محمد أنور: أركّز على «الطبقية» في أعمالي الدرامية

يعكف على كتابة مسلسل رمضاني مع عبدالله بوشهري

نشر في 12-10-2020
آخر تحديث 12-10-2020 | 00:05
عاد المؤلف محمد أنور من إجازة قصيرة بمدينة دبي، ليستأنف كتابة مسلسله الدرامي الجديد، الذي يخوض به موسم رمضان المقبل، ويشهد استمرار تعاونه مع المنتج عبدالله بوشهري بعد النجاح الذي حققاه معاً في «الديرفة» و«محمد علي رود».
أنور كشف في لقائه مع «الجريدة» عن ملامح عمله الجديد وموعد تصويره والنجوم المرشحين، كما تحدث عن مشاريع فنية وآراء عدة باللقاء التالي:
• منذ عرض مسلسلك الأخير "محمد علي رود" انقطعت أخبارك فما السبب؟

- عادة لا أحب الظهور والحديث ما دمت لا أمتلك شيئاً جديداً أتحدث عنه، كما ذهبت أخيراً في رحلة إلى دبي للقاء بعض الأصدقاء والتخلص من رواسب أزمة كورونا والحظر الطويل التي أثرت فينا جميعاً، وعدتُ قبل أيام لاستئناف مشروعي الدرامي الجديد الذي أنا بصدد كتابته الآن.

• وكيف وجدت أجواء دبي والإجازة بعد شهور الحظر؟

- كانت استراحة مهمة جداً، فالفترة العصيبة التي عايشناها جميعاً بالشهور الأخيرة كانت قاسية جداً، وأرهقتنا نفسياً، وتتميز دبي بالهدوء والحركة في جميع مناحي الحياة والنظام الشديد، ولقد استمتعت جداً مع بعض الأصدقاء وتجولنا بمناحي الإمارات وعدت سريعاً لاستكمال عملي.

استثمار النجاح

• وما ملامح المشروع الدرامي الجديد الذي تعكف على كتابته؟

- هو مسلسل لرمضان المقبل ومن إنتاج الفنان عبدالله بوشهري، واستثمار طبيعي للنجاح والتفاهم الذي تكون بيننا من خلالي عملي في رمضان الماضي "محمد علي رود"، والعام السابق من خلال مسلسل "الديرفة"، والعمل اجتماعي يناقش العديد من القضايا المهمة، وانتهيت فعلياً من كتابة 15 حلقة من 30، ومن المقرر انتهاء الكتابة منتصف الجاري، وهو موعد عودة بوشهري من ميامي حيث يقضي إجازته، وسنشرع مباشرة في التجهيز للمسلسل والتعاقد مع المخرج والأبطال.

• ... وهل المسلسل تراثي كأعمالك السابقة أم قررت التغريد في منطقة أخرى؟

- ليس بالضبط ، فالعمل ليس تراثياً لكنه أيضاً ليس معاصراً، هو حقبوي يدور في فترة سبعينيات القرن الماضي، وهي فترة غنية وثرية ثقافياً واجتماعياً وفنياً، ويجد الكاتب متعة خاصة حين التجول في دروبها، ولدي شغف أن أقدم للمشاهد من خلال تلك التجربة عملاً يضج بالحياة والقوة والمتعة الفنية والإثراء البصري.

الكتابة التراثية

• أنت في الثلاثينات من عمرك وتجيد الكتابة عن حقب لم تعاصرها... فما مصادرك؟

- أعكف شهوراً على كتابة النص وأعترف أنني بطيء جداً ولذلك أكتفي بعمل واحد في العام، فمسلسل "الديرفة" استغرق أربعة أشهر من الكتابة المتواصلة، فيما استغرق "محمد علي رود" ثمانية أشهر، والعمل الجاري من المقرر انتهاؤه في خمسة أشهر، وجزء كبير من شهور الكتابة أقضيها في البحث والقراءة ومعايشة ملامح الحقبة التي أناقشها بالصور والمعلومات والفيديوهات والوثائق المتوفرة، وخلال كتابة "محمد علي رود" اعتمدت على وثائق من بريطانيا، وجالست كبار السن في مقاهي المباركية، وكنت أحمل "اللاب توب" وأجلس معهم بالساعات أسمع وأكتب قصصهم وشهاداتهم في العقود الماضية التي عاصروها، وحول فترة السبعينيات فقد قضيت شهرين في مشاهدة كل ما يتعلق بتلك الفترة عبر يوتيوب ليس في الكويت فقط ولكن في العديد من الدول العربية وخصوصاً مصر التي كانت مؤثرة جدا في الكويت وغيرها من بلدان المنطقة في تلك الفترة، فنياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً أيضاً، حتى أنني شاهدت مقابلة لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مع مذيعة كويتية وتعجبت من لغة الحوار والملابس والذوق العام الجميل الذي كان مسيطراً على حياتنا في تلك الحقبة، وأعتقد أن المسلسل سيعكس تلك الصورة بشكل مبهر للجمهور.

بدون عنوان

• وما أبرز القضايا التي تسلط عليها الضوء في المسلسل وماعنوانه؟

- العنوان آخر شيء أكتبه بالعمل، حتى أن مسلسل "محمد علي رود" انتهيت من كتابته تماماً دون أن أضع له اسماً محدداً، بل كتبت عليه "بدون عنوان" حتى توصلت لعنوانه بالنهاية، ولذلك لا أستطيع تحديد اسم العمل قبل الانتهاء من كتابة حلقاته خلال أيام، لكنه يسلط الضوء على قضايا اجتماعية تتعلق بالطبقية والهوة بين الفقراء والأغنياء والصراع القائم بالمجتمع إلى جانب وجود قصص حب وأحداث جذابة وقوية وذلك في فترة السبعينات التي كانت مختلفة في الملابس وأسلوب الحياة قبل ظهور الإنترنت ومواقع التواصل، لذلك فإن معالجة قضايانا الاجتماعية في تلك الحقبة أمر مثير درامياً.

حقد وكراهية

• ألا ترى أن كافة أعمالك الدرامية تركز على "الطبقية" في قوالب مختلفة وأحداث مغايرة؟

- أعتبرها همي الإنساني ومحركاً أساسياً لي في حياتي وأعمالي بشكل عام، فالطبقية والهوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء والصراع بين الطبقات وما ينشأ عنه من عنصرية وحقد وكراهية، وللإنصاف فأنا لا أتجنى على مجتمعي الكويتي أو الخليجي أو حتى العربي، فهي أزمة اجتماعية عالمية، فلقد مكثت في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة 12 عاما من حياتي قضيتها في الدراسة والبحث والتدريب الفني والدرامي، ووجدت الطبقية بكافة المجتمعات المتقدمة منها والنامية، لكنها مشكلة مهمة وتحمل الكثير من الدراما والمشكلات والصراعات ويمكن توظيفها في أعمال فنية عدة بأشكال وأنماط مختلفة وفي كل الحقب والعصور.

الشخصيات المرسومة

• نجاح أعمالك الدرامية في مواسم رمضانية شديدة المنافسة يدفعك للمزيد من التحدي أم تبحث عن نفسك في مشاريع درامية بديلة؟

- أنا عاشق للسينما ولدي عدد من المشاريع التي بحثتها مع منتجين ومخرجين، ولكني لا أستطيع خوضها إلا بعد الانتهاء من عملي برمضان المقبل، فأنا لا أحب أن أشتت نفسي، كما أنشغل مع الفنانين بموقع التصوير وأحرص على الحضور لأجيب على أي أسئلة من الفنانين حول النص والشخصيات المرسومة، أما بالنسبة للمسرح فلم أجرب كتابة نصوصه حتى الآن، ولكن رغبتي في التحدي والمجازفة تجعلني أفكر بالأمر وربما أقدم عملاً مسرحياً في وقت مناسب.

مصلحة العمل

• هل ترسم شخصياتك لفنانين محددين أم الأمر متروك لجهة الإنتاج؟

- أرسم شخصياتي بحرية، دون التقيد بفنان محدد، لكن لديّ ارتياح في التعامل مع بعض الفنانين الذي سبق التعاون بيننا، ولاحظت قدرتهم على فهم نصوصي بأريحية وتقمص الشخصيات بالشكل الذي رسمته في مخيلتي، كما يناقشونني ساعات في كل التفاصيل ولا أمل أبداً بل أكون سعيداً بهذا الاهتمام الذي يصب بالنهاية في مصلحة العمل، ومنهم على سبيل المثال خالد أمين وبثينة الرئيسي وعبدالله بهمن وغيرهم.

خالد أمين وبثينة الرئيسي وعبدالله بهمن يناقشونني كثيراً في التفاصيل ولا أملّ

أخطط لتجربة الكتابة السينمائية بعد الانتهاء من المسلسل الجديد

أرسم شخصياتي بحرية دون التقيد بفنان محدد
back to top