّم للبروتينات الدهنية. هذا الفحص عادةً أكثر تفصيلاً وكلفةً، مقارنة بفحص الكولسترول أو الدهون التقليدي. لا أشجع عموماً هذا النوع من الفحوص، لأننا لا نملك أدلة قوية تُظهر أن لنتائجه فائدة ملموسة أو تقدّم معلومات تحسّن صحة الإنسان. لنفهم السبب، إليك لمحة عن الكولسترول ودوره في مرض القلب.

ينتقل الكولسترول، الذي يتكوّن من دهون صمغية صفراء اللون تنتشر في الخلايا في مختلف أنحاء الجسم، في مجرى الدم على شكل جسيمات بالغة الصغر تغطيها البروتينات وتُدعى البروتينات الدهنية. يحتوي الجزء الدهني من هذه الجسيمات على الكولسترول والدهون الثلاثية (نوع من الدهون يُستخدم لتخزين الطاقة ونقلها إلى العضلات). تُدعى الجسيمات الأصغر حجماً والأكثر كثافة البروتينات الدهنية العالية الكثافة (HDL). تزيل هذه الجسيمات الكولسترول من جدران الشرايين وتعيدها إلى الكبد للتخلص منها. في المقابل، تنتقل جسيمات البروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة (LDL) الكولسترول إلى الخلايا في جدران الشرايين، ما يؤدي إلى تكوّن صفيحات تسدّ الشرايين وتسبّب نوبة قلبية أو أنواعاً عدة من الجلطات. نتيجة لذلك، يُدعى هذا النوع من الكولسترول أحياناً الكولسترول السيئ، في حين تُدعى البروتينات الدهنية العالية الكثافة الكولسترول "الجيد".

يعتقد الأطباء عموماً أن خطر الإصابة بنوبة قلبية أولى أو متكررة يزداد مع ارتفاع معدل الكولسترول السيئ. لكن كثيرين ممن يُشخصون إصابتهم بمرض القلب يملكون معدل كولسترول سيئاً لا يُعتبر عالياً. اتضح أن جسيمات الكولسترول السيئ تختلف، فيسهل على جسيمات هذا الكولسترول الأصغر حجماً والأكثر كثافة بلوغ الشرايين. أما الجسيمات الأكبر والأكثر خفة، فهي أقل خطورة. تقيس فحوص البروتينات الدهنية المتقدمة حجم هذه الجسيمات الفرعية، وتوزيعها، وعددها، فضلاً عن بروتين في الكولسترول السيئ يُدعى صميم البروتين الشحمي B ويرتبط أيضاً بارتفاع خطر الإصابة بداء القلب.

إليك المشكلة: إذا كان الإنسان يملك معدلات عالية من هذه الجسيمات الفرعية، التي يسود الاعتقاد أنها تزايد خطر الإصابة بمرض القلب (كما في حالتك)، هل يعود تناول جرعة أعلى أو أكثر حدة من الستاتين بفائدة على المريض؟ تركّز بحوث عدة على هذه المسألة اليوم، وقد نتوصل إلى الجواب في غضون بضع سنوات. لكن الجواب مازال غير واضح راهناً.

علاوة على ذلك، تبدو معدلات الدهون في دمك جيدة جداً. ولما كنت تتمتّع بوزن صحي وتتمرّن بانتظام، فأنت تحقق بذلك اثنتين من أهم الخطوات التي تستطيع اتخاذها لتخفض خطر تعرضك لنوبة قلبة أو سكتة دماغية.

د. ديباك بات

back to top