طهران تدعو باريس إلى إبداء «نوايا طيبة» في الملف اللبناني

بعد انتقادات وجهها ماكرون للساسة في لبنان منهم «حزب الله»

نشر في 28-09-2020 | 15:00
آخر تحديث 28-09-2020 | 15:00
No Image Caption
دعت طهران باريس الإثنين الى إبداء «نوايا طيبة» في مقاربة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وذلك بعد انتقادات وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للطبقة السياسية اللبنانية، ومن بينها حزب الله المدعوم من إيران، بسبب الفشل في تحقيق ذلك.

وانتقد ماكرون الأحد السياسيين اللبنانيين لإخفاقهم في تشكيل حكومة سريعاً، خلافاً لتعهدات قطعوها له خلال زيارته بيروت في الأول من سبتمبر.

وكانت هذه الزيارة الثانية لماكرون الى لبنان بعد التفجير الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، وتسبب بدمار كبير في العاصمة، ودفع إلى استقالة حكومة حسان دياب، في خضم أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية تعد الأسوأ في تاريخ لبنان الحديث.

وتبدو البلاد بلا أي أفق للخروج من الأزمة، بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب عن عدم تشكيل حكومة جديدة، في ظل خلافات الأفرقاء السياسيين على الحقائب الوزارية.

وشكل الاعتذار نكسة لمبادرة ماكرون الذي انتزع تعهدا من الأطراف السياسيين مطلع الشهر الحالي، بتشكيل حكومة تضم اختصاصيين ومستقلين في مهلة أسبوعين، للحصول على المساعدات اللازمة لإنهاض البلاد.

وفي مؤتمر صحافي الإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن طهران وباريس على تشاور، «لكن بطبيعة الحال، نحن لا ندعو أي حكومة أجنبية للتدخل مباشرة في شؤون لبنان، لأننا نعتبر أن أي تدخل لا يساعد في الحل، بل يساهم فقط في تعميق الخلافات».

وأضاف «سندعم أي حكومة، وخصوصاً الحكومة الفرنسية، بحال تمكنت من المضي في ذلك بنوايا طيبة، لكننا بالتأكيد نميّر ما بين التدخل من جهة، والمساعدة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من جهة أخرى».

وترتبط إيران بعلاقة وثيقة مع حزب الله الذي يعد القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان.

وأكد خطيب زاده أن طهران «على تواصل مع مختلف الأطراف اللبنانيين بشكل مباشر ومتواصل، ونأمل في أن نتمكن من المساعدة في حل هذا الموضوع».

وأعطى اعتذار أديب عن مهمة تشكيل الحكومة بعد أقل من شهر على تكليفه، شعوراً بالعودة إلى المربع الأول في ظل غموض تام يلفّ المشهد اللبناني.

ووفقاً للدستور، يتعيّن على الرئيس ميشال عون الدعوى إلى استشارات برلمانية ملزمة لتكليف رئيس وزراء جديد من أجل تشكيل الحكومة، لكن هذه العملية مهددة مرة أخرى بالتأجيل والتأخير وربما الفشل مُجدداً.

وأبدى أديب بعد تكليفه في 31 أغسطس، رغبته في تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على إقرار الإصلاحات الضرورية. لكن جهوده اصطدمت خصوصاً بإصرار الثنائي الشيعي ممثلاً بحزب الله وحركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، على تسمية وزرائهما والتمسّك بحقيبة المال.

وقال ماكرون في تصريحاته إن على حزب الله «ألا يعتقد أنه أقوى مما هو عليه»، مضيفاً «رغبة حركة أمل وحزب الله كانت عدم القيام بأي تنازل».

لكن الرئيس الفرنسي تحدث أيضاً عن «خيانة جماعية» من مختلف مكونات الطبقة السياسية اللبنانية، ووضع أركانها أمام «فرصة أخيرة» لاحترام تعهداتهم تشكيل «حكومة بمهمة محددة تحصل على المساعدة الدولية».

back to top