لبنان يشعر باليُتم بفقدان الشيخ صباح... أنبل أصدقائه

• البرلمان يقف دقيقة صمت: فقدنا درّة العرب
• إطلاق اسمه على منشآت مشروع ري الجنوب

نشر في 01-10-2020
آخر تحديث 01-10-2020 | 00:00
مجلس النواب اللبناني يقف دقيقة صمت على روح سمو الامير الراحل
مجلس النواب اللبناني يقف دقيقة صمت على روح سمو الامير الراحل
بفقدان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، يخسر لبنان وهو في أحلك ظروفه، واحدا من أكبر وأوفى وأنبل الأصدقاء الذي لم يدخر جهدا على مدى تاريخ الأزمة اللبنانية الممتدة منذ عام 1975، تاريخ انفجار الحرب الأهلية على أرضه، لإصلاح ذات البين بين اللبنانيين.

ولم يكن رحيل الشيخ صباح مفجعاً للشعب الكويتي وحده، بل شاطرهم الحزن والأسى كل اللبنانيين، الذين يكنّون للفقيد مواقفه في توثيق الروابط الاقتصادية بين الكويت ولبنان، وإيجاد حلول للخلافات والتهديدات التي تعرّض لها.

البرلمان يقف دقيقة صمت

وفي تحية إلى روح الأمير الراحل، وقف مجلس النواب في مستهل جلسته التشريعية التي عقدها، أمس، دقيقة صمت تعبيرا عن عمق العلاقة التاريخية التي تربط البلدين. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري في افتتاح الجلسة: "فقد لبنان صديقا عزيزا وشقيقا هو درّة من درر العرب".

الحريري

وعبّرت شخصيات لبنانية سياسية وروحية، أمس، عن خالص التعازي بوفاة الشيخ صباح. ووجّه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري برقية، أمس، إلى سمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، قدّم فيها التعازي باسمه واسم تيار "المستقبل" وكتلته النيابية برحيل الشيخ صباح، معرباً عن ثقته بأن "تبقى الكويت بقيادته قبلة للتعاون المشترك وعنوانا للأخوة والصداقة في مواجهة شتى التحديات".

وقال الحريري إن "اللبنانيين يتطلعون إلى سموكم، ليسجلوا للكويت وقيادتها من جديد عميق التقدير والامتنان لكلّ ما قدمته للبنان في مجال الإعمار والاستثمار في القطاعات الإنسانية والتربوية والانمائية. وهذه مناسبة لنؤكد عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين بلدينا، وعلى ثقتنا بأن الكويت بقيادتكم ستبقى قبلة للتعاون المشترك وعنوانا للأخوة والصداقة في مواجهة شتى التحديات".

سليمان

وقال الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان إنه "بفقدان الشيخ صباح، خسر لبنان شقيقا محبا صادقا، ساهم بإنهاء الحرب الأهلية وترك بصماته في إعادة الإعمار وفي مشاريع تنموية عديدة".

بدوره، قال رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، أمس، ان "خسارة لبنان برحيل المغفور له لا تقل عن خسارة الشعب الكويتي والأمة العربية بأسرها".

جعجع

واعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، أمس، انه "لا يمكن أن يغيب عن بالنا وبال اللبنانيين وقوف سمو أمير الإنسانية الى جانب الشعب اللبناني في محطات كثيرة من تاريخه، لا سيما من خلال الدور الذي اضطلع به في إنجاز اتفاق الطائف، وإعادة إعمار لبنان، وفي الاستثمار بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية كافة، وليس انتهاءً باندفاع سموّه لإعادة إعمار إهراءات القمح في مرفأ بيروت عقب الانفجار المجرم الذي أدمى بيروت واللبنانيين والعالم في أغسطس الماضي".

دريان

وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبداللطيف دريان، في بيان، أمس، أن "العالم خسر قائدا عربيا مميزا كرس ثقافة الاعتدال والمحبة والانفتاح على الآخر، فنال عن جدارة لقب أمير الإنسانية". وأضاف: "كان للبنان نصيب في رعايته واحتضانه ومساعيه الطيبة لحلّ أزمته، إبان الحرب الأهلية، وقام المغفور له بدور كبير على هذا الصعيد، فترأس اللجنة العربية السداسية، تمهيدا للوصول إلى حل للحروب العبثية بين اللبنانيين، والتي أدت الى إقرار اتفاق الطائف.

ولا ننسى أياديه الخيرة والبيضاء في مساعدة لبنان واللبنانيين ووقوفه إلى جانبهم في الحرب والسلم".

وودّع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، الأمير الراحل، وقال في تغريدة مساء امس الأول: "وداعا للطلّة الشامخة البهية، وداعا للبسمة الدائمة المحبة، وداعا للسياسة العاقلة المدروسة، وداعا للقائد العربي الحكيم، وداعا لجبل شامخ كبير، وداعا لمحب لشعب لبنان، وداعا لأب الأمة الكويتية وحاميها، وداعا لصديق العمر وصديق المختارة على مدى عقود، وداعا يا شيخ صباح".

السفارة تتقبل التعازي

وتوافدت الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والسياسية والاجتماعية والدينية، أمس، الى سفارة الكويت في بيروت لتقديم التعازي بالأمير الراحل. وأجمع المعزون في كلمات دوّنوها في سجل التعازي على أهمية الشخصية الاستثنائية للراحل الكبير ودوره السياسي الجامع والإنساني العابر للدول، منوهين بمحبته للبنان ودعمه الدائم له.

وأكد وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبي من السفارة أن "حكمة سمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، ستكون السائدة، وستستمر الكويت بسياسة الانفتاح والتواصل مع مختلف الأطراف".

نصرالله

وكان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، قد تقدّم خلال كلمته مساء امس الاول بالتعزية بوفاة أمير الكويت، قائلا "الشعب اللبناني لا ينسى وقوف الكويت الى جانب لبنان بإعادة الإعمار جراء عدوان تموز 2006". وتابع: "نسجل للكويت موقفها المتماسك في ظل حكم أميرها الراحل بمواجهة كل الضغوط التي تفرض على الدول العربية، وخصوصا الخليجية، وما زالت الكويت تلتزم بموقفها العربي والإسلامي".

تفاعل الإعلام اللبناني

ووجّه الرئيس بري، أمس، في صحيفة النهار اللبنانية رسالة رثاء الى أمير الكويت الراحل. وقال: "بين الصباح والصباح يأفل نجم، بين الحلم والحلم تستيقظ الحقيقة المرّة، وبين الصمت والصمت يغيب الصوت العربي الأصيل الصارخ في بريّة العرب".

وأضاف أن "نهر الليطاني اللبناني أبى اليوم إلا أن يخلّد للراحل الكبير بصماته، حيث تسلمت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني المرحلة الأولى من مشروع ري الجنوب على منسوب 800 متر، الذي يجسّد وحدة لبنان من شماله إلى جنوبه، ونطلق عليه اسم الراحل الكبير صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد". وأجمعت الصحف ووسائل الإعلام اللبنانية، أمس، على الخسارة الكبيرة للكويت والعالم العربي برحيل الشيخ صباح. وقالت صحيفة النهار، في عنوانها الرئيسي، إن "سمو الأمير الراحل كان عن حق صوت الضمير".

وأفردت صحيفة اللواء في افتتاحيتها أمس، مقالا عددت فيه مزايا سمو الأمير الراحل، وقالت: "رحل شيخ حكماء الحكام العرب، والأمة بأمسّ الحاجة إلى حكمته وشجاعته واعتداله وقدراته الدبلوماسية المميزة في التغلّب على الصعاب وفي مواجهة التحديات".

حكمة الأمير الشيخ نواف الأحمد ستكون السائدة وستستمر الكويت في سياسة الانفتاح مع مختلف الأطراف وزير الخارجية اللبناني
back to top