مثقفون وفنانون: الشيخ مشعل الأحمد يؤمن برسالة القوة الناعمة

عقب تأدية سموه اليمين الدستورية ولياً للعهد أمام مجلس الأمة

نشر في 09-10-2020
آخر تحديث 09-10-2020 | 00:15
هنأ المثقفون والفنانون سمو الشيخ مشعل الأحمد عقب تأديته اليمين الدستورية وليا للعهد أمام مجلس الأمة، وتعهد سموه بالتزام بلاده بالديمقراطية والسلام ونبذ الفرقة والانقسام، مؤكدين استمرار البيعة لأسرة آل الصباح الكرام الذين وضعوا قواعد راسخة لتقدم الكويت وازدهارها، ومشيرين إلى أنه مؤمن برسالة القوة الناعمة ومدى تأثيرها في نفوس الناس وتحديد مصائرهم.
«الجريدة» استطلعت آراء أهل الثقافة والفن حول المرحلة المقبلة، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، بارك الفنان القدير سعد الفرج تولّي سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، مؤكدا أن مسؤولياته باتت الآن أكبر، لكنه قادر عليها بإذن الله، ويشهد له بذلك مشوار طويل من النجاح والإنجازات.

وأضاف الفرج: «أن تولي سموه خبر سار ومن أفضل الأحداث في الفترة الأخيرة، فهو خير معين لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، الذي لا يقل خبرة ولا عطاء ولا حبا لوطنه عن سمو الأمير الراحل الشيح صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، مستطردا: «ونحن أيضا على العهد سائرون».

وأوضح الفرج أنه رغم انشغال سمو ولي العهد في منصبه السابق بالحرس الوطني وهو مجال بعيد عن الفنون، فإنه محب للفن ويدعم الفنانين ومؤمن برسالتهم القوية والمهمة التي لا تتجزأ ولا تنفصل عن مؤسسات الدولة الوطنية.

وأشار إلى أنه التقى سمو ولي العهد أكثر من مرة، كان آخرها العام الماضي، حيث سلمه نسخة من الفيلم الوثائقي «حامي الديار»، وهو عمل تسجيلي من إنتاج شركته «المسرح الوطني الكويتي»، المأخوذ عن المسرحية الشهيرة التي قدّمها الفرج ومجموعة كبيرة من نجوم الكويت، مؤكدا أن سمو ولي العهد استقبل العمل بحفاوة وتقدير كبيرين، لأنه من الداعمين والمتابعين للحركة الفنية عن كثب.

وقال: «تمتعنا في عهد سمو الأمير الراحل بعصر ذهبي للفن، ونرجو أن يشهد العهد الجديد لسمو الأمير صحوة فنية جديدة، وعودة عصر النهضة للدراما الكويتية، وذلك بمساعدة وعون سمو ولي العهد، لأن الفنون والمسرح الكويتي يحتاجان إلى حملة تنظيم قوية، فالمسارح المتقدمة دليل واضح على حضارة الشعوب والبلدان، كما أن سقف الحريات بالكويت يحتاج إلى مساحة أكبر، لأن القدر المسموح به حاليا لا يصب في مصلحة حرية الإبداع».

خبرة واسعة

قال مدير مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجة، إن الانسيابية التي اتسمت بها عملية اختيار سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أكدت تميز الكويت السياسي مثلما هو الحال في مجالات أخرى عديدة.

وأكد خاجة أن حالة من التفاؤل تعتري العاملين في الحقلين الثقافي والفني، لأن سمو ولي العهد كان شاهداً على نهضة الكويت منذ البواكير، وله خبرة واسعة في العديد من المجالات، ومنها الجوانب الاقتصادية والأمنية والفنية.

وأضاف أن سموّه يُعرَف باهتمامه بالحركة الفنية والموسيقية، «لذا فإننا على ثقة بأن الحركة الثقافية والفنية ستشهد في عهد سمو الأمير وسمو ولي العهد استكمالاً للمسيرة التي شهدت في السنوات الأخيرة الماضية تبني الديوان الأميري لإنشاء المراكز الثقافية الحديثة بأهداف محددة، وهي تحقيق الريادة الثقافية، ودعم الإبداع والسياحة الثقافية، ورفع شأن الكويت الثقافي عالمياً».

استكمال المسيرة

وقال الفنان القدير جاسم النبهان: «أتمنى من الله العلي القدير أن يعطيهم الصحة والعافية، فكل حكام آل الصباح حافظوا على الكويت جيلا بعد جيل، فرحمة الله على شيوخنا وحكامنا الراحلين، فقد أدوا ماعليهم من أمانة بحب وإخلاص، ورحلوا إلى رحمة الله ورضوانه، وبارك الله في أميرنا المفدى الشيخ نواف الأحمد، وأعانه على استكمال مسيرة الأجداد والآباء، خاصة في ظل هذه الجائحة التي أضرت بالعالم أجمع، وكذلك الظروف المحيطة في الدول المجاورة، والتي لا تخفي على أحد، فكل هذه الأحداث المتلاحقة تحتاج إلى قيادة حكيمة قادرة على قراءة الواقع وما يحدث فيه وما بين السطور بعمق وروية، ونحن نثق بقدرات صاحب السمو ونبارك ونهنئ سمو الشيخ مشعل الأحمد بتزكيته وليا للعهد، فهما قادران على العبور بنا الى بر الأمان.

وأردف النبهان: «الشعب الكويتي يعلم مدى حب آل الصباح لهم ولهذه الديرة الطيبة التي يجب أن نتعاون فيها جميعا من أجل القضاء على الوباء وتحقيق الإنجازات في المرحلة المقبلة من أجل النهوض بكويتنا الحبيبة على كل الصعد الثقافية والفنية والاقتصادية والعيش في رغد وأمان».

وحول أمنياته بالنسبة لقطاع الفن والفنانين، لفت النبهان الى ضرورة تأسيس فرقة قومية وطنية تحمل هموم الإنسان الكويتي وتكون سفيرة للفن الكويتي في الخارج، حيث تمثل الكويت في المحافل الدولية وتقدّم الفنون الكويتية والتراث الأصيل الذي يعبّر عنا وعن تاريخنا الحافل، وكل ما نطلبه من قيادتنا أن يضعوا الكرة في ملعبنا، وسوف نكمل بدعمهم ومساندتهم، بمعنى أن تحتضن هذه الفرقة جهة مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وهما جهتان ثقافيتان مهمتان في الكويت يمكنهما احتضان هذه الفرقة، والتي تحتضن بدورها مخرجات المعاهد الفنية، مثل معهد الفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى، لأن مثل هؤلاء الشباب من الكوادر الوطنية إن لم تحتضنهم سيضيعون في الزحام، فهناك شباب رائع قدّم للسينما الكويتية نخبة من الأفلام دخلت مهرجانات عالمية، وتمت الإشادة بها، فهذا فخر للكويت كذلك المواهب الشبابية المسرحية في كافة عناصر العرض المسرحي، لدينا كاتبات مسرح على مستوى عال، وكذلك كتّاب وممثلون وممثلات، وهؤلاء إن لم يجدوا التشجيع والدعم سيحبطون، كذلك الأدباء والكتّاب والشعراء الذين حققوا نجاحات عديدة، وحصلوا على جوائز، فهؤلاء أبناء الكويت الذين رفعوا رأسها، فلا بدّ من وجود آلية لتشجيعهم ودعمهم وتحفيزهم من أجل استمرار نجاحهم وتألقهم الذي سيصب في النهاية بمصلحة الكويت ونهضتها لتكون صورتها ناصعة أمام العالم.

وأشار النبهان إلي أنه على ثقة بأن كلماته ستصل إلى القيادات وتلقى أذنا صاغية لأنهم آل الصباح الذين يحرصون على نهضة الكويت ورفعتها، وتمنى النبهان أن تسير الحكومة الرشيدة على النهج ذاته من تشجيع الكوادر الفنية والثقافية في المرحلة المقبلة، لأن الثقافة والفنون هما مرآة الشعوب ووجه الكويت الحضاري، وأشد على أيدي وزارات الإعلام والتربية والتعليم العالي، فهي معامل تفريخ للمواهب الوطنية، فأرجو دعمهم والاهتمام بهم.

القوة الناعمة

ويقول الأمين العام لرابطة الأدباء، د. خالد رمضان: نبارك للشيخ مشعل تزكية سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد لسموه لولاية العهد، والشيخ مشعل ليس غريبا على المسؤولية، فقد تقلّد عدة مناصب في الدولة، كان آخرها في الحرس الوطني، وكان متابعا لكثير من القضايا التي حدثت في الساحة الكويتية، وله دور في حلها، ونأمل منه ومن صاحب السمو في العهد الجديد أن يكون عهدا أكثر انفتاحا ورخاء، وأن يكون للثقافة والفنون نصيبهما من الاهتمام في الحكومة المقبلة، فالكويت لها مكانة بفضل القوة الناعمة التي تمثّلها الثقافة والفنون، وعلينا أن نحافظ على مكتسباتنا وننميها للأفضل.

وأردف رمضان مؤكدا أن ثقته بالعهد الجديد كبيرة، وآملا أن تتجاوز الكويت كثيرا من المشكلات التي اعترتها في سنوات سابقة، ومن أهمها الفساد الإداري والتعدي على المال العام، فهذا الملف يجب أن يعالج بشكل قاطع حتى تستعيد الكويت عافيتها، وتتفرغ إلى التنمية المستدامة بإذن الله.

انتعاش الفن

قال الفنان الكبير محمد جابر، الشهير بالعيدروسي: نبارك تولي سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الذي ينبئ بعهد أكثر قوة وحزما، ومن المتوقع أن ينتعش الفن في العهد الجديد بتولي سمو الأمير نواف الأحمد خير خلف لسمو الأمير الراحل وداعم الفنون الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه».

وأضاف أن آل الصباح يحبون الفن والفنانين ويؤمنون بقوته الناعمة القادرة على تشكيل الوعي وتوجيه الرأي العام وتثقيف الشباب وزيادة الترابط بين المواطن وأرضه، ولذلك فإن دعم الفن هو أهم ركائز التنمية الحضارية وأحد عناصرها القوية.

وأكد أن الدراما الكويتية تحتاج إلى نظرة سامية تعيدها إلى مكانتها المتميزة بين الدول، وكلنا أمل أن تشهد السنوات المقبلة تغييرا حقيقيا على مستوى النصوص والإنتاج والتكنولوجيا المستخدمة في التصوير، وكل هذا من شأنه الارتقاء بالحركة الفنية والمجتمع ككل، وستتضح آثار ذلك بقوة على كل مناحي الحياة، حيث إن الفن مرآة الشعوب، كما شهدت الفترة التي تصدرت فيها الكويت فنيا، ارتقاء بكل مناحي الحياة، وهو انعكاس طبيعي للحركة الفنية الرائجة.

وتمنى أن يكون سمو ولي العهد إلى جانب سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد دافعين للمسرح الكويتي في اتجاه الريادة، ومشجعين للفنانين الكبار والصغار، وتأهيل الأجيال الجديدة لحمل الراية بعد الجيل الأول الذي قدّم الكثير لوطنه وفنّه، ولم يبخل يوما بجهد أو وقت، وعلى الأجيال الجديدة من الفنانين أن تعي ذلك جيدا وتستعد لحمل الراية واستكمال مسيرة النجاح على المستوى ذاته.

رموز القيادة

وضمن السياق ذاته، هنأ الفنان نبيل شعيل سمو ولي العهد، متمنيا أن يكمل مسيرة النماء والسؤدد والازدهار، كما بارك الفنان عبدالله الرويشد لرموز القيادة الرشيدة في الكويت، مبتهجا بسمية الشيخ مشعل ولياً للعهد وسنداً لسمو الشيخ نواف الأحمد.

ازدهار البلد

الفنان التشكيلي فواز الدويش قال: نبارك لوالدنا الغالي سمو الشيخ مشعل الأحمد نيله ثقة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وتزكيته وليا للعهد، سائلين المولى عز وجلّ أن يوفقه ويسدد خطاه، ونتطلع إلى أن تزدهر الكويت في عهده، وتعود منارة الثقافة وأرض الصداقة والسلام كما عهدناها، وتكون نجمة ساطعة في سماء دول العالم.

العطاء السخي

بدوره، قدّم الباحث خالد الشمري أجمل التهاني والتبريكات لسمو ولي العهد الشيخ مشعل بولاية العهد، متمنيا له المزيد من العطاء والنجاح والتوفيق في منصبه الجديد، لاسيما أنه عرف عنه المثابرة والقوة والجلَد، فهو من أسرة كريمة جبلت على العطاء السخي والسؤدد والرفعة.

وأضاف: «وفي مشوار سموه مراحل مضيئة، فهو الرجل العسكري الحازم الذي يُحسن القيادة بكل دقة وانضباط، كما أنه اشتهر بحلمه وسعة صدره، ونأمل له المضي بنجاح خلال الفترة المقبلة، وأن تشهد الكويت كل الازدهار والتقدم والنماء، كما عرف عنها، فهي بلد المعرفة والفكر والتنوير والثبات على المواقف».

وطن شامخ

وقالت الكاتبة ريانة الهندي: «نحمد الله ونشكره علي كل شيء، فبحمده تتبارك الأمور، الحمد لله على تولي سمو ولي عهد الأمير هذا المنصب، مضيفة: لطالما كنت يا سمو الشيخ مشعل الأحمد مؤهلاً وفخراً لما هو أعلى، إننا أبناؤك نرى في عينيك عهداً جديداً ووطناً شامخاً، كما كان في عهد أسلافك، فبكل حب وأمل اننا نتمنى ونطمح في أن تساهم في حل القضايا بكل عدالة، فالعدل من شيم آل الصباح كما كان يطمح المغفور له بإذنه تعالى، والدنا قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، كما نسعى إلى دوام صيت وطن الإنسانية متكررا في عهدك الجديد، وفي النهاية، سدد الله خطاك وأعانك على حمل هذه الأمانة.

ملك: «الأدباء» منارة كويتية يجب دعمها

قالت الباحثة والمؤرخة المختصة بشؤون المرأة الكويتية أبرار ملك: «في البداية ندعو الله أن يرحم سمو الأمير الشيخ الراحل صباح الأحمد، ويجزيه خير الجزاء، لقد حمل الأمانة بكل إخلاص ووفاء وعمل جاهدا بشكل متواصل على أمن وأمان والارتقاء بكويتنا الحبيبة في كل المجالات الإنسانية والسياسية والثقافية والفنية، وقد دوّنها التاريخ والشعب الكويتي لسموه بأنه كان داعما لأبنائنا المبدعين، وكما تعلمون بأن ذلك الاهتمام امتد لخارج الكويت، فقد عمل على استقرار وأمن الخليج واستقرار السلام بينهم، إضافة إلى نصرة الدول التي تعرّضت للكوارث من خلال إرسال المساعدات لهم بشكل عاجل».

وأضافت ملك: «ولا ننسى أن ندعو لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد بالتوفيق لكل ما فيه خير للبلاد وأهله، واليوم نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد على تزكية سمو الأمير له وليا للعهد، داعين الله أن يوفق سموه على أداء الأمانة التي هو أهل لها، وبلا شك فإن الشعب الكويتي يتطلع لمستقبل باهر في ظل قيادته الرشيدة وعهد متواصل جديد جميل، فمازال الطريق أمامنا طويل، وهناك العديد من الأمور التي نسعى إلى تنفيذها على أرض الواقع بكل المجالات التربوية والثقافية والإسكانية والصحية.

وتابعت: «لقد عرف عن سموه حبه للأدباء والمبدعين والمتميزين من أبناء الكويت وباستقباله ودعمه لهم، واليوم بلا شك كأي أديب كويتي أتمنى أن يحظى باهتمام أكبر من قبله كأديب يجب أن يتلقى الدعم والتشجيع من دولته ومنح المزيد من الحرية في التعبير عن الرأي بشكل متزن، وإقامة المزيد من الفعاليات الثقافية، فلا تقتصر إقامتها على شهر أو شهرين في العام، علاوة على ذلك، دعم المؤلف الكويتي معنويا وأدبيا، إضافة إلى منح رابطة الأدباء الكويتيين المزيد من الاهتمام والدعم، فهي منارة ثقافية كويتية، وهي ملاذ الأديب والمفكر والمثقف الكويتي التي تنقل أيضا طموحات وصوت ورسالة المواطن، وهي التي تساهم بنشر وإيصال كل ما يتعلق بالمجال الأدبي بداخل الكويت وخارجها، ولديّ أمنية أختم بها حديثي، وقد رفعتها لوزير الإعلام، أمنيتنا أن نرى من ينال على جائزة الدولة التقديرية أو التشجيعية التي تمنح من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمهرجان القرين الثقافي أن تكون الاحتفالية برعاية وحضور سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد والشيخ مشعل الأحمد حفظهما الله ورعاهما، حيث إن الجائزة تمنح باسم الدولة وتسلمها من قبلهما له بالغ الأثر في الأنفس بحضور وزير الإعلام والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب».

الفنانون يأملون أن يشهد العهد الجديد صحوة فنية

الكويتيون يعلمون مدى حب آل الصباح لهم ولهذه الديرة الطيبة

المثقفون طالبوا بضرورة مواصلة الكويت توهجها والتفرغ للتنمية المستدامة
back to top