النفط نحو مكسب أسبوعي في ظل خفض إمدادات النرويج

إعصار دلتا يوقف أكبر إنتاج للنفط البحري الأميركي في 15 عاماً

نشر في 10-10-2020
آخر تحديث 10-10-2020 | 00:05
No Image Caption
ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 30 سنتا، ليبلغ 41.18 دولارا في تداولات أمس الأول، مقابل 40.88 دولارا في تداولات الأربعاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
تراجعت أسعار النفط أمس، لتهبط في نهاية أسبوع حققت فيه مكاسب كبيرة بفعل مخاطر احتمال انخفاض الإمدادات من النرويج، بما يصل إلى 25 في المئة، بسبب إضراب عمال بالقطاع.

وبحلول الساعة 07:40 بتوقيت غرينتش، انخفض خام برنت 8 سنتات إلى 43.26 دولارا للبرميل، بعد أن ربح ما يزيد على 3 في المئة أمس الأول، وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات إلى 41.14 دولارا للبرميل، بعد أن ارتفع ما يزيد على 3 في المئة أمس الأول.

والخامان القياسيان على مسار تحقيق مكاسب بنحو 10 في المئة هذا الأسبوع، وهو أول ارتفاع في 3 أسابيع، إذ صعدت الأسعار استجابة لإضراب عمال بقطاع النفط النرويجي.

من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 30 سنتا ليبلغ 41.18 دولارا في تداولات أمس الأول، مقابل 40.88 دولارا في تداولات الأربعاء، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

ويتأهب مراقبو السوق لتأثر الإنتاج الأميركي بالإعصار دلتا، المتوقع أن يضرب ساحل الخليج في غضون ساعات، وجرى وقف إنتاج 1.5 مليون برميل يوميا تقريبا حتى الآن، ويوجه "دلتا"، الذي يزداد قوة، أكبر ضربة للإنتاج البحري الأميركي بخليج المكسيك في 15 عاما، إذ يعطل معظم إنتاج النفط في المنطقة، ونحو ثلثي إنتاجها من الغاز الطبيعي.

وأوقف دلتا 1.67 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 92 في المئة من إنتاج النفط في الخليج، وهو أكبر مستوى منذ 2005، حين دمر الإعصار كاترينا ما يزيد على 100 منصة بحرية وعرقل الإنتاج لأشهر.

وأخلى عاملون 279 منشأة بحرية في خليج المكسيك، ونقل المنتجون 15 منصة حفر بعيدا عن منطقة الرياح الكبيرة والقوية لدلتا، ويقول المركز الوطني للأعاصير إن قوة الرياح الاستوائية تمتد إلى 160 ميلا من مركزها، في مؤشر على حجم الإعصار الكبير.

وإضافة إلى النفط، أوقف المنتجون نحو 62 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي للمنطقة، أو ما يعادل 1.675 مليار قدم مكعبة يوميا، وتنتج الحقول البحرية بخليج المكسيك نحو 15 في المئة من النفط الخام الأميركي و5 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي.

وقال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أمس الأول، إن الأسوأ لسوق النفط انتهى، عقب انهيار الأسعار والطلب هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا.

وأفاد إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى "أواندا"، "الإنتاج من خارج أوبك سيتلقى ضربة كبيرة على مدى الأسبوعين القادمين، وسيستمر في دفع إعادة التوازن بسوق النفط".

ولفت "جيه بي مورغان"، في مذكرة بحثية، الى ان تدهور آفاق الطلب العالمي على النفط سيحفز "أوبك" على التراجع عن تخفيف مخطط لتخفيضات إنتاج النفط في 2021، مع عرض السعودية القيام بتخفيضات أكبر دون حصتها الحالية للإنتاج.

وذكر محللون، بينهم كريستيان مالك، في مذكرة، "في مواجهة معنويات المستثمرين التي تميل إلى الهبوط نسبيا حيال آفاق الطلب في المدى القريب، إذ تتسارع الإصابات المحتملة بكوفيد 19 مع الاقتراب من الشتاء، نسلط الضوء على احتمال أن تقود السعودية تخفيضات إضافية في اجتماع أوبك المقرر في 30 نوفمبر".

وأضاف "جيه بي مورغان": "الحالة الأساسية هي التراجع عن زيادة الإنتاج 1.9 مليون برميل يوميا مقررة في 2021 مع تصور صعودي تقلص السعودية بموجبه حصتها الخاصة حتى مستوى أقل (في حالة تدهور توقعات الطلب)".

وكانت "أوبك" قالت إن الطلب العالمي على النفط سيبلغ الذروة في أواخر العقد القادم، وقد يبدأ التراجع بحلول ذلك الوقت، في تحول كبير لمنظمة المنتجين تعكس التأثير المستمر لأزمة فيروس كورونا على الاقتصاد وعادات المستهلكين.

ويأتي التنبؤ الصادر عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، الوارد في توقعات النفط العالمي 2020 للمنظمة، في ظل تنامي عدد من التوقعات الأخرى بأن الجائحة ربما تمثل نقطة تحول لذروة الطلب على النفط.

وقالت "أوبك" إن استخدام النفط سيرتفع إلى 107.2 ملايين برميل يوميا في 2030 من 90.7 مليونا في 2020، بانخفاض 1.1 مليون عن توقعاتها لعام 2030 الصادرة العام الماضي، وبما يقل 10 ملايين عن توقعها عام 2007 للطلب في 2030.

وقال التقرير، الذي يستشرف الفترة بين 2019 و2045، إن "الطلب العالمي على النفط سينمو بمعدلات قوية نسبيا خلال الجزء الأول من فترة التوقعات قبل أن يستقر خلال النصف الثاني، ومن المرجح أن يظل الطلب المستقبلي دون التوقعات السابقة بفعل الآثار المستمرة لإجراءات الإغلاق المرتبطة بكوفيد 19، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي وسلوكيات المستهلكين".

وعلى الرغم من أن استخدام النفط في وقود السيارات والشاحنات وفي الصناعة سينتعش مع تعافي الاقتصادات، عبرت "أوبك" عن قلقها من أن تطغى على النمو المستقبلي بعض الشيء عوامل مثل التحول بعد الجائحة إلى العمل من المنزل وإجراء الاجتماعات عن بعد بدلا من الانتقالات، إضافة إلى تحسين الكفاءة والتحول إلى السيارات الكهربائية.

وحتى قبل الجائحة، كان النشاط المتزايد بشأن قضايا المناخ في الغرب والتوسع في استخدام أنواع الوقود البديل تؤثر على قوة الطلب على النفط في المدى الطويل، وعلى الرغم من تقليص التوقعات لا تزال "أوبك" تتوقع تحقيق نمو.

وهذا العام ترى "أوبك" أن الطلب من الممكن أن يبدأ التراجع بعد 2030، نظرا لتطورات مثل انتشار أسرع للسيارات الكهربائية وزيادة كفاءة الوقود، وتراجع أكبر في السفر للعمل والترفيه بعد الجائحة.

وقالت "أوبك" إن تصور تسريع السياسات والتكنولوجيا لا يستند إلى أي إنجازات تكنولوجية كبيرة ولا يمثل الانخفاض الكلي المحتمل في الطلب، مضيفة: "هناك مجال رحب لتطبيق أكبر بكثير لإجراءات كفاءة الطاقة، مما قد يقلص الطلب المستقبلي على النفط إلى مستويات أقل بكثير".

«جيه بي مورغان» يتوقع أن تعرض السعودية تخفيضاً أكبر لإنتاج النفط
back to top