محمد العيسائي: الآثار العمانية ترجع إلى 5 آلاف سنة

خلال فعاليات المعرض التشكيلي الافتراضي للتراث والعمارة «صيفنا أحلى»

نشر في 24-09-2020
آخر تحديث 24-09-2020 | 00:02
الباحث محمد العيسائي والباحث عتيق السليطي
الباحث محمد العيسائي والباحث عتيق السليطي
تتواصل فعاليات المعرض التشكيلي الافتراضي للتراث والعمارة «صيفنا أحلى»، الذي يستعرض أبرز معالم التراث العمراني في الدول العربية.
لا يزال التراث العمراني يحتل أهمية كبيرة في الكثير من الدول التي أدركت ما يمثله الموروث التاريخي في بناء لبنة أساسية في التنمية السياحية المستدامة، إضافة إلى دوره في تسجيل ذاكرة المكان، وتاريخ المجتمع وسلوكياته، وطرق معيشته المختلفة.

ومن هذا المنطلق أقيمت محاضرتان "أونلاين" خلال يومين متتاليين ضمن فعاليات المعرض التشكيلي الافتراضي للتراث والعمارة "صيفنا أحلى". وكانت المحاضرة الأولى بعنوان "التراث العمراني في سلطنة عمان"، قدَّمها مدير إدارة التراث في محافظة البريمي في عمان الباحث محمد العيسائي، وأدارتها الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور.

أما المحاضرة الثانية، فكانت بعنوان "التراث العمراني في دولة قطر"، قدَّمها الباحث عتيق السليطي. وأقيمت المحاضرتان عبر صفحة المرسم الحُر على "إنستغرام".

التراث العماني

وتحدَّث العيسائي في محاضرته عن التراث العمراني في عمان، واستعرض من خلال ورقة نماذج لبيان الجماليات الفنية التي تشتهر بها المباني التاريخية والأثرية في عُمان، وما تم تنفيذه من برنامج في إدارة التراث العمراني، لضمان استدامتها، حتى يتم إيصالها للأجيال القادمة.

وأشار إلى أن التراث العمراني مجاله واسع، ويمتد إلى آلاف السنين، وقال إن "التراث العمراني العماني يحتوي على الكثير من العناصر الفنية، ومن المعروف أن الآثار في عمان والخليج العربي أيضا تمتد إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، ولدينا أبنية قديمة ضخمة، وبها رسوم فنية تحكي إبداع هذا الإنسان الذي عاش على هذه الأرض ذات مضامين ودلالات متنوعة، وهي أيضا دليل على مواجهة الإنسان العماني، وبيان عبقريته في مواجهة التحديات المختلفة، ومنها التغيرات المناخية والطبيعية".

وتابع: "كما هو ملاحظ من تلك الآثار، أن الإنسان العماني سعى إلى إقامة مجتمعات تواصلت مع حضارات أخرى ليست منغلقة، فنشاهد الإبداعات من خلال التبادل الحضاري في العديد من المباني، والمواقع الأثرية، وهي دليل على انفتاح تلك الحضارات، ما أدى إلى ازدهارها، فلا توجد حضارة ولا مدينة ازدهرت وهي منغلقة".

وأضاف العيسائي أن الطابع العمراني منعكس على المباني الرسمية؛ المدارس والمستشفيات، لافتا إلى أنه عندما يتم تصميمها يؤخذ من الطابع العماني التراثي، ومن التراث الإسلامي، والزائر للسلطنة يلاحظ انعكاس هذا الموروث التراثي العمراني على المباني، ومنها على سبيل المثال دار الأوبرا.

التراث القطري

من جانبه، أعطى الباحث السليطي صورة متكاملة عن التراث المعماري في قطر، وأكد أنه جزءاً لا يتجزأ من الهيكل الثقافي والاقتصادي والعمراني للدولة، واستعرض عدة نماذج متنوعة ذات أصالة وعمق تاريخي، وقال: "بالنسبة للتراث المعماري في قطر، فإنه يمكن إجماله في المساجد، والأسواق، والقلاع، والحصون، والأبراج، والمدارس وغيرها. ويوجد عدد كبير من المساجد الأثرية في قطر بمدنها، وقراها الساحلية، وبرها، وقد قمتُ وغيري بتوثيق أغلبها، وجرى ترميم واستعادة عدد منها على يد المكتب الهندسي الخاص أو هيئة المتاحف، مثل مساجد أبوالقبيب، بن عبيد، ويوسف، والعامري وغيرها".

وتابع: "بالنسبة للأسواق، هناك سوق واقف، وعن الأبراج هناك برج سالمين من منطقة البدع بالدوحة، وأبراج الخور".

وبيَّن السليطي أنه جرى ترميم القصور والبيوت، ومنها قصر الشيخ عبدالله بن جاسم حاكم قطر الأسبق، رحمه الله، في شرق الدوحة، وأصبح مركز متحف قطر الوطني.

عتيق السليطي: عقب ترميم قصر الشيخ عبدالله بن جاسم أصبح متحفاً وطنياً
back to top