الكويت ودّعت أحد رجالاتها العم خالد عبدالله الحمد الصقر

ابن السادسة والثمانين طوى صفحات من التاريخ برحيله

نشر في 13-10-2020
آخر تحديث 13-10-2020 | 00:06
ودّعت الكويت، أمس، أحد رجالاتها البارزين، وهو المرحوم خالد عبدالله الحمد الصقر، ومثلما عاش الراحل حياة الجيل المؤسس بكل تضحياته وكبريائه، فإنه عاصر كذلك عصر النهضة وبناء الدولة الحديثة في خمسينيات القرن الماضي.

طوى ابن السادسة والثمانين عاماً صفحات من التاريخ وهو يعاني المرض الذي ألزمه البقاء في البيت تحتضنه أسرته وأهله، قبل أن ينتقل إلى رحمة ربه أمس.
لم يصنع خالد عبدالله الحمد الصقر البطولات، لكنّه آثر الصمت بالعمل الدؤوب والجاد في حياته، وهي صفات تعلّمها من عائلته التي توزعت اهتماماتها بين التجارة والسياسة، وكانت أحد أعمدة الميادين الاقتصادية والوطنية طوال عقود ممتدة.

يعدّ الراحل شخصية وطنية كبيرة، أمضى نحو عشرين عاما بغرفة التجارة والصناعة، وعمل فيها بجد وإخلاص، شهدت له بإسهاماته ومنحته الثقة والقبول من الأوساط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

قناعته المتواضعة ترجمها في رؤيته لدور "الغرفة" كداعم للاقتصاد الوطني ومدافع عن مصالح التجار والقطاع الخاص، كرافد مهمّ وأساسي في بيئة الأعمال.

تمرّس الراحل بالعمل القيادي في أكثر من موقع، وفي مجالات الصناعة والتجارة وعالم المال، وعمل رئيسا لمجلس الإدارة العضو المنتدب والمدير العام لشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، كما عمل نائبا لرئيس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة "أسمنت بورتلاند" ثم عضو مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعة، وإضافة إلى تلك الحزمة من المناصب في قطاع الاقتصاد أسندت إليه مهمة عضو مجلس إدارة صحيفة "القبس" ممثلاً لأسرة الصقر في ملكية الصحيفة.

في خدمة الاقتصاد الوطني

في إطلالاته الإعلامية النادرة، كان يؤكد على أن غرفة تجارة وصناعة الكويت وجدت لخدمة الاقتصاد الكويتي والاقتصاديين، من خلال مشاركتها في إبداء الرأي وتقديم المشورة في كل أمر يهم الاقتصاد الوطني.

أبوعبدالله، خرج من بيت سياسي، جمع عراقة الكويت بماضيها ومستقبلها. بقي محصناً تجاه الهزات التي أصابت البعض وأفقدتهم لغة التوازن، وعنده أن الكويت بنيان تجاري، وهي قامت على أكتاف التجار، وآخرين من بناة الأسوار والبحّارة.

في لقاء خاص أجرته معه "الراي" والزميل رضا السناري تحدث فيها بصراحته المعهودة عن "الصقر" كعائلة سياسية وتجارية "أباً عن جد" وعن ابن عمه الأستاذ محمد الصقر منبهاً في الوقت عينه أن موقفنا وطني وصريح ولا أحد يؤثر علينا.

الولادة والتعليم

ولد الراحل عام 1934 وأيقن منذ الصغر أن تحقيق النجاح لابد أن يمر عبر بوابة التعليم وتحصيل العلم، فسافر إلى ألمانيا ليلتحق بإحدى الجامعات فيها، وتخرج حاصلاً على شهادة البكالوريوس في علوم الاقتصاد.

كما اهتم بتعلّم اللغتين الألمانية والإنكليزية فأجادهما لتكونا عوناً له في حياته المهنية.

العمل التجاري

بعد عودته إلى الكويت، بدأ الراحل تطبيق ما تعلمه في ألمانيا، فانخرط في العمل الاقتصادي عبر تبوئه العديد من المناصب في أكثر من شركة عمل فيها بجهد وإخلاص، فتولى رحمه الله منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب والمدير العام في شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية التي عمل فيها لمدة 35 عاماً وهذه واحدة من الوظائف التي تولى المسؤولية فيها.

عضوية مجلس الأعمال الأميركي

وساهم الراحل في تعزيز العلاقات التجارية بين الكويت والعديد من الدول العربية والأجنبية، وكان له دور فاعل في تنمية العلاقات مع غرفة التجارة الأميركية، نظراً لوجود أوجه تشابه معها من ناحية تشكيل عضوية مجلس الإدارة عن طريق انتخابات حرة، والعمل في بيئة ديمقراطية من خلال إبداء الرأي والشفافية، إذ أكد أن غرفة التجارة والصناعة في الكويت تعمل على الدفاع عن الحرية الاقتصادية، وتعتبرها جزءاً أساسياً من مفهوم الحرية السياسية والاجتماعية.

وفي عام 2014 منحه مجلس الأعمال الاميركي شهادة عضوية فخرية في هذا المجلس.

العمل الإنساني

رغم انشغاله بالعمل الاقتصادي والتجاري، لم ينسَ، رحمه الله، الجانب الإنساني والخيري لوطنه الكويت، وخصوصاً في القطاع الصحي، فقد تبرع، رحمه الله، بمبلغ أربعة ملايين دينار لإنشاء مبنى العيادات الخارجية والعلاج التأهيلي لمرضى القلب في مستشفى الأمراض الصدرية، وحمل المشروع اسم المرحوم هشام عبدالله حمد الصقر، ليعكس بذلك قيم التكافل والتعاون بين المجتمع الكويتي، ويؤكد روح المواطنة الإيجابية التي جُبِل عليها أهل الكويت، وقد تم افتتاح المشروع في الأول من نوفمبر عام 2015.

سيرة عطرة خلّفها الراحل ابن الكويت، لتكون مثالاً يحتذى وقدوة للأجيال القادمة، فكانت رحلة عمره ومشواره مع النجاح نبراساً لمَن أراد أن يسلك نفس الدرب. وقد مزج الراحل بين الطموح والمثابرة في العمل وبين الدراسة الجامعية، فخدم وطنه من خلال كل المناصب التي شغلها، وحمل معها تطوير الاقتصاد الكويتي والنهوض به، ولم يغفل الأعمال الخيرية والإنسانية التي جعلته يحظى بحب وتقدير الجميع.

و"الجريدة" التي آلمها هذا المصاب تدعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، و"إنا لله وإنا إليه راجعون"

سيرة ذاتية

الاسم: خالد عبدالله الحمد الصقر

الميلاد: 1934 الكويت

المؤهل: العلمي- بكالوريوس اقتصاد- ألمانيا

اللغات: عربي- ألماني - إنكليزي

شغل المناصب التالية:

- رئيس مجلس الإدارة والمدير العام والعضو المنتدب بشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية.

- نائب رئيس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي.

- عضو مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

- عضو مجلس إدارة جريدة القبس.

- نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت.

- رئيس لجنة الصناعة والعمل في غرفة تجارة وصناعة الكويت.

- عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعة.

- رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت بورتلاند.

- رئيس مجلس الأمناء في مركز عبدالعزيز حمد الصقر للتدريب.

- رئيس الجانب الكويتي للجنة الكويتية- اليابانية لرجال الأعمال.

الراحل انتمى إلى عائلة سياسية وتجارية «أباً عن جد» عُرِفت بمواقفها الوطنية والجريئة

أمضى 35 عاماً في شركة المطاحن و20 بغرفة التجارة

تمرّس بالعمل القيادي وله مساهمات إنسانية خالصة

آثر الصمت وانشغل بالعمل الدؤوب والجاد
back to top