الرئيس عبدالفتاح السيسي للمصريين: احذروا ممن يسعى لخراب مصر

«الإزالات لن تكون على حساب الناس... ومطالب التغيير تخفي خطط التدمير بدعاوى زائفة»

نشر في 28-09-2020
آخر تحديث 28-09-2020 | 00:05
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستعرض كروكي مجمع مسطرد أمس (متحدث الرئاسة)
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستعرض كروكي مجمع مسطرد أمس (متحدث الرئاسة)
علّق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لأول مرة، أمس، على التظاهرات المحدودة التي تشهدها بعض القرى في الريف المصري منذ 20 الجاري، معتبراً أن دعوات التغيير هدفها الحقيقي هو التدمير والتخريب، ومتهماً قوى بعينها لم يسمها بالتحريض على الفوضى، موجها الشكر إلى الشعب المصري لوعيه وعدم المشاركة في دعوات التخريب، مجدداً رهانه على وعي الشعب، وأشار إلى أن محاولات تهييج الشارع تأتي رداً على خطوات القاهرة للتحول إلى مركز إقليمي لتصدير الطاقة.

المخالفات

السيسي، الذي تحدث خلال افتتاح مجمع التكسير الهيدروجيني في مسطرد شمال القاهرة، بحضور كبار رجال الدولة، تحدث عن حملات إزالة مخالفات البناء، قائلا: "أوعوا تتصوروا أننا هنعمل إزالات ونسيب الناس... إحنا بناخد الناس تسكن في أماكن تليق بهم... أي إزالة بتم للمصلحة العامة لا تكون على حساب الناس"، ولفت إلى أنه يكرر الحديث في هذه النقطة للرد على "ناس موجودة كل هدفها أنها تشككم وتخوفكم وتقول كلام وتصطاد في المياه العكرة".

وأثارت إجراءات التصالح في مخالفات البناء وإزالة المباني المخالفة، حالة من الجدل والاستياء والتململ لدى شرائح في الشارع المصري، يعتقد البعض انها أكسبت التظاهرات التي دعا لها رجل الأعمال محمد علي زخما خلال الأيام الماضية.

الظروف الصعبة

ووجه السيسي الشكر للشعب المصري لعدم تلبية الدعوات للتظاهر، قائلا: "هم قعدوا الأسابيع اللي فاتت يولعوا الدنيا... بيستغلوا المواقف الصعبة اللي بنعملها... نسكت تشوفوا المنظر ده (العشوائيات)... مانسكتش ونعمل ونصلح يبقى فيه ظروف صعبة... فهم بيختاروا الظروف الصعبة عشان يشككوا المصريين في اللي إحنا بنعمله وأن ده على حسابهم وضدهم".

الشعب والدولة حاجة واحدة

وشدد على أن الرهان على الشعب المصري وقدرته على التحمل، وأكد أن "الشعب والدولة حاجة واحدة... ماحدش يدخل بينا... رهاني على الناس والحمد لله خلال السنوات الماضية كان الرهان كسبان"، وتابع: "إحنا بنصلح في الأرض ولا بنفسد؟ لو بفسد في الأرض هبقى خايف عشان ربنا مش معايا... فإحنا بنعمل إصلاح... النقطة الثانية الناس لا يمكن خداعها بالكلام حتى لو هو (المواطن) تعبان"، وأن الرهان على أن الدولة تمضي في مسار إصلاح وتعمير، وأن المصريين على تفهم لذلك وتحملوا تكلفته».

وقف عجلة المشروعات

وشن السيسي هجومه على جهات لم يسمها، وقال إن المحاولات مستمرة لهدم حالة الاستقرار لوقف عجلة المشروعات، وحذر من أن هذه الجهات تعمل على تحريك المصريين "بيقول لك قوم اتحرك هد بلدك؟ لا هو يقول لك دافع عن نفسك؛ بيظلموك؛ خد حقك... فتتحرك أنت وتكمل عليها وتهدها... وعينا هو سلاحنا الماضي ضد كل الأفكار والجهد المبذول لتدمير الدولة المصرية"، ضارباً المثل بتأخير مشروع مجمع مسطرد لعشر سنوات بسبب أحداث 2011.

وطالب السيسي وسائل الإعلام بالعمل على بث قيم التنوير في المجتمع، وكذلك التعليم، مطالبا الإعلام والتعليم بتحصين وعي الشباب من أجل مصر لكي تعيش ويكون لها مستقبل، دول كتير راحت لكن ربنا أراد لمصر لا، ربنا قال لا، مصر لا، وهتفضل مصر لا... أوعوا يا مصريين حد يوصل بلده للخراب والدمار؟".

سورية

وعقب استعراض فيديو عن دمار إحدى الدول العربية على يد الإرهاب في إشارة لسورية، قال السيسي: "قلت لكم قبل كده هم بيقولوا التغيير، ولكن أنا بقول لكم إن ده وجه بيقدموه للناس، لكن الوجه الحقيقي هو تدمير الناس وتدمير الدول بدعاوى كاذبة زائفة وبتزييف الوعي".

وتابع إنه "طبقا لتقرير الأمم المتحدة فيه دولة أنا مش هقول اسمها تحتاج إلى 440 مليار دولار لعودة كما كانت قبل 10 سنين" وختم : "أصلها مش بالترميم (...) أصلها بإصلاح الشعب نفسه".

تركيا

وفي إشارة الى تركيا، اتهم السيسي أطرافا بالسعي لخلق شعوب من اللاجئين تجد نفسها في نهاية المطاف "تقاتل في ليبيا".

وقال: "والله لن تقوم دول حتى على منهج ديني حقيقي يكون أساسها مبني على خراب وتدمير، هذا الأمر لا يرضي الله، ناس كانوا يعيشون في طمأنينة واستقرار نقوم بتخريب بلدانهم ليهجروها ويعيشوا في معسكرات لمدة 10 أو 15 عاما، فكيف ستكون النتيجة؟".

وأردف: "الطفل الذي كان يبلغ من العمر 10 سنوات منذ 10 أعوام، ويعيش الآن في مخيمات اللجوء، وقد أصبح عمره 20 عاما، ماذا سيشتغل؟ سيذهب للعمل في ليبيا، وإن لم تحتاطوا فسيأتون للعمل في مصر، وماذا يعني ذلك؟ يعني أنهم سيدمرون مصر".

مركز الطاقة

وتطرق الرئيس المصري إلى خطة القاهرة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة ومحاولات قوى إقليمية لعرقلة هذه الخطة، وأضاف: "إحنا بنحرم نفسنا من اللقمة عشان نبني بلدنا وشعبنا مستحمل... بقى أنتم عاوزين تبقى مصر منظمة الغاز في المنطقة؟ لا بقى إحنا مش هنسيبكم وهنعمل اللي نقدر عليه هم يعني بيقولوا كده".

ووجه السيسي حزمة مساعدات لقطاعات من المواطنين، موجها بمد أمد صرف منحة 500 جنيه شهريا للعمالة غير المنتظمة حتى نهاية العام، كما طالب رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، بسرعة الانتهاء من اشتراطات البناء الجديدة في مصر قبل مهلة الستة الأشهر التي تم إعلانها في وقت سابق، من أجل دفعة حركة البناء، ووجه الدعوة لرجال الأعمال للمشاركة في أعمال البناء، مؤكدا التزام الدولة لتعهداتها مع رجال الأعمال.

إخلاء سبيل أطفال

إلى ذلك، أمر النائب العام المستشار حمادة الصاوي، أمس، بإخلاء سبيل 68 طفلا من المتهمين في القضية رقم 880 لسنة 2020 حصر تحقيقات "نيابة أمن الدولة العليا"، بالمشاركة في أحداث الشغب التي وقعت خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد أخذ التعهد على ولاة أمورهم بالمحافظة عليهم، وحسن رعايتهم، وعدم السماح لهم بارتكاب مثل تلك الأفعال مستقبلا، وعدم تعريضهم للخطر مجددا، وتعكف "النيابة العامة" على استكمال التحقيقات مع باقي المتهمين في القضية المشار إليها.

back to top