فنانون: نقابتنا غائبة عن الساحة ومليئة بالمشاحنات

البعض يؤيدها ويطالب بأن تكون مظلة للعاملين في الحقل الفني

نشر في 23-09-2020
آخر تحديث 23-09-2020 | 00:05
أثار الحوار الذي أجرته «الجريدة» مع رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين، د. نبيل الفيلكاوي، قبل أيام، ردود أفعال قوية، بعد أن طرح خلاله مشروع قانون سيتقدم به لمجلس الأمة المقبل ليكون ملزماً لجميع الفنانين بعضوية النقابة، بهدف القضاء على الفوضى في الساحة الفنية، وللحد من المشكلات التي يواجهها الفنانون خلال ممارسة عملهم سواء في التلفزيون أو المسرح وكذلك السينما. وبحسب الفيلكاوي يهدف القانون إلى إرساء قواعد العمل الفني ضمن شروط وضوابط تقلص فرص انضمام الدخلاء إلى الساحة الفنية.
وقد تباينت آراء الفنانين بين معارض ومتحفّظ ومؤيد... «الجريدة» رصدت كل الآراء بداية من كبار النجوم وجيل الوسط وجيل الشباب للوقوف على تفاصيل القضية، وفيما يلي التفاصيل:
تأرجحت آراء الفنانين بين مؤيد ومعارض حول مشروع القانون الذي سيقدمه رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين د. نبيل الفيلكاوي لمجلس الأمة لمناقشته وإقراره ليكون ملزما لجميع العاملين في الحقل الفني الحصول على عضوية النقابة، بهدف القضاء على الفوضى في الساحة الفنية، وفقاً لما قاله لـ «الجريدة» في عدد سابق.

في البداية، تقول الفنانة القديرة حياة الفهد: أنا لا أعتبر نقابة الفنانين والإعلاميين موجودة على الساحة وغير ملزمة بالاشتراك في عضويتها، وعندما تكون لدينا نقابة فنية ملتزمة أولا باللوائح والقوانين، ويتولى إدارتها من يقدّرون رموز الفن الكويتي الذين عملوا عقودا على نهضة المسرح والدراما والفنون بشكل عام، وحملوا على أكتافهم ريادة الكويت، عندما يتم احترام تاريخهم ومكانتهم وقتها فقط يمكن التحدث والتحاور بشأنها وآلية تفعيلها، لكن في ظل هذا الوضع وبالأسلوب المتّبع في إدارتها لا أستطيع اعتبارها موجودة.

مشاحنات ونزاعات

ويقول الفنان محمد المنصور: «هذه النقابة كانت حلما لنا جميعا، وكنا نطمح إلى أن تكون لدينا نقابة على غرار نقابة الفنانين في مصر أو النقابة السورية، تضم كل الفنانين، ولها لوائح وقوانين تنظم العلاقات والعمل، ووقّعنا على تأسيسها منذ فترة طويلة، لكن فوجئنا بوجود مشاحنات ونزاعات، وحدث فيها تلاعب، وأخذ الموضوع منحى آخر غير الذي كنا نحلم به كنقابة للفنانين، فتركنا الموضوع برمّته لكي يفعلوا ما يريدونه وما يحلو لهم، لأننا لا نستطيع أن نكون جزءا من حالة الفوضى والتطاحن، وأنا شخصيا كفنان وكشركة إنتاج مستعدون للالتزام، لكن عليهم أن يلتزموا هم أولا، لأنه منذ البداية لم يكن هناك التزام، فإذا حدث هذا الالتزام، لا مانع لدينا للتفاعل والتعاون من أجل مصلحة الحركة الفنية.

حماية الفنانين

من جانبه، يقول الفنان أحمد جوهر: لا أحد يرفض وجود نقابة للفنانين في الكويت تهدف لتنظيم الحركة الفنية والعلاقات بين الفنانين وبعضهم البعض، حيث توفر الحماية للجميع، سواء كانوا فنانين أو شركات إنتاج.

وبخصوص التقدم لمجلس الأمة لتشريع قانون يكون ملزما لجميع الفنانين بالاشتراك في عضويتها، يتساءل جوهر: ولماذا يتم التقدم بهذا المشروع الآن، وأين كانت النقابة طوال السنوات الماضية، ولماذا لم تفعل وتعمل على حماية الفنانين وحل مشاكلهم؟

واختتم قائلا إنه إذا كانت هناك جدية في تفعيل القوانين وحلّ كل المشاكل المتعلّقة، فلن يمانع من الانتساب إليها ومشاركة كل الزملاء في النهضة الفنية.

سمعة سيئة

من جهته، يقول المخرج السينمائي عبدالله السلمان: بداية أنا عضو في نقابة المهن السينمائية في مصر، وأتمنى أن تكون نقابة الفنانين في الكويت على غرارها، مظلة لكل الفنانين، وتعمل على لمّ شتاتهم وتنظيم أعمالهم، فمثلا عندما أردت تصوير أحد أعمالي في مصر، تم إيقافي ولم أستطع إكمال التصوير إلا بعد أن حصلت على عضوية النقابة، فالعملية منظمة ومقننة، وليست فوضى، فمنذ الثمانينيات ونحن نحلم بوجود نقابة، وكنا نحارب من أجل ظهورها، لكن مع الأسف الساحة الفنية الآن فوضى، والمفروض النقابة تقوم بدورها وتلزم الجميع حتى بدون إصدار قانون، فأنت نقابة ولك الحق في أن تخاطب وزارة الإعلام بعدم التصريح بالعمل إلا لمن هم أعضاء في النقابة، كما تتدخل في الخلافات بين المنتجين والفنانين.

ويضيف: كما تفصل أيّ فنان تكون سمعته غير جيدة ويسيء للفنانين، ويتم التبرؤ منه حتى لا تلتصق هذه السمعة بالفنانين جميعا، وهذه الإجراءات ستضبط الساحة من الفوضى والسلوكيات غير الجيدة، وأنا أبارك هذه الخطوة للدكتور الفيلكاوي لتفعيل دورها وإصدار قانون ملزم للجميع.

​الفنانون المرضى

ويقول الفنان والمنتج باسم عبدالأمير: نحن مع تفعيل دور النقابة على الساحة الفنية، لأننا نحتاج إلى تنظيمها وترتيبها، وكون النقابة تتدخل لحل الخلافات بين الفنانين وبعضهم البعض أو مع شركات الإنتاج فهذا أمر محمود وجيد، ويشكرون عليه، مضيفا أنه على مدى تاريخه في الإنتاج لم يحدث أي خلاف مع فنان على الأجر أو أي شيء، وهناك تفاهم كامل بينه وبين الفنانين. وأردف عبدالأمير: النقابة لها دور اجتماعي مهم بالنسبة للفنانين المرضى أو من يموتون، كما يحدث مع نقابة الفنانين في مصر، وكلّنا يلمس هذا الدور، فنتمنى أيضا أن تكون نقابة الفنانين الكويتيين حاضرة في مثل هذه المواقف التي تخدم الفنانين وقت الأزمات.

تصفية الأجواء

ومن جيل الشباب يقول رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الخليج العربي، الفنان ميثم بدر، إن وجود النقابة مهم، لأنها ستكون صوت الفنانين وتمنحهم قوة دفع وتضخّ دماء جديدة فى الحركة الفنية، علاوة على أنها ستعمل على حماية حقوق الفنانين جميعا، حيث يأخذ كل فنان حقه دون الجور على حقوق الآخرين، لأنها ستنظم هذه العلاقات وتفصل في الخلافات، فنحن نريد الانتساب والانتماء إليها، لكن فى نفس الوقت نريد أن تسير الأمور بلا إشكاليات، لأنه منذ بدايتها حدثت العديد من المشاكل التي نتمنى أن تنتهي، ويكون هناك توافق وحالة رضاء للجميع لتحقيق الصالح العام من أجل التفرغ للبناء والعمل وتحقيق قفزات نوعية فنية تليق باسم الكويت وريادتها بعيدا عن الأهواء الخاصة، فتصفية الأجواء ستجعل الجميع يبادر بالاشتراك في عضويتها دون قانون ملزم.

للفنانين فقط

أما المخرج السينمائي صادق بهبهاني، فيقول: بداية أفضّل أن تكون نقابة خاصة بالفنانين فقط، كما في مصر، فهناك نقابة خاصة بالصحافيين والإعلاميين ونقابة للفنانين وأخرى للسينمائيين، فنحن على الأقل تكون نقابتنا تجمع الفنانين فقط في المسرح والدراما والسينما، أما الإعلاميون فلهم جمعية، مع كل التقدير والاحترام لهم، حتى لا تختلط الأوراق، فنحن معها قلبا وقالبا لحماية الفنان، وأعتقد أن النموذج المصري كنقابة لها تاريخ نستطيع أن نسير على نهجهم ونستفيد من خبراتهم، فالجميع معترفون بها ويأخذون حقوقهم، فأتمنى أن تكون نقابتنا على النهج ذاته ونقف خلفها، وندعمها بقوة دون قانون ملزم، لأننا سنبادر من أنفسنا للحصول على عضويتها.

حياة الفهد: لا أعتبرها موجودة وغير مُلزمة بعضويتها

محمد المنصور: لا نستطيع أن نكون جزءاً من الفوضى والتطاحن

أحمد جوهر: أين دورها طوال السنوات الماضية؟
back to top